نحن نعلم بوجود مايعرف بالتنقيب عن الذهب، النفط، الفوسفات، وحتى التنقيب عن (الهوى- الحب) أما أن يكون التنقيب عن (الفساد) فهذا جديدنا –كإعلام- وقديمنا في آن..
الإعلام الاستقصائي حالة صحية ومنهج إيجابي واختيار تطبيقه ضرورة، يخشاه من يخاف المحاسبة فقط، ويعلم أنه العنوان الأبرز لتحقيق محرر منه صار اسمه(منقب عن الفساد) على ألا يكون الصحفي الحلقة الأضعف, فالصحفي تفرض عليه سلوكيات مهنته خدمة الحقيقة تحقيقاً لنهضة الوطن وتطبيق الرسائل الحكومية.
لطالما كانت الصحافة مهنة البحث عن المتاعب، أما أن تصير المصدّر للمتاعب فهذا أمر لا يُنقص من مهنيتها، بل هو إضافة بليغة على منتجها لأنها مهنة المخاطر، والصحافة الاستقصائية كفن من فنون الصحافة باتت اليوم حاجة وضرورة من الضروريات، وليست فقط فناً إضافياً لأقسام الإعلام التي تدرس في الجامعات، لكن يبدو أن بعضهم لم يعتد، ولم ولن يطربه تطبيق الصحافة الاستقصائية كمنتج إسعافي يساهم في العملية الرقابية. ولأن الحرب التي مرت بسنواتها السبع جعلت همّ المؤسسات الحكومية مضاعفاً، وحمل تحقيق أجندتها الخدمية أثقلها عن متابعة الفاسدين وضعاف النفوس الذين دخلوا الفساد من أوسع أبوابه ليكونوا بحق جناة ومجرمين مشبعين بصفات تفوق توصيف اللصوصية، فجريمتهم الكبرى أخلاقية، لأنها تزامنت والوطن يعاني الأزمة والعقوبات الاقتصادية، لذلك نحن اليوم الأحوج لانتهاج الاستقصاء سلوكاً مساعداً لمؤسسات الدولة، يسلط الضوء على الفاسدين والمسيئين, ويكون المعين للحكومة على تطبيق وتنفيذ الأجندة الإصلاحية.
في طفولتنا، كان فقط الكاذب والمخطئ منا يخاف ويرتجف لفكرة (بيت الفيران) كعقوبة آنية، واليوم لتكن الصحافة الاستقصائية (بيت الفيران) الذي لن يخشاه إلا أصحاب النفوس الفاسدة والمفسدة والتي تستحق العقاب.
الصحافة الاستقصائية لن تطرب البعض.. لكنها ستطرشهم, وبذلك نحقق شيئاً مهماً من إصلاحات تنشدها الحكومة.
The post قوس قزح.. المنقب عن الفساد appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.