استكملت في مدينة سوتشي الروسية التحضيرات لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر افتتاحه رسمياً اليوم مع اكتمال وصول المشاركين في المؤتمر.
وأشارت مصادر روسية إلى أنه تمت دعوة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة فضلاً عن عدد من الدول منها مصر والعراق ولبنان وكازاخستان لحضور المؤتمر بصفة مراقبين إضافة إلى الدول الضامنة لاتفاقات أستانا والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا.
ويشارك في التغطية الإعلامية للمؤتمر نحو 500 صحفي يمثلون 27 دولة.
إلى ذلك أكدت مصادر من مدينة سوتشي الروسية أن المسودات التي نشرت أمس هنا وهناك عن اللجان أو البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني السوري قبل الافتتاح الرسمي غير دقيقة على الإطلاق، موضحة أن نشر تلك المسودات غير الدقيقة يهدف للتشويش على المؤتمر.
وأكدت المصادر أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي هو مؤتمر سوري- سوري ونتائجه ستتمخض عن توافق بين السوريين أنفسهم وأن أي وثيقة ستعرض على المؤتمر سيتم التصويت عليها ومن ثم يتم اعتمادها.
وتأكيداً على ذلك قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس: إن الحديث عن نشر مسودة البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي محاولة لإفشاله.
وذكرت وكالة «تاس» الروسية أن زاخاروفا كتبت في صفحتها على «فيسبوك» أمس: ما إن وصل السوريون إلى سوتشي.. تناقلت وسائل الإعلام مسودة البيان الختامي للمؤتمر، وبدأت اتصالات هاتفية بطلب التعليق على الموضوع.
وقالت زاخاروفا: يروّج أنه «قد تمت كتابة كل شيء قبل وصول ممثلي دمشق والمعارضة واتخذت كل القرارات» على الرغم من أنه من غير الواضح من اتخذ القرارات وما هي هذه القرارات.. كل ما يطلق الآن «أمس» في الفضاء الإعلامي حول «حسم نتائج مؤتمر سوتشي والبيانات المكتوبة مسبقاً» يعتبر محاولة لإفشال عمل المؤتمر.
وكانت زاخاروفا أعلنت في وقت سابق أمس أنه تمت دعوة 1600 سوري إلى مؤتمر سوتشي، إضافة إلى الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والدوليين كمراقبين في المؤتمر.
في هذه الأثناء أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي سيصبح خطوة مهمة على طريق تسوية الأزمة في سورية، مشيراً إلى أن عدم مشاركة البعض في هذا المؤتمر لن يقوّض أهميته.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بيسكوف قوله للصحفيين أمس: عدم مشاركة بعض ممثلي العملية السياسية في سورية في مؤتمر سوتشي لا يمكن أن تحبطه ولا يمكن أن تقوض عدم مشاركتهم أهميته.
وكانت ما تسمى «هيئة التفاوض» أعلنت السبت الماضي رفضها المشاركة في مؤتمر سوتشي ما يدل على رفض هذه «الهيئة» ومشغليها في الرياض أي حل سياسي للأزمة في سورية، بينما اعتبر مصدر عسكري دبلوماسي روسي أن رفض «هيئة التفاوض» المشاركة في المؤتمر يدل على زيف وبطلان تسميتها ويقلل من شأنها.
وأضاف بيسكوف: إن الجميع يدرك أنه لن يكون هناك تقدم فوري في التسوية السياسية للأزمة من مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي فنحن بحاجة لعمل مضنٍ.
من جهة ثانية أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتيف أن الوثائق النهائية لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي سوف تقدم إلى الأمم المتحدة.
وأشار لافرينتيف في تصريحات له أمس إلى أن إحدى المسائل الأساسية في المؤتمر هي البحث عن سبل التسوية المستقبلية للأزمة، مبيناً أنه ستمنح الفرصة للوفود المشاركة في المؤتمر لتقديم مواقفها ورؤيتها حول كيفية حل الأزمة في سورية، لافتاً إلى أن السوريين الأكراد يشاركون في المؤتمر، حيث تم توجيه دعوات لهم على أساس فردي.
وبيّن لافرينتيف أنه سيقترح في رسالة إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية تقديم المساعدة في إعادة إعمار سورية.
إلى ذلك أكد مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين أن ممثلي بعض قوى «المعارضة السورية المعتدلة» تعرّضوا للتهديد بالتصفية في حال حضروا مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
واعتبر بورودافكين أن مشاركة «المعارضين السوريين المعتدلين» في المؤتمر دليل على أنه سيجتمع خلال المؤتمر محبو الوطن السوريون الحقيقيون المستعدون لإيجاد لغة مشتركة فيما بينهم.
كما أكد السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية محطة مهمة على طريق حل الأزمة في سورية.
وأوضح زاسبيكين في حديث لقناة «المنار» الليلة الماضية أن هدف المؤتمر هو عقد حوار وطني بين السوريين أنفسهم, مشدداً على أنه ليس هناك لدى روسيا أي نية لفرض أي شيء على السوريين وأن اتفاق السوريين بالنسبة لروسيا هو الأساس.
وقال زاسبيكين: منذ البدء نحن نؤكد وجوب إعادة سيادة سورية إلى كامل أراضيها وأن الأولوية لدينا هي مكافحة الإرهاب.
وأضاف زاسبيكين: نريد استكمال مهمة مكافحة الإرهاب, لافتاً إلى أن الهجوم على أماكن وجود الإرهابيين في سورية مستمر.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ضد عقد هذا المؤتمر, وأنها حرضت كل «فصائل المعارضة» التي تخضع لها أو للنظام السعودي على ألا تحضر هذا المؤتمر, لافتاً إلى أن واشنطن تعارض موسكو ليس في عقد مثل هذا المؤتمر فقط وإنما في كل ما يمكن أن يفيد حل الأزمة في سورية سياسياً أو عسكرياً وتضع العراقيل أمام كل ما تطرحه موسكو بهذا الشأن.
غوتيريس يجدد موقفه الإيجابي إزاء مؤتمر سوتشي
أممياً جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس موقفه الإيجابي إزاء مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمانة العامة للأمم المتحدة قوله في بيان: غوتيريس أعرب عن قناعته بأن مؤتمر سوتشي سيسهم بقسط ملحوظ من عملية جنيف التفاوضية السلمية.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا أعلنتا عدم حضورهما المؤتمر بصفة مراقب في تأكيد جديد على عدم رغبتهما برؤية حل سياسي للأزمة في سورية.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.