ثورة اون لاين :
تحت غطاء آستنة ومن بوابة استغلال اتفاقاته تسللت قوات أردوغان الغازية إلى إدلب، ووجهتها ريف حلب الغربي وبالأخص عفرين التي هي في عين اطماعها..
و اوهام السلطنة البائدة لاتفارق ذهنيتها، مع نيتها استكمال انتشارها تدريجياً في باقي مناطق ما ادعت أنها «نقاط مراقبة» متفق عليها في إدلب ومحيطها، لكن الدولة السورية بالمقابل تدرك ماهية المطامع التركية، وتؤكد أن الوحدة الجغرافية السورية خط احمر سيدركها النظام التركي، وأنها ماضية في طريق انتصاراتها باستراتيجيتها الصائبة، وكما حرر الجيش العربي السوري الميادين وكامل الضفة الغربية لنهر الفرات، سيصل الى ادلب ويطرد العدو التركي .
بدأ الاحتلال التركي ممهداً بوفود استطلاعية وفقاً لمصادر ميدانية سبقه محادثات طويلة غير معلنة مع ما تسمى «هيئة تحرير الشام « الإرهابية لتجنب أي اشتباك معها، وتحييد وجودها عن واجهة المشهد في إدلب على حساب «إدارة مدنية» يجري الترتيب لها حسب المصادر أيضاً، وتم بعدها نشر بعض القوات التركية حسب المتفق عليه ، فيما أوضحت مصادر اعلامية أن هذا التحرك هو المرحلة الأولى من التوغل، الذي سوف يشمل لاحقاً نقاطاً لنحو 10 مواقع في ريفي حلب وإدلب نحو الجنوب، على أن يستكمل تعزيز النقاط في محيط عفرين بشكل تدريجي، كما بدا لافتاً حسب بعض الوكالات الاعلامية الإجراءات التي اتخذتها «هيئة تحرير الشام» الإرهابية لمنع أي تحرك من قرى ريف حلب الغربي لحماية المحتل التركي بعد مرافقته على طول خط تحركه من قبل « الهيئة» لحمايته، فيما ادعى رئيس النظام التركي أن لبلاده الحق في احتلال ادلب كونها محافظة حدودية مع تركيا، ولهم حدود مع سورية تمتد على طول 911 كيلومتراً، وهم من يتعرضون للتهديد في كل لحظة، لذلك لا يحق لأحد أن يحاسبهم على التدابير الأمنية التي كانت تشبه الاستعمار والتعدي على دولة اخرى، كون الدولة السورية اعلنت مراراً وتكراراً عن رفضها للوجود التركي بل واعتبرت أن أي وجود لأي قوى بدون موافقة الدولة هو غزو، ليكمل سليل العثماني المحتل اردوغان تعنته ويوجه اصابع اتهام قوية مرفقة بانزعاج تركي صوب واشنطن خاصة أن الاخيرة أظهرت «داعش» كأكبر هدف لها في مكافحة الإرهاب، فيما تعاونت مع اطراف اخرى مثل « قسد» بالتوازي.
يغيب عناصر «درع الفرات» الذين شاركوا بكافة أعمال تركيا الاستعمارية عن الدفعة الأولى من القوات التركية التي انتشرت في محيط عفرين، في ظل تصريحات خارج نطاق الوطنية حيث قال قائد أحد التنظيمات الارهابية في ادلب ان معظم السكان في إدلب لا يريدون دخول عناصر مايسمى «الجيش الحر» الذين شاركوا في عملية «درع الفرات» إلى مناطقهم، مدعياً أن عليهم أن يبقوا في منطقتهم -ريف حلب الشمالي- ويحاربوا ضد « الاكراد» الذين يدعمهم التحالف، مدعين أنهم من سيحمون ادلب بدعم تركي، وبحسب استطلاع رأي محلي فقد أجمعت الأراء أن الغزو التركي يعتبر «احتلالًا» .
وبالتوجه الى شرق ادلب وخصوصاً في الرقة لم يكن الحال أفضل لكنه مبطن بعباءة الاميركي على شكل قوات «قسد» المحلية والتي تعمل تحت جناح واشنطن، فالاتفاق الذي كان ضمن الادراج الاعلامية السرية حول خروج آمن «لداعش» فقط عبر ممرات امنة من « قسد» وكله ضمن علم الاميركي حتى يتم اعلان الرقة محررة بالكامل من «داعش» والتي تزامنت أيضا مع تصريح وزير الحرب الأمريكي جيمس ماتيس أمس الاول بأن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة «سيقبل باستسلام» عناصر داعش»، الأمر الذي يضع الكثير من اشارات الاستفهام حول نية واشنطن من هذه الخطوة؟ والذي سيترك الرقة في ظلمة هذه الاتفاقات الارهابية.
