بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية أجراها أمس مع نظيره الفنلندي ساولي نينيستو الوضع في سورية والأزمتين في شبه الجزيرة الكورية وأوكرانيا.
ونقلت «سبوتنيك» عن المكتب الصحفي للكرملين قوله في بيان: جرى خلال الاتصال بحث نتائج تطور العلاقات الروسية- الفنلندية في مجالات عديدة خلال العام المنصرم وكذلك آفاق التعاون في العام القادم، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على مواصلة الاتصالات بين الجانبين.
من جهة ثانية أكد قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أن الاتهامات والمزاعم التي توجهها الولايات المتحدة للحكومة السورية هي جزء من حرب إعلامية أميركية.
وأوضح كوساتشوف في تصريح صحفي نقلته وكالة «نوفوستي» وأوردته (سانا) أن الهدف من هذه الاتهامات والمزاعم الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية هو تقويض مواقف الحكومة السورية في التسوية السياسية المستقبلية للأزمة في سورية، مشيراً إلى أن لهذه المزاعم هدفاً آخر وهو محاولة إبعاد معلومات لهيئة الأركان الروسية مؤخراً عن تقديم واشنطن الدعم لإرهابيي تنظيم «داعش» في سورية.
وكشف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف يوم الأربعاء الماضي أن عدداً من متزعمي تنظيم «داعش» الإرهابي تلقوا تدريبات من مدربين من عدد من بلدان الشرق الأوسط والغرب.
وبيّن كوساتشوف أن واشنطن تحاول إثبات أن «التحالف» الذي تقوده يحارب في سورية عدواً حقيقياً، في حين تخوض دمشق بدعم من روسيا حرباً ضد الشعب السوري.
وكانت وزارة الدفاع الروسية طالبت في تشرين الأول الماضي واشنطن بتقديم تفسير عن تحويل أماكن انتشار القوات الأميركية في منطقة التنف إلى نقطة انطلاق للإرهابيين لشن هجمات على عدد من المواقع في البادية السورية مذكرة بقيام نحو 600 إرهابي انطلاقاً من منطقة التنف أمام أعين العسكريين الأميركيين بمهاجمة عدد من نقاط الجيش العربي السوري وحلفائه في الشهر ذاته في القريتين ومحيط طريق تدمر- دير الزور.
وتواصل الولايات المتحدة نشر الادعاءات والأكاذيب حول الأوضاع في سورية بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على التنظيمات الإرهابية المدعومة من الدول الغربية وعلى رأسها أميركا وحلفاؤها من ممالك ومشيخات الخليج ونظام رجب أردوغان.
إلى ذلك، أكد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف أن بلاده مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة رغم عدم ودية استراتيجية الأمن الأميركية الجديدة التي تعتبر روسيا أحد التهديدات الرئيسية لأميركا.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف وصف أمس الأول وضع العلاقات بين موسكو وواشنطن بأنها من أكبر الخيبات عام 2017.
وقال أنتونوف في تصريح لقناة «آر.تي.في.آي»: إن الجانب الروسي يعتزم مواصلة الدفاع عن مصالحه ولن يسير بيد ممدودة ولن يستجدي أحداً، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين من خلال بعض خطواتها.
إلى ذلك انتقد السفير الروسي قرار السلطات الأميركية مصادرة مبنى القنصلية العامة الروسية في مدينة سان فرانسيسكو وإغلاق مبنى الممثلية التجارية الروسية في واشنطن واعتبر القرار مرفوضاً بشكل تام.
وشهدت العلاقات الروسية- الأميركية تدهوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة على خلفية سعي الأميركيين إلى الهيمنة على العالم وخرق القانون الدولي والاتفاقيات الدولية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول بهدف تغيير الأنظمة التي لا تتوافق سياساتها مع السياسات الأميركية ورفض روسيا لذلك.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.