مدينة القدس بأهميتها وحضورها كانت محور الندوة الفكرية التي أقيمت ضمن نشاطات الاجتماع الدوري الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب المنعقد في دمشق حالياً بمشاركة 15 دولة عربية.
الندوة التي أقيمت في قاعة الأمويين بفندق الشام شهدت مداخلات لعدد من الأدباء والباحثين الفلسطينيين المشاركين في الاجتماع بدأها الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد أمين سر الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين في سورية، مشيراً إلى فشل كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية أو إرغام الشعب الفلسطيني على القبول بحلول استسلامية تستثني القدس وعودة اللاجئين، مؤكداً في الوقت نفسه حتمية هزيمة المشروع الصهيوني.
أما الشاعر والكاتب عبد الحكيم أبو جاموس أمين سر اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 فتطرق في مداخلته إلى أن الوحدة على المستويين الوطني والقومي هي السبيل الوحيد للتصدي لجرائم الصهيونية ولاسيما أن ما يجمعنا تاريخ وهدف مشترك.
وتحدثت حنان حجازي مديرة مؤسسة «الأسوار» للتنمية الثقافية والاجتماعية في عكا عن المعوقات التي تقف بوجه دور النشر المتخصصة في طباعة المؤلفات عن القضية الفلسطينية لجهة ترويجها وتسويقها.
وأكد الكاتب الفلسطيني يعقوب حجازي أن فلسطين أرض واحدة طوال تاريخها ولم تعرف التقسيم ولا التجزئة، بينما أشار الشاعر والروائي الفلسطيني أحمد أبو سليم في مداخلته إلى زياراته لمدينة القدس المحتلة والتي استقى منها أعمالاً أدبية كتبها لما تحمله هذه المدينة من أهمية ولرمزيتها في الوجدان الفلسطيني والعربي.
إلى ذلك أكد المشاركون في ملتقى البعث الحواري الذي أقامه فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي على مدرج الجامعة أمس تحت عنوان «القدس أيقونة السماء» أن القدس مدينة عربية وستبقى عاصمة أبدية لدولة فلسطين ولن تنجح كل المحاولات الرامية إلى طمس عروبتها ومكانتها في العالم العربي والإسلامي.
واستنكر المشاركون في الملتقى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة «عاصمة» للكيان الصهيوني الغاصب ونقل سفارة بلاده إليها، معتبرين أن هذا القرار يشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني وانتهاكاً سافراً لقواعد القانون الدولي والقرارات الدولية، مؤكدين أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وأن نهج المقاومة لا بد أن يتعزز باعتباره الأساس الذي يجب أن يتم العمل به من أجل حماية المنطقة واستعادة شعوبها للحقوق.
واستعرض الأديب الفلسطيني الدكتور حسن حميد عضو اتحاد الكتاب العرب تاريخ القدس والتعقيدات التي مرت بها القضية المركزية للأمة العربية وتجاهل الحقوق الفلسطينية في العودة وحق تقرير المصير.
ووجه الدكتور حميد التحية لسورية، وقال: ما من بيت سوري إلا أعطى واحداً أو أكثر من أبنائه شهيداً من أجل فلسطين ومازالت سورية تقدم، معتبراً أن الحرب التي تشنها قوى الإرهاب التكفيري وداعموها وممولوها ومن ورائهم الصهيونية على سورية منذ سبع سنوات كانت من أجل فلسطين.
من جانبه تحدث الدكتور عيسى مخول أستاذ القانون الجزائي في كلية الحقوق بجامعة دمشق عن القوانين والقرارات الدولية الصادرة بشأن القدس وأبرز النقاط التي أثارتها مثل شجب الاستيطان الإسرائيلي والقلق حول الاعتداء على المواقع التاريخية والدينية في القدس وضرورة وقف أعمال الحفر تحت المسجد الأقصى.
وقال مخول: إن 59 قراراً صدرت عن المجتمع الدولي بشأن القدس كان آخرها القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدم شرعية نقل السفارة الأمريكية في «إسرائيل» إلى القدس المحتلة وكلها تم تجاهلها وتجاوزها، معتبراً أن المقاومة هي الخيار الأمثل لمواجهة الغطرسة الصهيونية والقوى الغربية الداعمة لها.
حضر الملتقى الدكتور خالد الحلبوني أمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور محمد ماهر قباقيبي رئيس جامعة دمشق وأعضاء قيادة فرع الحزب في الجامعة وعمداء الكليات والمعاهد وفعاليات ثقافية وحشد كبير من الطلاب.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.