درعا – حليم محمد
رغم أن أسعار اللحوم الحمراء انخفضت، بعد ركود في أسعار المواشي تلا صعوبة تأمين المراعي، إثر الموسم الجاف، فإن موائد سكان درعا لم تزدد فيها حصة اللحم التي تناقصت بشكل كبير خلال السنوات الماضية.
ارتفاع أدى إلى انخفاض
ارتفعت أسعار الأعلاف من مؤسسة الأعلاف خلال نيسان الماضي، ما دفع مربي المواشي في درعا لتغذيتها بالأعشاب، على الرغم من أنها لا تعطي صحة وإنتاجية جيدة بالحليب.
إلا أن المراعي التي تستمر عادة حتى نهاية شهر أيار، جفت مبكرًا في العام الحالي، نتيجة انخفاض نسبة هطول الأمطار في نيسان.
دفعت التكلفة الاقتصادية لتربية المواشي أصحابها لطرحها للبيع، حسبما أوضح مربي الأغنام “أبو أسعد” لعنب بلدي.
“أبو أسعد” (40 عامًا) من بلدة خربة قيس بريف درعا الغربي، قال إنه يفكر ببيع قسم من أغنامه، لعدم توفر المراعي، و”الإرهاق الاقتصادي” الذي يعانيه نتيجة الاحتفاظ بها، مشيرًا إلى انخفاض سعرها عند البيع.
وأضاف “أبو أسعد” أن جفاف الأمطار أخرج محاصيل الشعير والقمح من العملية الإنتاجية، وسبّب ارتفاع سعر كيلو التبن من 150 ليرة سورية إلى 400 ليرة ولتراجع الاعتماد عليه.
تحديد كيفي للأسعار
انخفضت أسعار اللحوم، لكن قدرة محمد الحسين (43 عامًا)، من سكان مدينة طفس في ريف درعا الغربي، على شرائها لم تتحسن.
تحكم التجار بالأسعار، مع استمرار حال الفقر ونقص القدرة الشرائية لدى السكان، كان السبب برأي محمد لعدم الإقبال على شراء اللحوم.
ووصل سعر كيلو لحم العجل “المجروم” إلى 19 ألف ليرة سورية (5.9 دولار)، بعد أن كان 20 ألفًا (6.25 دولار) قبل منتصف نيسان الماضي، وكذلك وصل سعر كيلو لحم الخروف “المجروم” إلى 23 ألف ليرة (7.1 دولار)، بعد أن كان 26 ألفًا (8.1 دولار).
وانخفض سعر كيلو اللحم الحي للخروف من 11 ألف ليرة سورية (3.4 دولار)، إلى ثمانية آلاف و500 ليرة (2.6 دولار)، كما انخفض لحم العجل الحي من تسعة آلاف ليرة (2.8 دولار)، إلى سبعة آلاف ليرة (2.1 دولار).
لم يتمكن محمد من شراء اللحوم في رمضان سوى مرتين، وبكميات لا تزيد على أوقية في كل مرة، “لكل لحام تسعيرة ولا توجد رقابة حكومية على أسعار اللحوم”، حسبما قال لعنب بلدي.
حسن موظف في الـ50 من عمره من سكان بلدة صيدا شرقي درعا، كان معتادًا على شراء كميات تتجاوز الكيلوغرام من اللحم لوجبات عائلته، وخاصة في شهر رمضان، لدخولها في معظم المأكولات، ولكنه صار يقتصد بعد غلاء أسعارها، حسبما قال لعنب بلدي، “كيلو اللحم يعادل نصف راتبي تقريبًا”.
الاقتصاد بعد التخزين بالكيلو
المواطن كان يشتري اللحوم الحمراء بالكيلوغرامات “وليس بالأوقية”، حسبما قال رئيس جمعية اللحامين في دمشق وريفها، أدمون قطيش، في حديث لموقع “الوطن“، في 4 من أيار الحالي، مقارنًا وضع الغلاء الحالي بـ“ما قبل الأزمة”.
وأرجع قطيش ركود مبيعات اللحوم الحمراء إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطن، وأشار إلى غلاء اللحوم خلال شهر رمضان في دمشق على عكس درعا، إذ وصل سعر كيلو لحم الغنم الهبرة إلى 30 ألف ليرة (9.3 دولار)، و23 ألفًا (7.3 دولار) لكيلو لحم العجل.
ويتخوف سكان درعا من الغش في بيع اللحوم، إذ يختلف سعر الذبيحة الذكر والفتية عن المسنة أو المريضة.
يفضّل حسن أن يكون حاضرًا وقت الذبح لشراء اللحوم بعد أن يتأكد من نوعها وسلامتها، وبرأيه يجب على اللحام عرض اللحوم وتعليقها، وإعلام المشتري بنوعية وتوقيت الذبح، وأضاف أنه في بعض الأحيان حتى حين تعليق الذبيحة “تخلط بلحم من شاة أو بقرة هرمة”، مشيرًا إلى أن قليلًا من السكان من يميز جودة اللحوم من عدمها.
اللحام “أبو إبراهيم” من ريف درعا الغربي، اشتكى من تراجع المبيعات، “كنا سابقًا نبيع ذبيحة أو أكثر كل يوم، أما حاليًا فيحتاج بيع الذبيحة إلى أيام”، حسبما قال لعنب بلدي، مضيفًا أن بقاء الذبيحة في البرادات يترافق مع تكلفة في تشغيل الديزل لضمان استمرار التبريد.
وعزا “أبو إبراهيم” اختلاف الأسعار بين لحام وآخر إلى نوعية اللحم المذبوح، من عجل أو خروف، ومن بقرة أو شاة ضعيفة أو مريضة.
وارتفعت أسعار الأغذية الأساسية في سوريا بنسبة لا تقل عن 313% عن عام 2019، حسبما ذكر “برنامج الغذاء العالمي”، في تقرير صدر في 27 من نيسان الماضي، مضيفًا “اليوم، أعداد قياسية من السوريين لا يعلمون ماذا سيأكلون في الغد”، مع تزايد أعداد من لا يحصلون على كفايتهم من الطعام إلى أكثر من 12 مليون شخص”.
Read morePosted from Enabbaladi
Note: Only a member of this blog may post a comment.