بينما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن أمريكا لا يمكن أن تكون وسيطاً للمفاوضات ضمن عملية التسوية في الشرق الأوسط، كشفت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أنه وبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس «عاصمة» لكيان الاحتلال الإسرائيلي وتأكيده أن وضعها لن يطرح في أي مفاوضات سلام مستقبلية، سارعت حكومة الاحتلال لمطالبة البيت الأبيض بإلغاء حق العودة للفلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين متابعين للموضوع قولهم: إن «إسرائيل» تتوقع بعد اعتراف ترامب بالقدس «عاصمة» لها أن تكمن خطوة البيت الأبيض اللاحقة في شطب حق العودة لملايين الفلسطينيين إلى أراضيهم من لائحة قضايا الوضع النهائي في عملية السلام.
وأشار الدبلوماسيون إلى أن البيت الأبيض سيعرض «مقترحاً للسلام» كان ترامب يتحدث عنه في «دافوس» السويسرية الخميس الماضي يمكن تسميته بـ «خطة بنيامين» رئيس حكومة الاحتلال لأنه سوف يلبي معظم مطالب الأخير.
وأوضح الدبلوماسيون أن الولايات المتحدة وفي إطار الضغوط التي تمارسها على الفلسطينيين تدرس إمكانية إغلاق ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن إذا استمر الفلسطينيون في مقاطعة «مفاوضات السلام» احتجاجاً على قرار ترامب الاعتراف بالقدس «عاصمة» للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إليها.
إلى ذلك، أكد عباس أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون وسيطاً للمفاوضات ضمن عملية التسوية في الشرق الأوسط.
وقال عباس في تصريحات له أمس نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية «معا»: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعد بطرح مبادرة لحل الصراع في المنطقة، وفي عدة اتصالات ومباحثات وعد أيضاً «بصفقة جيدة» ولكنه بعد ذلك جاء بالمفاجأة السيئة بإعلانه الاعتراف بالقدس «عاصمة» للكيان الإسرائيلي وهو الأمر الذي لا يمكننا القبول به.
في سياق متصل، اعتبر سامي مشعشع الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في الضفة الغربية أن القرار الأمريكي المتعلق بتخفيض مساهمة أمريكا المالية للوكالة سيهدد أحد أهم مساعي التنمية البشرية في المنطقة.
وذكر مشعشع في تصريح لـ«سانا» أن الأزمة المالية غير المسبوقة التي تواجهها الوكالة نتيجة خفض الولايات المتحدة تمويلها لها من شأنها أن تعيق الوصول إلى525 ألف شاب وشابة في 700 مدرسة تابعة «لأونروا»، كما أنها تهدد الوضع الإنساني للملايين من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكد مشعشع استمرارية العمل بالخدمات التي تقدمها «أونروا» وضمان وصولها إلى ملايين اللاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن انتهاء عمل الوكالة مرهون بحل قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل عادل وشامل.
إلى ذلك، أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن مدينة القدس ستبقى عاصمة فلسطين.. وأن الفلسطينيين باقون ومتمسكون بها مهما تآمر عليها البعض وخطط «لاقتلاعها» من الجسد الفلسطيني وطمس معالمها.
ونقلت وكالة «معا» عن حنا قوله خلال لقائه وفداً أكاديمياً من البرازيل أمس: القدس مدينة مستهدفة في تاريخها وتراثها وهويتها ومقدساتها وأوقافها ويراد اقتلاعها من الجسد الفلسطيني، مؤكداً أن كل هذه المؤامرات والمخططات التي تستهدف القدس ستبوء بالفشل.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.