ليبيا.. قصة صراع جديدة

تدور هذه الأيام في ليبيا قصة صراع جديدة بطلها ليس السيطرة على النفط بل السيطرة على مدينة صبراتة التي يعدها المهاجرون خطوتهم الأولى نحو أوروبا، فيبدو أن من يمسك بسواحل هذه المدينة يكون له حصة كبيرة في حكم ليبيا ورضا أوروبا.
ولا تزال الصدامات المسلحة على أشدها بين فصائل متناحرة في مدينة صبراتة الليبية، وسط نزوح كبير للأهالي، وعلى الرغم من عدم اتضاح هوية المسلحين إلا أن تبنّي قوات اللواء خليفة حفتر لأحد طرفي الصراع، أظهر دوراً له في الأحداث الجارية، خصوصاً مع الحديث عن مصالح يحاول تحقيقها عبر السيطرة على المدينة، التي تُعدّ من أبرز المناطق التي تنشط فيها عمليات تهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
وتُعتبر هذه المدينة الساحلية الواقعة غرب طرابلس بنحو 70 كيلومتراً، من أبرز المناطق الناشطة في تهريب المهاجرين غير النظاميين، كما أنها اشتهرت بتهريب الوقود الليبي، وسبق أن سربت وسائل إعلام دولية، من بينها صحيفة «ذا صن» في الثالث من أيلول الماضي، أنباء عن اتفاق حكومة الوفاق مع «كتيبة أنس الدباشي» لإنهاء الاتجار بالبشر ووقف سيل المهاجرين غير النظاميين من سواحل غرب ليبيا باتجاه أوروبا وتحديداً إيطاليا.
وأكدت الصحيفة أن الدباشي قابل مسؤولين من حكومة الوفاق، في تموز الماضي، لمناقشة سبل إنهاء أنشطة الإتجار بالبشر عند سواحل ليبيا، مقابل إسقاط التهم الجنائية الموجهة ضد قواته، مشيرة إلى تلقي الدباشي مساعدات مالية قُدّرت بـ5 ملايين دولار وسيارات وقوارب لدعمه في مهمته الجديدة، وأشارت وسائل إعلام محلية ودولية إلى أن الجانب الإيطالي هو من دفع حكومة الوفاق لعقد هذا الاتفاق.
وتبين كل المؤشرات أن صبراتة مهمة بدرجة كبيرة لإيطاليا كونها مصدر الهجرة غير النظامية المزعجة لها وكونها المدينة المطلة والمشرفة على أكبر مصالحها في البلاد وهو مجمّع مليتا للغاز، الذي تريد روما حمايته بالتحالف مع أي فصيل مسلح مهما كان انتماؤه، وكشف أن حفتر أراد بهذه الحرب ابتزاز إيطاليا من خلال تهديدها بسيول الهجرة غير النظامية وتهديد مصالحها في مليتا إذا لم تدعمه وتؤيد وجوده العسكري في البلاد بدلاً من دعم حكومة الوفاق في طرابلس.
ومع اشتداد النزاع على النفط والنفوذ في صبراتة ازدادت أعداد النازحين في المدينة ووصلت إلى أكثر من ألف أسرة، جرى توزيعها على المدن المجاورة لصبراتة، وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد دعت إلى وقف الأعمال القتالية في صبراتة بشكل فوري وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
ولم تتوقف الأضرار الناجمة عن القتال عند هذا الحد، إذ لحقت أيضاً بشكل كبير بالمنطقة الأثرية التي تُعد من أهم مناطق الموروث الثقافي العالمي المصنفة ضمن التراث العالمي لدى منظمة «يونيسكو»، والتي كانت تتخذ «كتيبة أنس الدباشي» مقرات داخلها، على الرغم من عدم صدور أي توضيح رسمي عن حالة المنطقة الأثرية التي يعود عمرها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة.

The post ليبيا.. قصة صراع جديدة appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the ليبيا.. قصة صراع جديدة on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.