«أردنا إحياء الذكرى بشكل مناسب، فحرب تشرين التحريرية ليست محطة عابرة في تاريخ سورية»، هكذا قال رئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ في الجلسة السادسة من الدورة العادية الخامسة للدور التشريعي الثاني لمجلس الشعب.
وقد حازت المشاركات بالحديث عن هذه الذكرى الوقت الأكبر من الجلسة، إذ شارك 40 عضواً يمثلون مختلف شرائح الشعب في التعبير عن قراءاتهم لهذه المناسبة العظيمة، الأمر الذي حال دون متابعة أعمال الجلسة المقررة مع وزير الزراعة والإصلاح الزراعي لاستكمال مناقشة قانون المهندسين الزراعيين.
وجاءت بعض مداخلات الأعضاء لتعبر عن موقفها من المناسبة بالشعر والبلاغة حيناً وبطلب تجسيد ذكرى حرب تشرين التحريرية بأعمال أدبية وثقافية وإعلامية ترسخ في أذهان الأجيال قصصاً عن تلك الحرب المفصلية، ورأى بعض الأعضاء أن الحرب الحالية على الإرهاب من بدايتها إلى أحدث معاركها في دير الزور تعد امتداداً لحرب تشرين التحريرية.
حضر الجلسة وزير الزراعة أحمد القادري، ووزير الدولة لشؤون مجلس الشعب عبد الله عبد الله الذي طلب الحديث ليوصل التهاني من رئيس الحكومة عماد خميس، وبقية الوزراء لرئيس المجلس المنتخب، وذكر أن هناك خطة عمل جديدة تعطي نتائج أكثر تطوراً وتكاملاً بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، تقوم على تقديم تقارير تتضمن أهم القرارات التي تتخذها الحكومة خلال جلسة مجلس الوزراء، وتقارير عن عمل مجلس الشعب والقضايا التي يناقشها، إضافة لتقارير عن عمل الحكومة لمعرفة التفاصيل المتعلقة بأحداث كل جلسة، وأن يتم تحديد الأولويات ومناقشة مانفذ منها وما لم ينفذ.
الصباغ أكد أنه لا يريد أن يظهر من حديثه وكأنهم طرفان ولكن يجب تنظيم العلاقة بين رئاسة الحكومة ومجلس الشعب، ووضع رؤى وتصورات وليس خططاً، وأنه يجب أن يكون لوزير الدولة لشؤون مجلس الشعب مكتب في المجلس لتسهيل عمله والتواصل معه، ويجب إيجاد آليات عمل جديدة تختصر الوقت وتسرع القرارات وتقلل الروتين.
وكان رئيس المجلس قد أحال مشروعي قانونين من رئاسة الجمهورية إلى اللجان المختصة في بداية الجلسة: الأول: خاص بمنح الشهادات البحرية، وإلغاء القانون رقم 57 لعام 2001.
والثاني: يتضمن تعديل الرسوم والغرامات الواردة في بعض مواد المرسوم التشريعي رقم 65 لعام 2013 الناظم لاستقدام واستخدام العاملات في المنازل من غير السوريات.
أنشطة المجلس
واستعرض المجلس أيضاً ما جاء في بنود فقرة أضيفت مجدداً إلى جدول أعمال المجلس تحت بند أنشطة المجلس كان من أهم بنودها:
صدور بيان إدانة من مجلس الشعب للهجوم الإرهابي على قسم شرطة الميدان والاعتداءات المتكررة التي يرتكبها مايسمى «التحالف الدولي»، ورفض أي مخطط تقسيمي للعراق.
كما تم استعراض أبرز مجريات زيارة الوفد البرلماني الروسي خلال 16-21 الشهر الماضي، وأبرز نشاطات الوفد التي تتعلق بالكثير من القضايا العسكرية والمدنية التي تجمع البلدين.
كما استعرض المجلس أيضاً تفاصيل زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بروجردي خلال فترة 3-5 من الشهر الجاري، وكذلك زيارة الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة للمجلس، حيث بحث موضوع عودة مقر الاتحاد قريباً إلى دمشق.
ومن القضايا التي بحثها المجلس في هذه الجلسة أيضاً نتائج الزيارات التي قام بها بعض اللجان من أعضاء المجلس لخارج القطر كزيارة أبخازيا للمشاركة في الاحتفال بعيد النصر الأبخازي، وذكرت رئيسة الوفد أنه بحثت قضايا عدة أبرزها تنمية العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين.
