..ويقود العالم نحو كارثة نووية

انتقد رئيسان أمريكيان سابقان هما الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جورج بوش الابن سياسة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب واتهماه بالتخبط وزعزعة استقرار الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك يجمع أغلب المحللين السياسيين وخاصة المهتمين منهم في الشأن الأمريكي على أن ترامب هو أقل الرؤساء الأمريكيين وعياً بالسياسة وإدارتها ولا يصلح أن يكون رئيساً لدولة عظمى لها امتدادات في كل قارات العالم.
تأتي هذه النتيجة من خلال تخبط الرئيس الأمريكي في إدارته للبيت الأبيض، حيث أقال العديد من مساعديه ومستشاريه ودخل في صراع مكشوف مع وزير خارجيته ريكس تريلسون.
وقد بدأت مواقفه الاستفزازية تنسحب حتى على حلفائه، حين أعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ العالمية، ما أثار غضبهم واشمئزازهم، وكان آخر انسحاب له من المنظمات الدولية حين انسحب من منظمة «يونيسكو» متمشياً مع انسحاب «إسرائيل» منها.
ولعل ما يثير الرأي العام الدولي حالياً هو تلويحه بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي تم بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة «خمسة +1» حيث وقف حلفاؤه الأوروبيون ضد مايطرحه، وقد وثّقوا علاقاتهم مع إيران وخاصة فرنسا وألمانيا.
هذه الضجة التي أثارها الرئيس الأمريكي كانت وما زالت حديث الصحافة العالمية، وفي هذا الصدد كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مقالاً بعنوان «ترامب يتنصل من الاتفاق النووي» جاء فيه:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً قراره بالتخلي عن الاتفاق النووي الإيراني، مهدداً بترك الاتفاق إذا لم يتم تعديله، حيث صرّح ترامب في خطابه الذي كان يهدف من خلاله إلى تحديد استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران قائلاً: «لن نواصل السير في طريق نتوقع أن يقود إلى المزيد من العنف والفوضى»، وذلك في إشارة صريحة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
ويبدو أن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق جاء بعد مناقشات شرسة داخل الإدارة الأمريكية، حيث رأى وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس أنه من مصلحة الأمن الوطني للولايات المتحدة الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، ويبدو أن الرجلين نجحا فعلاً في إقناع ترامب بعدم التخلي فوراً عن الاتفاق النووي.
وفي مقابلة أجراها السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي مع الـ «سي إن إن» قال فيها: «إن الرئيس ترامب على وشك أن يحرج نفسه وبلدنا»، مضيفاً: «إذا انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي فإن إيران سوف تستفيد من وقوف الدول الأخرى في الاتفاق إلى جانبها، وتالياً سيتم تخفيف العقوبات عنها لأنها ستبدو ضحية مع عدم التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووي».
فهل البيت الأبيض منقسم حقاً كما يبدو؟
يقول السيناتور ميرفي: «توجد سياستان خارجيتان مختلفتان للولايات المتحدة، واحدة يقودها تيلرسون وشخصيات رفيعة المستوى في الإدارة الأمريكية، وأخرى منافسة يديرها ترامب من حسابه على تويتر».
ترامب لا يزال يستميت للتنصل من الاتفاق وفرض عقوبات جديدة على إيران، وهو في الوقت نفسه يحاول الدفع باتجاه اتخاذ الكونغرس إجراء يقضي بفرض عقوبات جديدة على إيران، متخذين من نشر إيران للصواريخ البالستية ورفضها إعادة التفاوض حول تعديل الاتفاق النووي حجة لفرض العقوبات، غير أن المسؤولين في البيت الأبيض يصرون على أن ذلك يجب ألاّ يكون الهدف.
قد يبدو إقناع الولايات المتحدة للحلفاء بإعادة التفاوض على الاتفاق النووي هدفاً بعيد المنال، ولاسيما بعد أن أصدر مسؤولو الدول الحليفة للولايات المتحدة بريطانيا وفرنسا وألمانيا بياناً يدعو الولايات المتحدة إلى عدم التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران والذي وصفوه بأنه جاء تتويجاً لـ13 عاماً من الدبلوماسية.