بدأ تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع بخروج أول دفعة من عناصر «داعش» الارهابي وعوائله من الرقة، وبحسب بعض المعلومات المطلعة فقد تم دخول 12 حافلة إلى حي حاوي الهوى غربي مدينة الرقة، لإخراج الارهابيين باتجاه ريف دير الزور الشرقي، ولم يبق فيها سوى عناصر «أجانب» والذين تم رفض خروجهم من قبل التحالف فهم مطلوبون وفقاً للمصادر من قبل المخابرات الفرنسية، حيث لن تقبل المخابرات بخروجهم لأن أحدهم مسؤول عن تنفيذ هجمات في باريس.
هذه الخطوات المبيتة والمتفق عليها لخلق الحجج والمبررات لاستمرار أعمال التحالف العدوانية تزامنت وأكدت ماقالته وزيرة الحرب الفرنسية فلورانس بارلي في حديث لصحيفة «لوموند» الفرنسية بأن فرنسا لن تغادر سورية والعراق بعد القضاء على « داعش» بحجة أن هذه المنطقة ستمثل خطرا محتملا في المستقبل المنظور، وهو مايسمح بالاعتقاد بأننا لن نغادر هذه المنطقة بين عشية وضحاها»، خاصة أن القوات الفرنسية جزء من التحالف الدولي ضد «داعش» ، تصريحات بارلي وبحسب التحليلات تنم عن موقف فرنسي متجذر بالتذبذب والانفصام التابع للولايات المتحدة، فهي تارة تكون مع محاربة الارهاب فقط وترك التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، وتارة تقول بانها لن تخرج من سورية بل ستبقى ضمن جوقة الاستعمار الى حين تبين ماهية الارهاب الذي ادعو محاربته الى اين سيؤول حاله ، فيما تنبأت الوزيرة الفرنسية باحتمال ظهور تنظيمات إرهابية جديدة في المنطقة بعد زوال « داعش»، وهو مايبرر الخطوات العدوانية لهم ولغيرهم بالاعتداء على سورية .
هذا الارهاب الذي ينشره التركي ويحميه الأميركي والفرنسي وغيره من جوقة التآمر يقابله الجيش العربي السوري بتحرير المناطق التي زحف اليها «داعش» في دير الزور، ليستطيع السيطرة على اوتوستراد البوكمال - الميادين وجسر الميادين مع استمرار العمليات باتجاه الموحسن، مستكملاً بذلك تحرير كافة منطقة الميادين واعلانها محررة من الارهاب كون المنطقة أكبر معقل «لداعش» .
فيما تواصل قوات الجيش تقدمها مطبقة الحصار على بقايا التنظيم في مدينة دير الزور، وتمكنت من تحقيق تقدم جديد، وإغلاق الممر الواصل بين ريفي دير الزور الشرقي والشمالي الغربي على الضفاف الشرقية للنهر.
في نفس السياق استطاع الجيش السيطرة على جميع التلال والجبال المحيطة بمدينة القريتين بريف حمص الشرقي بعد القضاء على أخر تجمعات إرهابيي «داعش» فيها، وبحسب المصادر الميدانية فإن جبل الجبيل مع بقية التلال المجاورة والتي تشرف على مدينة القرينين من المحور الشرقي قد تمت السيطرة عليها بالكامل بعد عمليات عسكرية استمرت لأيام قضت خلالها وحدات الجيش والقوات الرديفة على خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي والتي انتشرت بالمنطقة .
بالمقابل رفضت التنظيمات الارهابية جنوب دمشق كل المفاوضات والمصالحات التي تسعى لها الدولة السورية وهو مايستوجب على الجيش استكمال العملية العسكرية لطرد ماتبقى من ارهاب في المنطقة، فيما تحدثت مصادر ميدانية ومطلعة عن أن هذه العملية ستشمل كل من «القدم، الحجر الأسود والمخيم»، وأنها تأتي في وقت ترددت أنباء بأن تنظيمات مسلحة كانت قد طلبت التسوية مسبقاً، لكنها انضمت الى «داعش»، ما أدى لفشل المفاوضات ، والتذبذب الحاصل في مواقف هذه التنظيمات يكشف وبشكل واضح أن قرار هذه الجماعات ليس بيدها وإنما بيد جهات خارجية تملي عليهم ما يخدم مصالح دول باتت معروفة للقاصي والداني .
Posted from Thawraonline.sy
Note: Only a member of this blog may post a comment.