أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر أن التنسيق والعمل مع مركز التنسيق الروسي في حميميم قائم على أكمل وجه ويتم العمل كفريق واحد، مشيراً إلى أن التنسيق في جانب المصالحات المحلية يتطور شيئاً فشيئاً ويتحول إلى علاقة راسخة ومتينة على مستوى مشروع المصالحة الوطنية في كل سورية.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير حيدر في مبنى الوزارة أمس مع العشرات من أعضاء لجان المصالحة المحلية في قرى وبلدات المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية من الغوطة الشرقية بريف دمشق بحضور اللواء فيكتور بانكوف من مركز التنسيق الروسي في حميميم، حيث نوّه الوزير حيدر بما تقدمه جمهورية روسيا الاتحادية من دعم للشعب السوري على مختلف المستويات لإنهاء الأزمة ومواجهة الحرب التي تشن على سورية، لافتاً إلى أن الجنود الروس في مشاركتهم رجال الجيش العربي السوري الحرب على الإرهاب باتوا شركاء في الدم بما قدموه من شهداء دفاعاً عن سورية.
وأشار الوزير حيدر إلى أن الوزارة أمام مرحلة جديدة من العمل ولن توفر جهداً لتخفيف المعاناة عن الأهالي المهجّرين وتأمين عودتهم إلى قراهم التي استعادها الجيش العربي السوري وحررها من الإرهابيين في الغوطة الشرقية، مؤكداً أن قرار الدولة السورية واضح وصريح في عودة الأهالي إلى كل المناطق عبر مشاريع مصالحات محلية.
وبيّن وزير الدولة لشؤون المصالحة أن عودة الأهالي تستوجب تأمين المنطقة بالمطلق بعد تحريرها من الإرهابيين عبر تنظيفها من الألغام والمفخخات وضمان عدم تعرضها لاعتداءات إرهابية بقذائف صاروخية وهاون وألا تكون ممراً أو مقراً مجدداً للمسلحين، مذكّراً بهذا الشأن بتجارب سابقة في بعض المناطق التي عاد إليها الأهالي وخلال أيام قليلة تحولت إلى مناطق عبور للمسلحين.
وأشار الوزير حيدر إلى أنه توجد بعض المناطق التي تحتاج إلى استكمال تأهيل البنى التحتية لإطلاق حركة الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها بما يمكن المواطن من أن يمارس حياته الطبيعية وهو ما عملت عليه الدولة في أجزاء من أرياف الرقة ودير الزور وحلب والمناطق التي استعادها الجيش العربي السوري وهذا يتطلب احتياجات وجهوداً كبيرة.
وأوضح الوزير حيدر أن الهدف من لقاء اليوم مع أعضاء المصالحة بقرى وبلدات من الغوطة الشرقية أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار هو الخروج بخطة ورؤية واضحة للعمل، مؤكداً جهوزية الوزارة لتقديم كل ما يلزم لعودة آمنة ومستقرة للأهالي إلى قراهم.
وكشف الوزير حيدر أنه سيتم الإعلان قريباً عن عودة الأهالي إلى عدد من القرى بمحيط دمشق.
بدوره اللواء بانكوف قال: إن الجيش العربي السوري بعدما انتهى تقريباً من القضاء على معظم المجموعات المسلحة فإن المهمة الأساسية هي عودة الأهالي إلى قراهم ومناطقهم، لافتاً إلى أن هذه المهمة عملية طويلة ومعقدة.
ونقلت (سانا) عن اللواء بانكوف اقتراحه وضع خطة محددة الخطوات وتبنيها بشكل رسمي تنفذ بشكل تدريجي، مؤكداً أن بلاده تبذل كل الجهود للمساعدة في حل هذه المسألة لكن هذا الأمر يتطلب مزيداً من الجهد والوقت نظراً لما لحق بهذه المناطق من دمار وخراب بسبب وجود التنظيمات الإرهابية فيها.
وأضاف اللواء بانكوف: اطلعت شخصياً على هذه المناطق وبوضعها الحالي فإن جزءاً كبيراً من البنية التحتية مدمر ولا سيما المدارس والمستوصفات ولذلك فإن إنجاز عمليات الترميم والإصلاح لن يتم بالوقت القريب لكن هذه المسألة يجب حلها معاً بالجهود المشتركة.
وتمّ خلال اللقاء مناقشة وضع كل قرية وتوصيف وضعها الأمني وما تحتاج إليه من تأهيل للبنى التحتية بما يتيح إعادة الأهالي بشكل دائم وتأكيد وضع قوائم بالراغبين في العودة.
وأكد العديد من أعضاء لجان المصالحة وممثلي الأهالي في قرى شبعا والركابية والبياضة وحتيتة التركمان ودير العصافير والبويضة والخامسية والمنصورة رغبة الأهالي بالعودة إلى منازلهم وتحمل ظروف الحياة الصعبة لعل ذلك يخفف عنهم جزءاً من معاناة التهجير والتنقل والإيجارات المكلفة التي تفوق طاقة الأغلبية، كما أكدوا استعدادهم لتأمين الحماية الذاتية لقراهم والوقوف إلى جانب رجال الجيش بالدفاع عنها ضد الإرهابيين.
حضر اللقاء مستشار وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أحمد منير محمد وما يزيد على 40 شخصية من لجان المصالحة والفعاليات الأهلية المنخرطة في مبادرات المصالحات المحلية في القرى المذكورة أعلاه.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.