جمعة الغضب والتحدي في القدس ومدن الضفة الغربية وأراضي عام 1948، لن تكون مجرد يوم عادي في انتفاضة أو لنقل ما فوق الانتفاضة ضد الاحتلال الصهيوني ولحماية المسجد الأقصى والدفاع عن القدس، هو يوم بدأ، ولن ينتهي مع مرور الأيام والأسابيع والشهور إلا بالعودة إلى الالتزام بنهج المقاومة ومسارات الكفاح والتصدي والصمود والشهادة لدحر الاحتلال الإسرائيلي وضمان عودة كل الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة، وإنهاء الاحتلال.
صحيح أن العدو الصهيوني وعلى امتداد كل سنوات ما سمّي «الربيع العربي» وهو «ربيع» مستورد أمريكياً وإسرائيلياً، أراد أن يتلاعب بمقدسات قضية فلسطين بحيث لا تكون هذه القضية جوهر الصراع العربي- الإسرائيلي، وذلك بالترويج لإغراءات التطبيع مع مشيخات ودول إسلامية، ولاسيما مشيخات الخليج، وفي مقدمتها مملكة بني سعود، وأراد من ذلك التطبيع، بل التحالف الاستراتيجي ليس وضع إيران كـ«عدو مشترك» ما بين هذه المشيخات و«إسرائيل» فقط، بل أيضاً لوضع «إسرائيل» باحتلالها وتصفيتها للقضية الفلسطينية في موقع «الصديق»، ولقد مهّد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لهذه العلاقة بوصفها «كنزاً استراتيجياً» للكيان الصهيوني، وترافق ذلك مع سياسة القفز فوق ثوابت الحق العربي في فلسطين، بحيث يأتي التطبيع هذا بديلاً عن استعادة الحقوق المغتصبة وإنهاء الاحتلال.. ولم يعد الحديث يتركز على حلول أو معالجات حقيقية للقضايا الفلسطينية وجوانب الصراع العربي- الإسرائيلي، لأن حكومة نتنياهو باتت تطرح واستبدالاً لمقولة الأرض مقابل السلام، بـ«السلام مقابل التطبيع»، و«السلام الاقتصادي» لإحكام القبضة الإسرائيلية على شعبنا في الوطن الفلسطيني المحتل.
ومن هنا كانت مؤامرة «الربيع العربي» تصبّ في اتجاه إيجاد الفتن بدواع طائفية ودينية وتكفيرية لإخراج الصراع العربي- الإسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية من التداول السياسي والإعلامي وحتى الاستراتيجي، وهو ما يلتقي مع أهداف مؤامرة استهداف سورية والتي أرادت إخراجها من دائرة الصراع ومقاومة المحتل الإسرائيلي، لكن مع فشل كل المخططات وبكل مراحلها لأخذ سورية إلى المجهول، تمسكت سورية وهي تقاوم وتكافح الإرهاب والإرهابيين ببوصلتها العربية القومية وهي فلسطين، ومع هذا الانتصار وجدت «إسرائيل» نفسها في مأزق كبير يتعلق بالوجود، هو انتصار سورية ما دامت هي العمق الاستراتيجي والقومي العربي للقضية الفلسطينية، ومن هنا يتوازى مسارا نهج المقاومة بالقضاء على الإرهاب والإرهابيين وبتفعيل مقاومة الاحتلال بانتفاضة ثالثة ضد الوجه الأساسي للمؤامرة على سورية وهو الاحتلال الإسرائيلي، وإذا كان استهداف سورية هو استهداف للقضية الفلسطينية فإن انتصار سورية هو بالتحليل والوقائع انتصار لقضية فلسطين وشعبها المقاوم.
The post وجهة نظر.. ذاهبون إلى «الثالثة» appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.