لا يزال الكثير من السوريين يشعرون بالحنين لمعرض دمشق الدولي القديم، برغم ضخامة مدينة المعارض الجديدة وحداثتها.. وربما الكلمة الأخيرة، أي (حداثتها) هي السبب في هذا الحنين عند أصحاب العقد الرابع والخامس من العمر الذين لم تناسب التكنولوجيا والأماكن الكبيرة والمكشوفة جداً أمزجتهم، وربما كان لما أثارته هذه الحرب من اشتياق لكل ما كان قبل عام 2011 دور كبير في هذا الحنين أيضاً.
(تشرين) التقت عدداً من زوار معرض دمشق الدولي، وسألتهم عن رأيهم في المعرضين.. القديم والجديد.
رأفت الشامي في العقد السادس من العمر، قال فوراً وبلا تردد إن المعرض القديم أجمل وأكثر حميمية، وإن تلك الأيام كانت أجمل بشكل عام، وأوضح أن حجم المعرض الجديد الكبير جداً غير مناسب لكبار السن ومتعب جداً، وضرب نفسه مثلاً، إذ إنه جلس على أحد المقاعد بعد وصوله بأقل من نصف ساعة لأنه لم يعد قادراً على السير أكثر، برغم أنه لم يزر خلال النصف ساعة تلك سوى جناح واحد فقط، بينما في المعرض القديم كانت الأجنحة قريبة من بعضها ويمكن زيارتها جميعها من دون تعب.
الدكتورة نهى المصري قالت: إن المعرض الجديد، وخاصة بنسخته التاسعة والخمسين الحالية، لا يقارن بالمعرض القديم، فهذا تظاهرة اقتصادية أكثر منه معرضاً دولياً كما كان سابقاً.
وأضافت أنها بالتأكيد تحب المعرض القديم أكثر، وتذكر منه النوافير وصوت فيروز الواضح والعالي في مكبرات الصوت، والحفلات الفنية العالية المستوى التي كان يحييها عمالقة الفن مثل فيروز وأم كلثوم ووديع الصافي.
أما أبو رامي فقال إن المعرض الجديد جميل وحضاري وفيه ما يناسب الجيل الجديد ويواكب اهتماماته ولغته الحديثة، لكن القديم محفور في الوجدان، لأنه خزان ذكريات لتلك الأيام الجميلة بكل ما للكلمة من معنى، كما أن وجود المعرض القديم داخل المدينة كان يوفر الكثير من التعب والوقت على زواره وخاصة كبار السن.
تالا المصري إحدى زائرات المعرض، وهي في الثانية والعشرين من العمر، قالت إنها لا تعرف المعرض القديم، لكنها متأكدة أن الجديد أجمل.
The post بين المعرضين القديم والجديد هناك الجمـيل والأجمل appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.