ليس اختياراً ورغبة بل هو قدر الفقير, ومن ليس في يده حيلة أن يكون مصيره السكن في المناطق المخالفة أو ما يسمى العشوائيات, لكن بالتأكيد ليس قدر الجهات المعنية وتحديداً بلدية المزة تطنيش من أعياهم الزمن, ولم يستطيعوا العيش في المناطق الراقية أو من حالفهم الحظ أن يكون جارهم مسؤول تلك الوزارة أو المؤسسة وإلا لكانت حالهم على أفضل ما يرام!!
منطقة الـ 86 في المزة من تلك العشوائيات التي تعاني سوء التدبير والتقصير والإهمال, تعاني اكتظاظاً سكانياً زادته الحرب أرقاماً مضاعفة, حيث ضاقت بسكانها وأزقتها الضيقة, ضاقت بفقر أهلها, وغض بصر كل من هو معني بخدماتها, وباتت سيارات ساكنيها عبئاً على أصحابها وعلى المشاة الذين افتقروا إلى طرقات أو أرصفة آمنة يمشون عليها!!
هي منطقة مخالفات وهذا صحيح!! ولكن هذا لا يعني أن تكون بلا خدمات, بلا التفاتة من أي مسؤول!! أم إن لمحافظة دمشق اهتمامات خارج إطار تلك المناطق, أو ربما استكانت ونامت على وضع أقل ما يقال عنه إنه مأسوي ولا يحتمل الانتظار, ولكن على الأرجح أن المحافظة, وحتى لا نظلمها, قد تكون لديها إعادة تبليط أرصفة في مكان ما, وطبعاً خارج إطار العشوائيات التي نسيها الزمن وخدمات المحافظة!!
ما جرى من انهيار أرضي مؤخراً يجعلنا ندق ناقوس الخطر بأن المنطقة تحتاج دراسة وإعادة نظر في كل ما يتعلق باحتياجاتها وأمن وراحة السكان, الذين لم يتم تزفيت شوارعهم منذ زمن طويل, والذين يعانون مستنقعات الصرف الصحي في طرقاتهم, وكأن المزة 86 صارت عبئاً على المحافظة, أو أن اهتماماتها للميسورين في المناطق الراقية فقط!!
ولأن ما يعانيه المواطن في المزة 86 شجون وهموم لا تنتهي, يبقى أن نذكّر لعل الذكرى تفيد, بأنه لابد من إيجاد حلول سريعة لمشكلة الاختناقات المرورية, خاصة أن المزاجية تحكم إغلاق أحد طرقات المنطقة بدلاً من التفكير الجدي بفتح منافذ جديدة لتسهيل حركة المرور التي قد تعوق السير ساعات, وبطبيعة الحال المحافظة قادرة لو أرادت العمل ونفض تقصيرها وإهمالها!!!
The post نافذة للمحرر.. الموت إهمالاً! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.