عســكري: ضــرورة الارتقـــــاء بإمكانـات ونجــاعة العمـل الإعــلامي
ت: طارق الحسنية
عكست الجولة التي قام بها الوفد الإعلامي الإيراني برئاسة عبد العلي علي عسكري رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون في إيران أمس ولقاءاته مع المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء ووزراء الإعلام محمد رامز ترجمان والسياحة بشر يازجي والثقافة محمد الأحمد عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين، اللذين يشكلان الركيزة الأساسية في محور المقاومة لمواجهة كل أشكال الإرهاب الذي تتعرض له المنطقة, بينما وقّع الوزير ترجمان وعسكري بروتوكول تعاون لتعزيز العلاقات الإعلامية.
وقد تناول لقاء المهندس خميس مع الوفد الإعلامي الإيراني تطوير العلاقات الإعلامية بين البلدين وأهمية التواصل والتنسيق المستمرين بين مختلف المؤسسات الإعلامية في البلدين للارتقاء بهذه العلاقات لتتماشى مع مستوى العلاقات الاستراتيجية بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية.
وبيّن المهندس خميس أهمية قطاع الإعلام ودوره في تنمية العلاقات بين البلدين اللذين تجمعهما قضايا مشتركة، معرباً عن تقديره لوسائل الإعلام الإيرانية التي تعمل بموضوعية على تغطية الأحداث التي تجري في سورية وإظهارها حقيقة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن الإعلام يمثل أحد أهم البنى الأساسية للتنمية الثقافية ويضطلع بدور محوري في الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة ولاسيما الغزو الثقافي والفكر التكفيري ما يوجب بذل جهود مضاعفة لتحصين الأجيال من جميع الأفكار الهدامة والدخيلة على مجتمعاتنا وبناء الإنسان بالشكل الصحيح الذي يحمل ثقافة المحبة والسلام موضحاً أن الحكومة تعمل لإعادة بناء الفكر الصحيح ضمن مشروع التنمية البشرية.
وأعرب المهندس خميس عن تقدير الحكومة السورية للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعباً على الدعم الذي تقدمه للشعب السوري في مختلف المجالات، مبيناً أهمية تطوير العلاقات الإعلامية من خلال تأسيس بنية تحتية إعلامية ووضع أسس للتعاون المستمر في مختلف المجالات الإعلامية.
من جانبه أوضح رئيس الوفد الإيراني أن العلاقات بين سورية وإيران تتوسع يوماً بعد يوم في مختلف المجالات ما يحتم على وسائل الإعلام مواكبة هذه العلاقات وتطوير التعاون في هذا المجال، مبيناً أن التلفزيون الإيراني لديه حوالي /62/ قناة تلفزيونية و/88/ محطة إذاعية تعمل على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
وأشاد عسكري بالنتائج المثمرة للقاءات التي أجراها الوفد في سورية مع مختلف المسؤولين على صعيد تطوير علاقات التعاون في المجال الإعلامي، مشيراً إلى وجود تعاون بناء مع المؤسسات الإعلامية السورية وأنه سيتم خلال هذه الزيارة تحقيق تقدم ملموس على صعيد هذا التعاون.
وتركز اللقاء على ضرورة وضع آليات للتعاون المشترك في المجال الإعلامي تتضمن دورات تدريبية للكوادر وتبادل الزيارات بشكل مستمر وإنتاج مواد إعلامية مشتركة تعزز الثقافة المشتركة بين البلدين.
حضر اللقاء الوزير ترجمان والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور قيس خضر والسفير الإيراني في دمشق جواد ترك أبادي.
إلى ذلك وقّع الوزير ترجمان وعسكري بروتوكول تعاون لتعزيز العلاقات الإعلامية، حيث يتضمن البروتوكول تبادل الخبرات الإعلامية والعلمية والمهنية والفنية والقانونية والسياسية في مختلف المجالات التي تعزز التعاون وتسمح بتأسيس تجربة رائدة للكفاءات البشرية تضمن تفوق مؤسسات الإعلام وقنوات البث لدى الطرفين إضافة إلى فتح مجالات التدريب في جميع الاختصاصات المرتبطة بالجانب الإعلامي والهندسي لتعزيز وتطوير أداء الكفاءات البشرية العاملة وتنمية قدراتها وتمكينها من المهارات المطلوبة.
كما يتضمن بروتوكول التعاون الإعلامي التعاون في مجالات التغطيات الإخبارية الكبرى للأحداث والوقائع والمساعدة على تطوير الأداء الإخباري والتبادل الإخباري عبر المعلومات والتقارير وإجراء التحقيقات والاستفادة من الأرشيف وتقديم التسهيلات اللازمة للمراسلين وفرق العمل.
وقد اتفق الجانبان على مبدأ الإنتاج الإعلامي المشترك في شتى الموضوعات والأشكال الإنتاجية والتشارك في تنفيذ الأعمال وتوزيع الإنتاج على المنصات الإعلامية وتقديم الخدمات الإعلامية الإنتاجية والخبرية التي تساعد على إنتاج البرامج بصورة مشتركة وكذلك إلى توفير الخدمات الهندسية والفنية والاستفادة المتبادلة منها وتشجيع التعاون المجاني في هذا المجال وتبادل عمليات البث المباشر والخدمات عبر الأقمار الصناعية والاستعانة بالخبرات في مجال التشغيل والبث.
