السيف الدمشقي وعلى مدار الدورات الـ59 بقي شعاراً لمعرض دمشق الدولي فمنذ مطلع ستينيات القرن الفائت، أقام الفنانون السوريون نصباً تذكارياً للسيف الدمشقي في ساحة الأمويين، هذا السيف حاضر وسط العاصمة دمشق كرمز مميز للمدينة، يومها كان الزجاج الملون يمثل أعلام كل الدول المشاركة في معرض دمشق الدولي، إلى هذا الحد كان راسخاً في الفكر السوري الاهتمام بهذا المعرض وأصالته، لقد كان المعرض طقساً اجتماعياً قبل أن يكون اقتصادياً، وهو قبل كل شيء حاضر في ذاكرة السوريين كرديف لفترة الرخاء والأمان، بالأمس وخلال حفلات المعرض السابقة ترددت كلمات مسرحيات فيروز وألحان أغانيها «شام يا ذا السيف» و«أحب دمشق» و«يا شام عاد الصيف»، واليوم يردد السوريون «يا شام عاد المعرض».
لا شك أن سورية بدأت تتعافى من أزمتها، ومن المؤكد أنها في الأعوام القادمة 2018 مختلفة عن سابقها، ومن يتابع النشاط الاقتصادي والحركة التجارية خلال المعرض والإنتاج السوري يدرك أن الحرب عبرت، وأن البلاد أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والبحث عن عقود استثمارية.
ولم يكن من قبيل المصادفة تزامن الإعلان عن الدورة الحالية لمعرض دمشق الدولي بعد تحرير حلب العاصمة الاقتصادية والصناعية لسورية لكنه انعكاس للانتصارات التي يراكمها الجيش العربي السوري في مكافحة الارهاب، فهذا الجيش استطاع تنظيف مراكز المدن باتجاه الحدود سواء مع الأردن والعراق ووصولاً إلى لبنان، مما أدى الى اتساع رقعة الأمن والأمان في البلاد وتسارع المصالحات المحلية من جهة أخرى
وللمرة الأولى في تاريخ المعرض يتم استثمار كامل مساحاته المبنية والمكشوفة بحوالي 70 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن تبلغ عقود التصدير أكثر من 10مليارات دولار وهي معفية تماماً من أجور النقل والجمارك، كما أنّ المشاركات السورية الواسعة على صعيد القطاعين العام والخاص تؤكد عودة عجلة العملية الانتاجية للدوران وبدء التعافي الاقتصادي السوري وبالنظر إلى جنسيات الشركات والدول تستطيع الاستنتاج أن هناك تحدياً وكسراً لهذا الحصار الغربي وبدء اختراق وزيادة اهتمام بالمرحلة المقبلة التي تشمل عملية إعادة الإعمار.
بالإضافة إلى ذلك، هناك شركات من نحو 13 دولة أوروبية شاركت في المعرض، وهي التشيك، بيلاروسيا، بلجيكا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، بولندا، هولندا، إسبانيا، بلغاريا، اليونان وإيطاليا بالإضافة إلى الدنمارك، إلى جانب مشاركة دول أجنبية وافريقية هي كندا والبرازيل وفنزويلا وكوبا وجنوب إفريقيا وجمهورية أبخازيا.
أما بالنسبة إلى الدول العربية والآسيوية المشاركة، فهي العراق، الصين، إيران، مصر، السودان، الهند، فلسطين، أندونيسيا، لبنان، كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، اليمن، الإمارات العربية المتحدة، اليابان، هونغ كونع، تايلاند، ماليزيا، تايوان، البحرين والأردن وعمان، وعلى رأس الدول المشاركة روسيا.
ليس المعرض معرضاً للدول والشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات الكبرى فحسب، بل هو أيضاً للتاجر و المواطن والأسرة.
The post السيف الدمشقي وسط ساحة الأمويين.. زجاج ملوّن بألوان الأعلام والدول المشاركة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.