هل بات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معزولاً في النظام السياسي للولايات المتحدة وخاصة أنه لم يتمكن حتى الآن من تمرير أي مبادرة من مبادراته في «الكونغرس»؟ ما يقود إلى تساؤل آخر: من يحكم الولايات المتحدة في حقيقة الأمر؟ إذ برزت بوضوح في الأشهر القليلة الماضية شخصيات مؤثرة في صنع القرار في الولايات المتحدة من قطاعات عديدة سياسية واقتصادية وعسكرية ترتبط بمجموعات إيديولوجية وإثنية تتنافس فيما بينها لفرض ما تريد على الإدارة الأمريكية.
هذا ماتناوله بالتفصيل موقع «غلوبال ريسيرش» الذي سلط الضوء على بعض الشخصيات التي تشكل المفاصل الرئيسة في الحكم، وخاصة فيما يتعلق بعالم الاقتصاد بهدف التعريف بها وتقييم مدى سلطتها وتأثيرها على القرارات في الولايات المتحدة.
وإذ أشار الموقع إلى أن «إسرائيل» تهيمن على أهم المواقف الاقتصادية والسياسية داخل إدارة ترامب، فإنه أكد أن من المثير للاهتمام أن معظم الشخصيات الإسرائيلية هم من المعارضين الأكثر صخباً لإدارة ترامب ومن بين هؤلاء جانيت يلين، رئيسة المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وستانلي فيشر، نائب رئيس المجلس الاحتياطي والحاكم السابق للمصرف المركزي الإسرائيلي.
ويتابع الموقع: قام ترامب بتعيين صهره جاريد كوشنر، رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي اليهودي مستشاراً له، وأوكل إليه الكثير من المهام المتعلقة بما يسمى «الحرب» على «داعش» وعملية السلام في الشرق الأوسط، مع العلم أنه عدو للقوميين الاقتصاديين في دائرة ترامب الداخلية، وهو يدعم علناً «إسرائيل» واستيلاءها على المزيد من الأراضي في الشرق الأوسط، كما يعمل بشكل وثيق مع السفير الأمريكي لدى«إسرائيل» ديفيد فريدمان الداعم الأساسي لـ «إسرائيل» في بناء المستوطنات غير الشرعية.
وقال الموقع: اللافت أن جيسون غرينبلات، وهو ابن لاجئ مجري من أصل يهودي والذي هرب من النازيين إلى نيويورك هو مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب لمفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضح الموقع أن كلاً من وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشين، وهو المدير التنفيذي السابق لمصرف «غولدمان ساكس» وغاري كوهن الذي يترأس المجلس الاقتصادي الوطني يعتبران من المستشارين الرئيسيين في عالم المال والأعمال في إدارة ترامب وهما يقودان التحالف الليبرالي المناهض للقومية، ناهيك عن لويد بلانكفين العراب الخيالي لفريق «منوشن– كوهن» المناهض للقومية والذي يدير ثلاثة مصارف «إسرائيلية» مهمة تعمل من أجل مصالحها بحجة تحرير القطاع المصرفي الذي دمّر الاقتصاد، ما أدى إلى الانهيار في عام 2008 وإعاقة عمل الملايين من الأمريكيين.
ويبدو أن كبار الشخصيات في «إسرائيل» وفي قطاع الاقتصاد يديرون كامل الطيف السياسي الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك ترتيب الديمقراطيين في «الكونغرس» بقيادة زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر والرئيس الديمقراطي للجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، فكيف إن جاء التعداد على قطاعات أخرى وخاصة فيما يتعلق بالأمور العسكرية وتعيين الجنرالات؟
ويختم الموقع بالقول: الأميركيون لديهم الكثير ليتعلموه ويفهموه، وقد تكون الميزة الاستراتيجية الوحيدة تتمثل في حقيقة أن الحياة السياسية في الولايات المتحدة لا يمكن أن تزداد سوءاً لأنها قد لامست القاع حقاً.
The post «غلوبال ريسيرش»: «إسرائيل» هي الحاكم الفعلي للولايات المتحدة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.