وفيما يتعلق بالاستفادة من الأرشيف اتفق الجانبان على تبادل محتويات الخزان الأرشيفي لديهما ووضع آلية لذلك والاستفادة من التجارب العملية والتعاون في مجال البث الفضائي عبر الأقمار الصناعية من خلال تبادل الخبرات والمعلومات في مجال التعاقد مع شركات الأقمار الصناعية والتعاون والاستفادة من موجات البث الفضائي عند الضرورة.
وحسب البروتوكول أيضاً يقيم الجانبان المؤتمرات والمهرجانات والندوات وورشات العمل المتخصصة إضافة إلى تشكيل فضاء إعلامي واسع يتناسب مع أهداف التعاون ولجان للمتابعة والتنفيذ من خلال إنشاء لجنة تنفيذية مشتركة من الطرفين مهمتها تسهيل عمل وتفعيل البروتوكول.
وبعد التوقيع على بروتوكول التعاون أوضح الوزير ترجمان في تصريح للصحفيين أن البروتوكول ينص على رفع مستوى التنسيق والتعاون الإعلامي من خلال الإنتاج الدرامي المشترك وتبادل الخبرات والدورات التدريبية والتعاون الهندسي فيما يخص الإرسال الرقمي أو منصة الأقمار الصناعية، وأن توقيع البروتوكول يهدف إلى خدمة المشروع الإعلامي المشترك خدمة للقضايا التي تهم البلدين وكل محور المقاومة في مواجهة ما تتعرض له المنطقة من عدوان ومشروع تدميري على مستوى العقل والفكر يهدف إلى تغيير وجهها الثقافي والإنساني.
كما أكد الوزير ترجمان أن هذا التعاون سوف يثمر في المستقبل ليحقق ما نرنو وندعو إليه لمواجهة هذا العدوان.
من جانبه أعرب عسكري بعد توقيع اتفاقية التعاون الإعلامي بين البلدين أنها ستمهد طريقاً آخر للتعاون الواضح بين البلدين في المستقبل من خلال إنتاج تلفزيوني وإذاعي مشترك وفي مجال التوثيق والأفلام الوثائقية إضافة للتعاون التقني والفني.
وفي تصريح خاص لـ«تشرين» قال عسكري رداً على تساؤلنا حول المعركة الإعلامية التي كانت أحد الأسلحة المهمة لمواجهة التحديات: نؤكد ضرورة الارتقاء بإمكانات ونجاعة العمل الإعلامي في البلدين لمواجهة التحديات المختلفة ونحن على ثقة عالية بإمكاناتنا لتحقيق الانتصار.
حضر توقيع البروتوكول الذي جرى في مبنى وزارة الإعلام رئيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية علي كريميان والسفير الإيراني بدمشق جواد ترك أبادي ومدير المكتب التمثيلي للإذاعة والتلفزيون الإيراني في سورية محمد رضا ماندخاران والمدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عماد سارة.
وكان الوفد الإعلامي الإيراني قد استهل جولته الصباحية أمس بزيارة وزارة السياحة حيث أعرب رئيس الوفد عن أهمية العمل لإعادة حركة السياحة الدينية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى سورية، وأضاف: إن الحرب والتضحيات التي حصلت في سورية جعلت الناس في إيران تواقين لزيارة سورية وسيكون هناك استئناف قريب للرحلات السياحية الدينية وسنرى تطوراً كبيراً في العلاقات بين البلدين وخاصة في الجانب السياحي.
بدوره وصف وزير السياحة بشر يازجي اللقاء مع الوفد الإيراني بأنه كان حميمياً وتناول العديد من المحاور وأهمها الإعلام في مجال إيضاح الصورة ما بين البلدين لما يجري في سورية وإيران بغية تعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية والسياحية، وأضاف: لقد اتفقنا على تبادل الأنشطة الترويجية مابين البلدين في الجانب السياحي والجوانب الأخرى وتطرقنا لعودة الزوار الإيرانيين لسورية، والجهد الذي تبذله الوزارة للارتقاء بمستوى الخدمات في جميع أشكال السياحة.
إلى ذلك وخلال لقائه الوفد الإعلامي الإيراني أكد وزير الثقافة محمد الأحمد أهمية زيارة الوفد الإيراني لكون البلدين يعملان باستراتيجية مشتركة هي ثقافة المقاومة بكل معانيها وقال: الثقافة هي فعل يتجدد دائماً، والثقافة الإيرانية موجودة في الجمهورية العربية السورية من خلال الأسابيع الثقافية والسينمائية ولدينا هموم مشتركة ونسجل للأصدقاء وقوفهم إلى جانب قضيتنا العادلة التي نناضل من أجلها في سورية.
وأضاف: ثقافة المقاومة تجمعنا ونحن عبر هذه الثقافة ننقل إلى العالم بأسره حضارة وعمق وأصالة الشعبين وقد تم استهدافهما بكل المكونات كونهما ينتميان إلى تاريخ مجيد وحضارة عريقة وحقيقية ومتجذرة.
من جهته بين عسكري أن اللقاء مع وزير الثقافة ركز على تعزيز التعاون وخاصة فيما يتعلق بثقافة المقاومة التي مكنت كلاً من سورية وإيران من التصدي للكيان الصهيوني ولقوى الاستكبار العالمي، وقال: نتطلع للتعاون بشكل أوسع في كل مجالات الثقافة.
The post يوم إعلامي سوري- إيراني بامتياز توج بتوقيع بروتوكول التعاون الإعلامي appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.