لا أعلم ماذا يمكن تصنيف أداء موظف يصرخ ويشتم, ويحاول تهدئة أعصابه بالاستماع إلى الأغاني, ليعود لاحقاً لتلبية طلبات المراجعين بنفسية أقل ما يقال عنها «زفت»!!
بل ماذا يمكن أن نقول عن موظفين يعرقلون العمل ويتلاعبون بوقت الناس وأعصابهم والقصد رشوة أو هدية مؤجلة أو فورية؟!!
هي حالات لا تخلو منها مؤسساتنا الحكومية, يتعرض لها الكثير من المراجعين لدوائر الدولة من دون أن يكون بإمكانهم مواجهتها ولو بكلمة, لإنجاز أمورهم من دون أن يتم ركنها على رفوف النسيان والإهمال!
إذا كنا اليوم في مرحلة عنوانها الإصلاح, وإذا كان قياس الأداء الإداري هو الأساس, فهذا يجعلنا نسأل: ماذا عن التنظيم الإداري ضمن الوزارات والمؤسسات؟ وماذا عن تبسيط الإجراءات لتوفير الجهد والوقت لدى المواطن, وعدم تعريضه للابتزاز؟ أليس من المفترض أن تكون البداية من مكافحة الخلل والفساد الإداري ومراقبة ما يتعرض له المواطن في الدوائر الحكومية؟ والوقوف في وجه فئة امتهنت استغلال احتياجات الناس؟
نعلم تماماً أن قياس أداء الموظف من المفترض أن يشمل المعرفة بكامل متطلبات وظيفته, من مهارة ومعرفة فنية والدقة وتنظيم العمل وسرعة الإنجاز, بعيداً عن معاملة الناس وكأنها مجرد أشياء لا قيمة لها!! وهنا نسأل من يقوم بتقييم أداء الموظف في تلك الإدارة أو سواها؟
وإن كانت الإجابة المدير التي يرأسها, فماذا عن أدائه ولربما يكون السبب في كل ما يحدث من خلل!!
في كثير من الدول يعد قياس أداء الأجهزة الحكومية من أهم المرتكزات في نهضة أي بلد, من خلال وضع خطط لمواكبة تطلعات المستفيدين والمراجعين لأي مؤسسة حكومية, لأنها مؤشر حقيقي لمعرفة كفاءة الخدمات التي تؤديها وأسباب انخفاضها, والسبل الكفيلة بالارتقاء بالخدمات بما يرضي الناس ويسهل مصالحها.
اليوم نحن أمام تحدٍّ من نوع خاص, ونأمل أن نقول: إن قياس أداء الأجهزة الحكومية سيبدأ قريباً وفق رؤية ومعايير واضحة, تسهم في تنفيذ الغايات المرجوة وضمان رضى المواطن عن خدمات هي من حقه من دون التعرض لأي نوع من الاستغلال أو المماطلة, وهذا طلب محق وليس رفاهية.
The post نافذة للمحرر.. أداء خارج السيطرة!! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.