لاتزال هناك ضبابية تمنع رؤية مستقبل قطاع التأمين في المرحلة المقبلة، أو التنبؤ به، وقد تكون الاستعانة بخبير أرصاد جوية في هذه الحالة أمراً غير مجد، فالمواطن العادي عندما يرى غيوماً سوداء في السماء يعلم أن هطلاً مطرياً قادماً جالباً معه الخير، فكيف الحال بقطاع اقتصادي مهم كالتأمين.
لم يعد مهماً أن يُردد على مسامعنا نيّات المشرف على قطاع التأمين بتطوير السوق وإنعاشه، وعلى حد قول العامة من الناس من يتحدث كثيراً فعله قليل، فالخطوات الجدية لتنشيط السوق لم تظهر بعد، باستثناء اجتماع عُقد مؤخراً لمَّ شمل المشرف والشركات وغاب عنه الإعلام، وللأسف كان العنوان العريض للاجتماع مناقشة المعوقات التي تعترض شركات التأمين.
في الحقيقة ليس هناك ما يعوق عمل الشركات الخاصة إذا أردنا أن نتحدث بهذا الجانب، وإنما كسل وترهل واتكال أصابها، وهروب من أداء واجباتها، والدليل على ذلك انخفاض أقساط التأمين الإلزامي منذ صدور قرار تخفيض الحصص، لتصل إلى مليار و300 مليون ليرة، بعد أن كانت تقارب 6 مليارات.
المشكلة لا تكمن في مساعدة الشركات على تجاوز أي عقبات، لأن الحديث بهذا الاتجاه هو مجرد اختلاق لمعوقات وهمية والحياد عن موضوعات أكثر أهمية، كإعادة توجيه الشركات نحو المسار الصحيح وتقييم أدائها والتركيز على جودة الخدمة التي تقدمها لعملائها، ومماطلتها في صرف التعويضات للمتضررين وعدم الاعتماد على إحالة الكثير من ملفات الحوادث إلى القضاء لأسباب بسيطة رغبة منها في تأخير التسديد، وغيرها من المسائل الأخرى.
فلنكن واقعيين، ولنتحدث بلهجة أكثر منطقية وموضوعية، ولنقل إن المهام الملقاة على عاتق المشرف ليست بهذه السهولة ولا يمكن تلخيصها باجتماع أو اثنين، ولا بالملتقيات، ونحن على موعد قريب من ملتقى دمشق الأول للتأمين الذي تنظمه هيئة الإشراف على التأمين والمعول عليه كثيراً في تنشيط حركة السوق، ولن نستبق الأحداث ونقول: إن الملتقى بجدول أعماله الذي تغلب عليه المحاضرات سيكون تظاهرة لا أكثر، بل نأمل أن يكون خطوة رائدة نحو الأمام وعلامة تُسجل للمشرف على التأمين.
The post بصراحة.. ملتقى التأمين والاختبار الصعب appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.