ما لاشك فيه أن فرض عقوبات جديدة على إيران يحتاج 60 صوتاً في مجلس الشيوخ، الأمر الذي يعني أن الجمهوريين سيحتاجون إلى تأييد ما لا يقل عن ثمانية ديمقراطيين، وأولئك الديمقراطيون لن يوافقوا على أي تعديل جديد على الاتفاق لأنهم هم من أبرموه.
إن ترامب مصمم على محو أي آمال متبقية بأن الاتفاق النووي قد يشكل أساساً لعلاقة جديدة بين الولايات المتحدة وإيران، ولعل خطابه في البيت الأبيض دليل واضح على ذلك، فهو الخطاب الذي وصفه معظم المحللين السياسيين بأنه الخطاب الأكثر عدائية، فلم يخاطب رئيس أمريكي إيران مثلما فعل ترامب وذلك منذ عام 2002 .
يقول المحللون السياسيون: لقد خاطر ترامب في رفضه الالتزام بالاتفاق النووي الذي وقّعته الولايات المتحدة وبعض الدول مع إيران، وتخلى بذلك عن مكاسب الاتفاق الذي تحقق بشق الأنفس، ما سيؤدي، إن استمر ترامب في موقفه، إلى عزلة الولايات المتحدة دبلوماسياً.
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة «بالتيمور صن» الأمريكية مقالاً بعنوان «هل خطاب ترامب رسالة خاطئة للعالم» أشارت من خلاله إلى المقابلة التي أجرتها هيلاري كلينتون مع الـ «سي إن إن» التي أكدت من خلالها «أن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني خطر وأن نزع الثقة من ذلك الاتفاق رغم نصائح من أشخاص داخل إدارته يرسل رسالة خاطئة للعالم بأن كلمة أمريكا ليست جديرة بالثقة وهو أمر سيئ».
وأضافت كلينتون حسب الصحيفة «لدينا رؤساء يختلفون، ولكن أعتقد أن ترامب سينهي «الثقة والمصداقية» للولايات المتحدة فيما يتعلق بمفاوضات بالغة الأهمية ، ومن الضروري الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران من جهة، أما من جهة أخرى فيعطي تخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق إيران شعبية أكثر، فإن كانت إيران ملتزمة بـالاتفاق النووي، وقد فعلت ذلك، كما تشير الأدلة، فإنه يضع إيران تحت الضوء بدلاً من عزلها، ويقزِّم صورة الولايات المتحدة.
وأوردت الصحيفة ما قاله ترامب «إن الاتفاق النووي مع إيران والذي تم التفاوض عليه من قبل إدارة أوباما معيب جداً حيث يجب أن يتم تعديله أو إلغاؤه ..إنه اتفاق خاطئ وخطر».
مضيفة: لقد حذرت إيران من أن جميع الرهانات سوف تتوقف إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق وخاصة أن الوقت لم يعد كافياً لعرقلة اتفاق مدعوم دولياً.
وقالت الصحيفة: إن تخلي ترامب عن الاتفاق من شأنه أن يبعث إشارات خاطئة ومرعبة بأن الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها لعدم الوفاء بالتزاماتها الدولية ولاسيما أن ترامب كان قد صرّح سابقاً بأن إيران تلتزم بالاتفاق وأن الولايات المتحدة قد حصلت على ما تريده من خلال ذلك، مضيفة: لذلك سيكون من الجنون التراجع عما تمّ إنجازه بالفعل.وختمت الصحيفة بالقول:
إن ترامب يدعو الاتفاق بـ«المحرج» للولايات المتحدة، إنه ليس كذلك، لكن رميه بعيداً يمكن أن يكون محرجاً بالفعل لأمريكا، بل وأسوأ من ذلك.
عن «نيويورك تايمز» و«بالتيمور صن»

The post ..ويقود العالم نحو كارثة نووية appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the ..ويقود العالم نحو كارثة نووية on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.