تواصلت ردود فعل الأحزاب والقبائل والهيئات والشخصيات المنددة بالعدوان التركي الغاشم على الأراضي السورية، ورأت أن هذا العدوان يمثل انتهاكاً للسيادة السورية وخرقاً فاضحاً للقوانين والشرعية الدولية ومحاولة من أردوغان إعادة خلط الأوراق بعد الهزائم التي مُني بها الإرهابيون على يد الجيش العربي السوري.
فقد أدان مجلس الشعب العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين مطالباً الاتحاد البرلماني الدولي واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بإدانة العدوان والضغط على حكوماتها لإدانة أي عدوان آثم على الشعب والأرض السورية من قبل نظام أردوغان.
وأوضح رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ في بيان تلاه أمام المجلس خلال جلسة أمس أن نظام أردوغان بعدوانه على مدينة عفرين يقود مجدداً بلاده في ممارسة الإرهاب والقتل والتدمير وخرق القانون الدولي كما يفعل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار صباغ إلى أن العدوان التركي على أراضي الجمهورية العربية السورية وقتل السوريين وتدمير المنازل فوق أصحابها يرسخ عداء النظام التركي للإنسانية جمعاء ويؤكد أن هذا النظام ماض في عدوانه لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.
وبيّن رئيس المجلس أن استمرار نظام أردوغان بدعم الإرهاب وتمويله وتسهيل مروره إلى سورية يدل على سعيه لإبقاء المنطقة في حالة من عدم الاستقرار والاشتعال الدائم.
قبيلة طي: زعزعة لأمن واستقرار المنطقة
وفي الإطار ذاته ندّد أبناء قبيلة طي العربية في مدينة القامشلي خلال اجتماعهم في قرية جرمز أمس بالعدوان التركي على الأراضي السورية، لافتين إلى أن هذا العدوان هو مساس بالسيادة السورية وخلط للأوراق وزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة.
ودعا بيان لمجلس القبيلة إلى حث أبناء العشائر العربية على الانخراط في صفوف الجيش العربي السوري مجددين وقوف أبناء قبيلة طي العربية بكل عشائرها في مدينة القامشلي إلى جانب الجيش في مواجهة الحرب الإرهابية التي تشن على سورية.
ورفض المجتمعون الوجود الأميركي على أراضي الجمهورية العربية السورية مندّدين بنشر القواعد العسكرية واعتبارها شكلاً من أشكال الاعتداء على السيادة السورية.
وأعلن المجلس تأييده لمؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في سوتشي نهاية الشهر الجاري لأنه يمثل الشعب السوري بمكوناته السياسية والاجتماعية، معربين عن أملهم بخروج المؤتمر بحلول للأزمة في سورية.
«العهد الوطني»: استعادة للماضي الاستعماري التركي
كذلك أكد حزب العهد الوطني أن العدوان التركي الجديد على الأراضي السورية يبرهن عداء حكومة أردوغان وحقدها الأسود ومطامعها في استعادة ماضيها الاستعماري.
وأشار الحزب في بيان له أمس إلى أن حكومة أردوغان تتذرع بمكافحة الإرهاب وهي إحدى أكبر صانعيه وداعميه وسهلت له المرور إلى سورية في انتهاك واضح للسيادة وقواعد حسن الجوار متناسية أن عفرين جزء لايتجزأ من الدولة السورية وأن الكرد مكون أساسي من المجتمع السوري.
وطالب الحزب أردوغان بالانخراط الجدي في مكافحة الإرهاب وفي المقدمة تنظيم «جبهة النصرة» الذي يلقى كل الرعاية والاهتمام منه والامتناع عن التدخل في الشأن السوري.
إيران: ضرورة احترام سيادة سورية على أراضيها
كذلك جددت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي مطالبتها بوقف العدوان التركي على الأراضي السورية بأسرع وقت, مشددة على ضرورة احترام سيادة سورية على أراضيها.
وقال قاسمي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس: العدوان التركي الجديد على الأراضي السورية يساعد على عودة الإرهاب والإرهابيين وهذا ليس من مصلحة دول الجوار أو أي أحد ويجب أن تبسط الحكومة السورية سيطرتها على كامل أراضيها.موغيريني: يقوض العملية السياسية في جنيف
كما أعربت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية فيدريكا موغيريني عن القلق البالغ إزاء العدوان التركي على مدينة عفرين، محذرة من أنه قد يقوض مسار العملية السياسية في جنيف لحل الأزمة في سورية.
ونقلت وكالة «اكي» عن موغيريني قولها للصحفيين في ختام أعمال وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل: نحن قلقون للغاية من التطورات في عفرين السورية لسببين: الأول متعلق بالجانب الإنساني حيث يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية وضمان أن السكان المدنيين لا يعانون من التحركات العسكرية على الأرض وكذلك يجب أن نتأكد من أن العمليات العسكرية تركز على محاربة تنظيم «داعش».
وأضافت موغيريني: إن السبب الثاني هو أن أي عملية عسكرية في سورية من هذا النوع قد تقوض من مسار المحادثات السياسية في جنيف, مشيرة إلى أنها ستتصل بالمسؤولين في النظام التركي وتناقش معهم العدوان كما أنها ستبحث هذا الأمر خلال لقائها وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر تشيليك الذي سيزور بروكسل خلال الأيام القادمة.
في غضون ذلك طالبت الجبهة العالمية لمناهضة الإمبريالية والصهيونية بانسحاب جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي في سورية والعراق.
وأدانت الجبهة في بيان بعد اجتماعها السنوي العام في بيروت بمشاركة ممثلي الأحزاب الوطنية اللبنانية كل أشكال الإرهاب وأوله الإرهاب التكفيري المدعوم من قوى الإمبريالية والصهيونية وعلى رأسها الولايات المتحدة و«إسرائيل»، ووجهت التحية إلى المقاومة في سورية ولبنان والعراق واليمن وفلسطين التي استهدفها هذا الإرهاب، ودعت إلى انسحاب القوات الأجنبية المحتلة من المنطقة وتفكيك القواعد العسكرية التابعة لها ولاسيما قوات الاحتلال الأمريكي في سورية والعراق وإلى تفكيك الأسلحة النووية وخصوصاً تلك التي يمتلكها الكيان الصهيوني والتي تشكل تهديداً حقيقياً لشعوب المنطقة.
نظام أردوغان يعتقل مناهضي العدوان
اعتقلت سلطات النظام التركي 24 شخصاً بسبب معارضتهم العدوان الجديد الذي يشنه هذا النظام شمال سورية.
وكانت قوات النظام التركي قمعت أمس الأول تظاهرتين في اسطنبول وديار بكر احتجاجاً على العدوان الذي يشنه نظام رجب أردوغان على منطقة عفرين بريف حلب، حيث توعد أردوغان بملاحقة واعتقال أي محتج على العدوان وهددهم بدفع ثمن باهظ جداً.
وذكرت صحيفة «بيرغون» التركية أمس أن اعتقال هؤلاء الأشخاص في مدينة ديار بكر جاء على خلفية مشاركتهم عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات ضد العدوان التركي على مدينة عفرين، لافتة إلى أن السلطات وجهت لهم تهم «نشر الدعاية الإرهابية».
إلى ذلك أعلن مكتب الادعاء العام التابع للنظام التركي في اسطنبول بدء تحقيقات بحق 57 شخصاً شاركوا بمنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد العدوان التركي الجديد على الأراضي السورية.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.