الإدارات الأمريكية تنسخ بعضها نسخا بسيادة النزعة النفعية الضيقة وضعف الحكمة السياسية..ً واشنطن وموسكو لمربع الحرب الباردة من جديد

ثورة أون لاين:

تشير الوقائع وخاصة الأخيرة بأن واشنطن وموسكو دخلا فعلا في صقيع حرب باردة جديدة،طبعا بدأتها بلاد "العم سام" الذي يترأسها اليوم دونالد ترامب بعدما سعى لتأزيم العلاقات مع موسكو بسلوكياته الحمقاء وسعيه لمعاقبة روسيا، وقد كتبت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها عن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، في ظل توترات تمهد لحرب باردة جديدة لكنها زورت الحقائق بإلقاء اللوم على موسكو وتبرئة ساحة واشنطن.
وتقول الافتتاحية "إن البلدين هبطا إلى نقطة متدنية في علاقاتهما، بفرض عقوبات، واتخاذ إجراءات انتقامية ضد بعضهما، مشيرة إلى أنه بعد 25 عاما من نهاية الحرب الباردة فإن العلاقات عادت إلى جمودها، متسائلة عما حدث"... والحقيقة التي ابتعدت عنها واشنطن بوست هي أن ترامب هو الذي يتصرف وكأن واشنطن تمشي بقامة عالية، وقد أصاب في لعبته التي لا يتنازل فيها عن حماقاته وكذبه السياسة الأمريكية بالفوضى، وأساليبه ارتدت وسترتد سلبا في الولايات المتحدة .
لاشك أن أحد الأمور الجلية للسياسة الأمريكية في المنطقة تقوم في محاولة الاستحواذ والسيطرة التامة المباشرة وغير المباشرة عليها وعلى مواردها الطبيعية ومصادر الطاقة بشكل خاص، وهذا ما لا يرضاه القطب الروسي القوي والمنافس على الساحة الدولية.
وإذا كان الاتحاد السوفيتي سابقا هو القوة المنافسة والرادعة والمواجهة والمناقضة للولايات المتحدة، فان انهياره في تسعينيات القرن الماضي قد جعل من الولايات المتحدة "الدولة العظمى الوحيدة" و"القطب الواحد" و"مركز القرار العالمي" مع ما استتبعه من أوهام أيديولوجية كبرى مثل "نهاية العالم" غير الأمريكي و"القرن الأمريكي" وغيرها.
وترافق ذلك مع صعود نفسية الغطرسة والاستفراد والهيمنة والخروج على منطق القيم وقواعد الحدود القانونية التي جرى استغلال أحداث الحادي عشر من أيلول لتمريرها بطريقة "نموذجية". وبما انه نموذج موهوم، أو على الأقل يحتوي بقدر واحد على سوء النية وتجاهل منطق التاريخ، فانه سرعان ما كشف عن خوائه الروحي والمادي.
إن بداية مقدمات الحرب الباردة نشهدها اليوم بين موسكو وواشنطن يصاحبها برودة في حرارة المصالح ولا يمكن فصل هذه الحالة عما هو متجذر في الرؤية الغربية "الأمريكية – الأطلسية" من أولوية المصالح النفعية الضيقة... مع ما يترتب عليه من ضمور للنزعة الإنسانية... وحالما تكون الرؤية العقلانية محكومة بالمصالح الضيقة، فإنها تؤدي إلى انعدام أو ضعف الحكمة السياسية.
وبما أن الإدارات الأمريكية تنسخ بعضها نسخاً ومع سيادة النزعة النفعية الضيقة وضعف الحكمة السياسية لدى ترامب وإدارته تتقد شرارة الرياء المتنوع في التعامل مع أزمات المنطقة وحتى مع أبسط القيم والمفاهيم... وفي هذا يكمن سر "تكرار" الأحداث وتشابهها، بما في ذلك صعود ما يسمى بالحرب الباردة من جديد.
 

Rea more
Posted from Thawraonline.sy
Thank you for reading the الإدارات الأمريكية تنسخ بعضها نسخا بسيادة النزعة النفعية الضيقة وضعف الحكمة السياسية..ً واشنطن وموسكو لمربع الحرب الباردة من جديد on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.