أما زيارة وفد من المجلس إلى مملكة كمبوديا فقد وصفها رئيس الوفد بالشاقة والمتعبة، وأكد أنها كانت فرصة للالتقاء بالكثير من الوفود العربية المشاركة في الحدث الكمبودي، وأن الوفد السعودي الموجود هناك حاول فتح قناة مع سورية، لكنهم تعاملوا معه بحذر شديد كما أكد رئيس الوفد.
كلمة الصباغ في المجلس
كلمة رئيس المجلس حمودة الصباغ في افتتاح الجلسة بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لحرب تشرين التحريرية:
إن حرب تشرينَ التحريرية أحد أهمِّ إنجازات التصحيح الكبير بقيادة بطل التشرينين القائد المؤسس حافظ الأسد.
إنَّ تسجيلنا لذكرى حرب تشرينَ التحريريةِ ليس مجرّد طقس سنوي نستعيدُ فيهِ الأمجاد، وإنَّما هو قبل كلِّ شيء حافز على شحذ الهمم، واستلهام الدروس، وتعزيز القدرة على التبصر، والاندفاع بحماسة أكبر لصياغة المستقبل في الحاضرِ استناداً إلى الماضي.. لقد كانت حرب تشرين التحريرية أحد أهمِّ إنجازات التصحيح الكبير بقيادة بطل التشرينين القائد المؤسس حافظ الأسد، طيبَ اللهُ ثراهُ وأسكنهُ فسيحَ جنانِه. وإنِّي في هذه المناسبة، باسمكم جميعاً وباسمِ شعبنا الذي يمثّله هذا المجلس الكريم، أتقدم بأسمَى آيات الإجلال والتقدير لذكرَاه ولروحه ولإرثه النضالي الخالد. كَما أتقدم بآيات الإجلال إلى أرواح شهداء تشرين الأبطال وشهداء كلّ معاركنا، خاصةً تلك التي نخوضُهَا اليوم ضد الإرهاب وحماته، والتكفير ودعاته..
إنَّ إرثَ تشرين التحرير ماثلٌ باستمرار في واقعنا اليوم بغضِّ النظر عن الصدمة السياسية التي نتجَت عن «كامب ديفيد». فسورية تلتزم بقوة بهذا الإرث العظيم الذي أعاد للعرب الشرفاء ثقتَهم بقدراتهم، وأسَّس وعياً راسخاً مضمونه الصمود والمقاومة..
فَلو لَمْ يكن إِرث تشرين زاخراً بالحركة والتقدم على طريق بناء سورية المعاصرة التي تحمل الهمّ القومي والمشروع القومي، لَما اضطرَّ أعداء سورية وأعداء العروبة لتجنيد طاقاتهم كلها في حرب وحشية ضدَّنا لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
إنه الحقدُ الدفينُ المتراكم على سورية؛ التي رفعت راية التحرير وراية الاستقلال الحقيقي، استقلال القرارِ، في منطقة عَزَّ فيها الاستقلال، منطقة كثرت فيها المعاصم المأسورة بأغلال التبعية، والأفواه التي لا تعرف سوَى ترديد عبارات الطاعة للصهيونية وقوى الاستعمار الجديد، والعقول التي غطَّاها الغبار حتى أصبحَت غير صالحة للاستعمال.
لكن سورية ولادة دائماً… فكما في تشرين التحرير قاد الشعب والجيش قائد تاريخي قادر على استخلاص النصر من لُجَّةِ اليأسِ.. كذلك اليوم يقود الشعب والجيش قائد قادر على استيلاد الأمل من رحم الألم، والنصر من لدن المستحيل، والغد المشرق من حلكة الظلام.
إنه ابن سورية البار الذي استخلص الحكمة والشجاعة من تجربة شعبه التاريخية، ومن كفاح هذا الشعب ضد مشاريع السيطرة والهيمنة.. فكانت الحكمة والشجاعة سلاحه الأمضى في مواجهة محيط من الحماقة والجُبنِ ابتلعت أمواجه سفنَاً كثيرة.. إلاَّ السفينة السورية التي يعمل ربانها على إيصالها إلى شاطئ الأمان.
تحيةً إلى جيشنا الباسلِ وهو يقف صامداً متصدياً لأعتى حرب إرهابية على بلدنا الأبيّ… تحية إلى أرواح شُهدائنا الأبرار رمز صمودنا وعنوان كبريائنا.. تحية إلى شعبنا العظيم وقائده المقدام السيد الرئيس بشار الأسد.
The post ذكرى حرب تشرين التحريرية تتصدر أعمال جلسة مجلس الشعب appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.