رسم أبطال القوى الجوية والدفاع الجوي معالم راسخة في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي بدلت نظرة العالم إلى الجندي العربي السوري الذي أتقن استخدام سلاح الجو ووسائط دفاعه الجوية بعد محاولات لزعزعة ثقة هذا الجندي بنفسه عبر إيهامه بأن للعدو «جيشاً لا يقهر».
وتتزامن اليوم الذكرى الـ71 لتأسيس القوى الجوية والدفاع الجوي مع انتصارات لم تكن لتتحقق لولا المشاركة البطولية للطيارين السوريين المتحمسين لبناء قوات جوية متقدمة واندفاعهم للانتساب إلى القوى الجوية والدفاع الجوي منذ الـ16 من تشرين الأول عام 1946 ومواكبة التطورات التقنية التي فرضتها الحرب الحديثة مثبتين أنهم ذوو كفاءة عالية تركت صداها في نفوس شباب الوطن الذين اندفعوا للتطوع في مدرسة الطيران الحربي آنذاك.
سلاح الجو وإن بدأ بعدد من الطائرات التدريبية وأخرى للاستخدام الحربي في العام 1947 إلا أنه انتهى بتطور كبير شمل جميع مفاصله ولاسيما بعد الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد والذي كان على رأس الخريجين من الدورة الأولى في كلية الطيران في عام 1954 بعد أن تحول اسمها من مدرسة في عام 1948 إلى كلية في عام 1952 ليكون أبطال هذا السلاح نسوراً تحلق دفاعاً عن الوطن وسيادته واستقلاله وعنصر ردع في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
وقالت وكالة «سانا» في تقرير لها بهذه المناسبة: تعد القوى الجوية والدفاع الجوي من وجهة النظر العسكرية السلاح الفعال في حماية سماء أي دولة ومنشآتها الحيوية واليد الطولى القادرة على شل عمق دفاعات وتحصينات العدو والتأثير على قواه المادية والحية لما تتمتع به من حركية ومناورة ومجال حيوي كبير وإمكانات قادرة على الحسم في مجرى الأعمال القتالية.
ولا يخفى على أحد أن من أسباب شن الحرب على سورية الآن عبر التنظيمات الإرهابية التكفيرية ذراع الكيان الإسرائيلي الغاصب تدمير المطارات والقواعد الجوية السورية التي برز دورها جلياً في حرب تشرين التحريرية وأسقطت المئات من طائرات العدو سواء بالاشتباك المباشر أم عبر وسائط الدفاع الجوي فضلاً عن مشاركتها بعمليات إنزال في أكثر من موقع على امتداد ساحة المواجهة مع العدو.
وأثبت أبطال القوى الجوية والدفاع الجوي في معركتهم الآن ضد التنظيمات الإرهابية أنهم على قدر المسؤولية واستطاعوا أن يؤدوا واجبهم المقدس تجاه الوطن رغم استهداف المطارات والقواعد الجوية من الإرهابيين المدعومين بأحدث أنواع الأسلحة وأجهزة الاتصال والخبرات والاستخبارات العالمية حيث استطاع سلاح الجو بالتعاون مع القوات البرية تكبيد تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية خسائر فادحة.
إن معركة اليوم ضد الإرهاب أكسبت الطيارين السوريين مرونة وحركية عالية وخبرة بالإحداثيات الدقيقة في ضرب الأهداف وإصابتها وتقويض قدرات التنظيمات الإرهابية وتقديم الدعم الجوي للقوات البرية خلال سير المعارك، مصريّن على حماية سورية أرضاً وسماء ودحر الإرهاب وكل معتد.
The post القوى الجوية والدفاع الجوي في الذكرى الـ71 لتأسيسها.. تاريخ مشرف من البطولات والمسؤولية الوطنية appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.