ثورة أون لاين:
في خضم الحرب المتعددة الأطراف الدائرة في سورية، انطلق ثلاثة من البريطانيين للانخراط في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية بهدف المشاركة في الدفاع عن المواقع الكردية ضد الغزو التركي لشمال سورية،
لينضموا إلى أخرين ويشكلوا مجموعة عددها خمسة أفراد أحدهم يدعى وانغ لي يحمل الجنسية البريطانية ويبلغ من العمر 24 عاما، وبريطانيين اثنين رفضا الإفصاح عن اسميهما، ومتطوع ألماني وآخر أميركي.
وفي شريط فيديو نشرته وحدات الحماية، أعرب أحد المقاتلين الناطقين بالانكليزية عن تصميمه واستعداده للذهاب إلى عفرين والقتال هناك ضد الغزاة الأتراك، واستطرد القول بأنه قد خضع لتدريب طويل وتزويد بالأسلحة المناسبة التي تمكنه من مواجهة الجيش التركي الإرهابي.
في ظل الفوضى القائمة في الشمال السوري، تمكن الأكراد في تلك المنطقة من اقامة شبه سلطة مستقلة منذ عام 2011، وذلك بدعم ومساندة من الغرب الذي اعتبرهم بمثابة القوة البرية التي يمكنها مقاومة داعش. لكن ثمة معضلة تواجه تلك القوات لأن الحكومة التركية تنظر إلى وحدات حماية الشعب باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يعتبر منظمة إرهابية.
مضت خمسة أيام على عملية «غصن الزيتون» التي ترمي إلى ردع المقاتلين الأكراد وطردهم من عفرين حيث تصعد القتال بين الطرفين مما أسفر عنه مصرع 27 مدنيا والعشرات من المقاتلين في كل من الجانبين. فضلا عن نزوح ما يناهز 5000 مواطن من منزلهم في عفرين تلك المنطقة التي يتواجد بها العديد من الاثنيات والطوائف التي كانت حتى الأمس القريب تعتبر ملاذا آمنا يقصده الفارون من داعش اتقاء لما يجري من عنف نتيجة الصراع المسلح الدائر في البلاد.
يبدو أن التقدم التركي باتجاه عفرين كان بطيئا جراء المجابهات الشرسة التي تواجه القوات التركية إضافة إلى الأحوال الجوية من أمطار وغيوم كثيفة حالت دون قيام الطيران التركي بتنفيذ مهامه.
استطاعت وحدات حماية الشعب وقف تقدم مسلحي ما يسمى «الجيش السوري الحر» وحلفائه في المنطقة وحالت دون سيطرته على مئات القرى في المنطقة وذلك وفقا لما ذكره مصطفى بالي الناطق باسم ما يسمى «قوات سورية الديمقراطية».
ومن المعلوم بأن قوات حماية الشعب الكردية تشكل الفصيل الرئيس «لقسد» التي تتلقى الدعم من الولايات المتحدة ضد داعش، تلك المنظمة الإرهابية التي تضم في صفوفها مقاتلين عرب.
لقد كان لانضمام العديد من الأجانب إلى صفوف المقاتلين الأكراد عاملا مشجعا لآخرين في الحذو حذوهم، لكن معضلة قد بدت في أمر متابعة أولئك المتطرفين من قبل الشرطة الدولية والأجهزة الأمنية في بلادهم.
سبق لرجل بريطاني يدعى ماكر جيفورد أن تطوع في صفوف وحدات حماية الشعب لقتال داعش وعاد مؤخرا إلى بلاده وقال «إنه لأمر مثير للصداع» واستطرد القول: «بأنه ليس ثمة قتال في الوقت الحاضر مع داعش، وأن من سيذهب إلى هناك سيقاتل إحدى القوات الحليفة للناتو ووكلائها الأمر الذي يوقع المتطوع في إشكال قانوني حين عودته إلى بلاده».
في يوم الأربعاء ألقى الرئيس التركي رجب طيب أرودوغان خطابا في أنقرة أشار بموجبه إلى احتمال توجه القوات التركية نحو منبج دون أن يأخذ باعتباره أن ارتكابه مثل هذا الفعل سيقود به إلى مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها.
وقال في خطابه الذي ألقاه أمام قادة المقاطعات بأن «عملية غصن الزيتون، قد كشفت المتسترين خلف مصالحهم وأنه بعد منبج سيتخذ اجراءاته لإحباط اللعبة برمتها.»
أثار خطاب أردوغان القلق في المناطق التي يديرها الأكراد تحسبا مما قد تفعله تركيا للقضاء على حركتهم بشكل نهائي.
وفي هذا السياق، قال كامرون سيدون أحد العاملين في منظمة غير رسمية في مدينة القامشلي بأنه في حال «سيطرة الأتراك على عفرين فلا ريب بأن مقصدهم الآخر سيكون منبج وشمال سورية.»
في مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع أردوغان تم التحذير من شن هجوم على شمال سورية. كما وأن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قد عبر عن مخاوفه من إقدام الأتراك على التوجه نحو الشمال السوري. ويبدو أن تلك الانذارات لم تفلح في لجم تركيا عن تنفيذ ما تزمع القيام به خاصة وان الرئيس التركي قد استشاط غضبا جراء الدعم الأميركي للمسلحين الأكراد، وأن الأكراد قد بدأوا يتحسبون من تخلي الأميركيين عنهم.
سقوط احتمال لقاء كردي -تركي في سوتشي
كان ثمة احتمال للقاء بين الأكراد وممثلي الدولة التركية في محادثات سوتشي في روسيا وذلك للمرة الأولى منذ بداية الحرب على سورية. لكن الظروف القائمة قد اسقطت هذا الاحتمال.
يحاول البيت الأبيض الترويج الى أن عملية غصن الزيتون ما كانت لتحصل أو تتم لولا مباركتها من روسيا الدولة الحليفة والمساندة لسورية، حيث ما انفكت روسيا تطمح إلى إبعاد تركيا عن حلف الناتو وأن تتخذ لنفسها صفة الوسيط بين الأتراك والأكراد والدولة السورية.
تشهد سورية في بعض المناطق تصاعدا في التوتر وازديادا في حدة القتال الدائر بين القوات السورية والتنظيمات الإرهابية في كل من الغوطة وحماه وأجزاء من حلب، الأمر الذي يشكل دليلا على مدى تعقيد الحلول في هذا البلد.
Posted from Thawraonline.sy
Note: Only a member of this blog may post a comment.