آفاق.. بوتين في أنقـرة.. فهل يقلع أردوغان عن المناورة والتلاعب؟

هل اقتنع أردوغان أنه كان أداة في يد «الناتو»؟ وهل فهم أن الإدارة الأمريكية أرادت منه توظيف الإسلام عبر حزب «العدالة والتنمية» لإشعال المنطقة العربية بذريعة «التغيير» وبإثارة شبق «الإخوان المسلمين» للسلطة؟ وهل أدرك أن الغرب الأمريكي والصهيوني ضحك عليه, ولعب به, وكاد يقضي عليه ليلة الانقلاب؟ وهل شعر بطعم التقسيم وقد أصبح في آخر لسانه سواء انطلاقاً من أفاعيل البرازني الإسرائيلية, أو بنيات فصائل مصنّعة ومدعومة أمريكياً؟ وماذا يمكن أن يكون جنونه, إن ظل بعد كل ذلك مصراً بعناد هستيري على مواقفه تجاه سورية؟ وهل هنا من تدمير انتحاري أكثر من ذهان وجنون «السياسي» الذي يلغي الواقع, ويتجاهل الحقائق, ولا يتعلم من مصائبه والبلاوي التي جلبها لنفسه؟
في زيارته إلى أنقرة مؤخراً, عاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليقول لأردوغان إن مصلحة تركيا والشعب التركي هي من مصلحة شعوب المنطقة وحكوماتها, وفي قلب المنطقة أكد بوتين أن الشعب السوري وقيادته وجيشه وحلفاءه استطاعوا كسر المشروع الإرهابي, ويستكملون هزيمة هذا المشروع بشكل كامل.. وبطريقته كقائد دولة عظمى أعاد الرئيس بوتين على مسامع أردوغان أن المشروع الأمريكي أراد إسقاط المنطقة كلها انطلاقاً من «إسقاط» الدولة السورية وإسقاط المنطقة, يعني فيما يعني دفع تركيا نحو منزلق الانهيار والتفتت والتقسيم.. فهل سمع أردوغان جيداً ما قاله بوتين على مسامعه؟
إن أعراض الخيبة التي تعرض لها أردوغان نتيجة انكسار المشروع «الإخونجي» الذي توهم أنه سيحكم المنطقة, ونتائج الخيبة التي هزت أردوغان نتيجة انكسار الإرهاب «الداعشي» وانتظار «النصرة» للمصير نفسه, وكلاهما كان ذراعاً إرهابية لمشروع تمكين «الإخوان» بقيادة أردوغان- إضافة إلى خيبة أردوغان نتيجة الانقلاب الذي وقفت أمريكا وراءه, كل ذلك جعله يهتز, ويحس بالضعف والفقر السياسي, فتحول إلى (متسول سياسي) كما قال عنه السيد الرئيس بشار الأسد، لكنه متسول يستعطي القوى الأخرى, من دون إرادة للإسهام في معالجة خيباته عبر تصحيح مساره والرجوع عن أوهامه, والاعتراف بحقائق الواقع الجيوسياسي- والتاريخي والعسكري, وخاصة ما يتم إنجازه في سورية، وكل ذلك استند إليه الرئيس بوتين أثناء زيارته إلى أنقرة, واستناد بوتين إلى الحقائق ودعوة أردوغان إلى الانخراط في فعالية القضاء على الإرهاب, والوقوف في مواجهة المشروع الأمريكي- الصهيوني الهادف لاستعادة مشروع «الشرق الأوسط الجديد» لتقسيم المنطقة إلى كيانات طائفية ومذهبية وعرقية, وجعلها في حالة حروب مستمرة…
هل ينجح أردوغان في تجاوز تعصبه «الإخونجي»؟ وهل يقتنع بضرورة الدفاع عن وحدة تركيا عبر الإخلاص لاستمرار وحدة سورية والعراق؟ أم إنه سيستمر في صلفه ويبلع السم الذي طبخه له «الموساد» والمخابرات الأمريكية, عبر مخطط مشبوه في شمال سورية..؟ لم يبق أمام أردوغان إلا الاعتراف بما أصابه نتيجة أفعاله, ونتيجة وقوعه في الفخ الصهيوني- الأمريكي، والانتقال من الاعتراف بحقائق ما جرى ووقائع الأحداث لينخرط مع المحور السيادي المحترم للقانون الدولي ولسيادة الدول ولحقوق الشعوب.. لم يبق لأردوغان إلا الإقرار بانتصار الدولة السورية على المشروع الإرهابي, وهو انتصار لسيادة الدول كلها.. فهل سيستفيد أردوغان من زيارة الرئيس بوتين؟ وهل سيتخلى عن المناورة واللعب والتشاطر؟
هل سينتبه أردوغان إلى أن الرئيس بوتين في تعامله مع تركيا يتجاوز الكثير من خلافات روسيا مع تركيا, لأن فكره الاستراتيجي يضع مصلحة الاستقرار الإقليمي وسيادة الدول في ذروة سلم الأولويات التي تدفع موسكو للتصرف كدولة عظمى, تنسق, وتنظم الجهود, وتشحن الفعاليات الإقليمية في مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت التي لا تهدف إلا لبعثرة المنطقة واستنزاف دماء أبنائها في حروب طائفية وإثنية وعرقية.
الرئيس بوتين يتصرف كرئيس دولة عظمى من أجل تحقيق استقرار المنطقة الضروري للأمن والسلم الدوليين, لذلك يتفاعل مع أردوغان, واعتماداً على الحقائق والوقائع يفتح بوتين لأردوغان الأبواب كي ينخرط في فعالية الحفاظ على سياده ووحدة واستقرار دول المنطقة, لأن في ذلك حفاظاً على سيادة ووحدة واستقرار تركيا, ولا بد من أن الرئيس بوتين قد قال لأردوغان بطريقة ما: لم يعد أمامك إلا الاعتراف بخطئك في سورية عبر الاعتراف بانتصار الدولة السورية لأن انتصار السيد الرئيس بشار الأسد على الإرهاب يعطيه شرعية لا يملكها معظم رؤساء العالم.
Fouad.sherbaji@gmail.com

The post آفاق.. بوتين في أنقـرة.. فهل يقلع أردوغان عن المناورة والتلاعب؟ appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the آفاق.. بوتين في أنقـرة.. فهل يقلع أردوغان عن المناورة والتلاعب؟ on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.