ندد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني بإعلان الولايات المتحدة تشكيل ميليشيا مسلحة شمال شرق سورية ومحاولاتها عرقلة مكافحة الإرهاب والقضاء عليه في المنطقة.
ونقلت «سانا» عن لاريجاني قوله في مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الإسلامية في طهران مساء أمس: مؤتمر طهران شهد اهتماماً متزايداً بالأزمة في سورية أكثر من السابق لأن بعض الدول لم تكن ترغب قبل عدة سنوات بإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة.
وأضاف لاريجاني: إن ظاهرة الإرهاب لا ترتبط بهذه المنطقة وإنما تمتد من شمال إفريقيا إلى آسيا والشرق الأوسط وغيرها من المناطق بتسميات وعناوين مختلفة للإرهابيين, ولا نستطيع القول إنه تم القضاء على الإرهاب حيث تلقى تنظيم «داعش» الإرهابي ضربة موجعة لكن إرهابيي هذا التنظيم موجودون في مناطق أخرى من العالم الإسلامي.
ونوه لاريجاني بمشاركة 43 بلداً في هذا المؤتمر منها 30 على مستوى رئيس أو نائب رئيس برلمان إضافة إلى مشاركة ممثلين عن 16 منظمة بصفة مراقب.
وحول كيفية تقديم الدعم العملي للشعب الفلسطيني من الدول المشاركة في مؤتمر طهران قال لاريجاني: إن ممثلي البرلمانات بينوا خلال أعمال المؤتمر وجهات نظرهم حول مختلف القضايا ومن بينها قضية القدس, مشيراً إلى أن بعض الوفود طالبت الدول التي لديها علاقات سياسية أو اقتصادية مع الكيان الصهيوني بقطع هذه العلاقات, وبعضهم الآخر طالب بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ما لم تتخل عن التدخل في شؤون الدول الآخرى.
ولفت لاريجاني إلى أن جميع الدول المشاركة في المؤتمر استنكرت إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس «عاصمة» للكيان الصهيوني.
واختتمت مساء أمس في العاصمة الإيرانية طهران أعمال مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في دورته الثالثة عشرة بمشاركة وفد سورية برئاسة رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ.
في سياق آخر أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران كمال خرازي تجذر وعمق علاقات الصداقة التي تربط إيران بالدول العربية.
ونقلت «سانا» عن خرازي قوله في كلمة خلال مشاركته في مؤتمر «العرب وإيران نحو مستقبل مشترك.. الأمن والاستقرار والتعاون» في بيروت أمس: إن الثورة الإسلامية في إيران جعلت من مقارعة الصهيونية وتحرير القدس الشريف على رأس أولوياتها وهي مصرة على مواصلة هذا النهج وعلى دعم المقاومة.
ولفت خرازي إلى محاولات «إسرائيل» وبعض الأنظمة الرجعية العربية إحداث شرخ بين إيران والدول العربية، وقال: مؤامراتهم لم تتوقف عند هذا الحد وإنما دخلت مباشرة على خط الأزمة في سورية عبر الدعم الذي قدمته أنظمة السعودية وقطر والإمارات للإرهابيين واستقبال الكيان الصهيوني مصابي التنظيمات الإرهابية.
وبيّن خرازي أن المجموعات الإرهابية شكلت تهديداً للمنطقة وأن هدفها تشويه صورة الإسلام وتحويله في أعين الخارج إلى منهج عنفي مصبغ بالدماء.
بدوره وزير الشباب والرياضة اللبناني محمد فنيش أكد أن المؤتمر يسعى للتوصل إلى السبل الناجحة لحل النزاعات المحتدمة في المنطقة واعتماد الدبلوماسية طريقاً ينظم الاختلافات الداخلية، موضحاً أن إصرار البعض على الارتهان للسياسات الأميركية وتحويل وجهة الصراع مع العدو الأساسي للعرب والمسلمين لا يخدم إلا مصلحة الكيان الصهيوني ولاينتج إلا ضياعاً للحق وتدنيساً للمقدسات واستخفافاً بشعوبنا وأوطاننا وأمتنا.
وشدد فنيش على أنه لا يمكن أن يطمس الزمن حق شعب فلسطين ولن تستطيع الضغوط أن توفر غطاء لتضييع القدس وتشريع الاستيطان وتهويد فلسطين، داعياً بعض الدول العربية إلى أن تدرك مصلحتها في اعتماد منهج جديد يقوم على أولوية الصراع مع المحتل الصهيوني واحترام إرادة الشعوب واعتماد الحوار والحلول السياسية للأزمات.
من جانبه دعا مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض إلى بناء شراكة واقعية بين أبناء المنطقة، مؤكداً أن إيران شريك في الاستقرار وتفاعل المصالح بين دولها لا كما يريد البعض اعتبارها عدواً.
ولفت الفياض إلى أن الكيان الصهيوني يمثل تحدياً وجودياً للعرب، داعياً إلى الحوار والتركيز على المشتركات بين إيران والعرب.
بدوره ندد رئيس حزب «مصر القوية» عبد المنعم أبو الفتوح بمحاولات تشويه الإسلام من خلال التيارات التكفيرية التي نشأت بعد ما سمي «الربيع العربي»، مؤكداً أن الشعب العربي يرفض التطبيع مع العدو الصهيوني رغم توقيع بعض الدول العربية اتفاقات منفردة معه.
شارك في المؤتمر سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم ونخبة من المفكرين والباحثين والمختصين من العالم العربي والإسلامي ولبنان، ومسؤولون للأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.