بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو أمس إتمام التحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية.
وذكرت الخارجية الروسية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أن لافروف وجاويش أوغلو تبادلا خلال اتصال هاتفي جرى بمبادرة من الجانب التركي الآراء معمقاً بينهما حول تفاصيل تنظيم وإجراء مؤتمر سوتشي المزمع عقده في الفترة ما بين الـ29 و30 من هذا الشهر.
وجاء في البيان: إن الوزيرين اتفقا على اتخاذ خطوات إضافية مشتركة لضمان إنجاح المؤتمر.
في هذه الأثناء أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة أمس أن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس قرر إرسال مبعوثه الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دوجاريك قوله: الأمين العام واثق بأن مؤتمر سوتشي سيسهم بشكل أساسي في إحياء الحوار السوري الذي يعقد برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وأوضح دوجاريك أنه بعد أن تم تقديم تقرير إلى الأمين العام من دي ميستورا والأخذ في الاعتبار إعلان روسيا بأن نتائج الحوار الوطني السوري في سوتشي ستنقل إلى جنيف كمساهمة في عملية التسوية بين السوريين وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 تم قبول دعوة روسيا وتعيين دي ميستورا لتمثيل المنظمة في المؤتمر.
إلى ذلك رحّبت وزارة الخارجية الروسية أمس بالقرار، إذ جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية نقله موقع «روسيا اليوم»: ترحب موسكو بقرار الأمين العام إرسال دي ميستورا إلى مؤتمر سوتشي.
وأضاف البيان: جولة المحادثات السورية في فيينا التي اختتمت أعمالها أمس الأول تناولت التحضير لمؤتمر سوتشي ونتائجه المحتملة.
كما أعلن مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين أن موسكو تتوقع قبول غوتيريس الدعوة لحضور مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده في سوتشي أواخر الشهر الجاري. وقال فيرشينين في تصريح لوكالة «تاس» أمس: مع الأخذ بعين الاعتبار البيان المهم الذي أدلى به مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في فيينا فإن روسيا تتوقع أن يقبل الأمين العام للأمم المتحدة الدعوة للمشاركة في مؤتمر سوتشي.
من جانب آخر أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن مؤتمر الحوار الوطني السوري سيعقد بالتأكيد في موعده سواء شاركت «معارضة الرياض» فيه أم لا.. لافتاً إلى أن موسكو لم تستلم من هؤلاء ردّاً رسمياً على الدعوة الروسية.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت الخميس الماضي عن توجيه دعوات إلى 1600 سوري إلى مؤتمر سوتشي إضافة إلى الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والدوليين كمراقبين في المؤتمر.
وقال رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الحوار السوري في فيينا الدكتور بشار الجعفري في مؤتمر صحفي أمس الأول في ختام اجتماع فيينا: إن نتائج مؤتمر سوتشي ستكون محصلة الحوار بين المشاركين السوريين أنفسهم في هذا المؤتمر وإن الهدف من سوتشي هو حوار وطني سوري- سوري من دون تدخل خارجي.
وكان دي ميستورا قد أعرب في مؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية عن أمله بأن تعقد محادثات بناءة بين السوريين خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية وأن تسهم بتحقيق تقدم على صعيد المحادثات السورية في جنيف لإيجاد حل سياسي للأزمة.
ونقلت (سانا) عن دي ميستورا قوله: أي مساهمات في المحادثات السورية- السورية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254 ستؤخذ في الحسبان، لافتاً إلى أنه سيجري اطلاع غوتيريس على نتيجة المناقشات في فيينا وسيرجع الأمر له في اتخاذ قرار بشأن رد الأمم المتحدة على دعوة الحضور في سوتشي.
وأشار دي ميستورا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أجرى سلسلة مشاورات مكثفة رفيعة المستوى بالتوازي مع اجتماعات فيينا، مجدداً التأكيد على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة في سورية من خلال الحوار البناء بين السوريين الذي يلبي طموحاتهم ويحقق احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقلالها.
وانتهت أمس الأول جولة جديدة من الحوار السوري في مقر الأمم المتحدة في فيينا عقد خلالها وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الجعفري اجتماعين مع دي ميستورا، كما عقد اجتماعين منفصلين مع رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الروسية سيرغي فرشينين ومع المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة في فيينا يوري فيدوتوف.
وجرت في جنيف ثماني جولات من الحوار السوري- السوري انتهت آخرها في الرابع عشر من الشهر الماضي.
مصدر عسكري دبلوماسي روسي: رفض ما يسمى «هيئة التفاوض» المشاركة في سوتشي يدل على زيف وبطلان تسميتها
إلى ذلك أكد مصدر عسكري دبلوماسي روسي أن رفض ما يسمى «هيئة التفاوض» المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي يدل على زيف وبطلان تسميتها ويقلل من شأنها.
وأشار المصدر الروسي في تصريحات له أمس نقلها موقع «روسيا اليوم» إلى أنه في الوقت الذي سيشارك في المؤتمر كل من يهتم بمستقبل سورية بمن فيهم ممثلون عن طوائف دينية وحركات اجتماعية ومجموعات معارضة مختلفة تحظى بدعم شعبي فعلي أعلنت «هيئة التفاوض» رفضها المشاركة والحوار ما يدل على زيف تسمية هذه المجموعة ويقلل من شأنها، لافتاً إلى أنه ليست واضحة نسبة تأييد هذه الهيئة بين السوريين وما الذي تريده سوى «إسقاط» الحكومة الشرعية في البلاد.
وأكد المصدر أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي يوفر فرصة حقيقية لإطلاق حوار بنّاء بين جميع السوريين حول العملية السياسية للوصول إلى حل للأزمة في سورية.
وفي السياق انتقد المصدر الروسي الذرائع التي أطلقتها «هيئة التفاوض» لتبرير عدم مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، واصفاً هذه التصريحات «بالهراء»، مؤكداً أن روسيا وفّرت ساحة للحوار وهيأت الظروف لجميع القوى السورية لكي تبدأ حواراً بناء لمستقبل سورية.
وخلص المصدر العسكري الدبلوماسي الروسي إلى أنه إذا كان ممثلو هذه «الهيئة» لايريدون أن يتناقشوا مع أحد فيبدو أنه ليس لديهم شيء يمكنهم قوله.
إلى ذلك أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي سيعقد بموعده المقرر وأن رفض ما يسمى «هيئة التفاوض» المشاركة فيه لن يؤثر في انعقاده.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المصدر قوله رداً على سؤال حول إذا ما كانت عدم مشاركة «هيئة التفاوض» ستؤثر في عمل ونتائج المؤتمر بالقول: لا.. بالطبع.. كيف يمكن أن يؤثر ذلك، مضيفاً: كنا نظن أنهم سيشاركون في أعمال المؤتمر ويقبلون ربما ببعض الوثائق النهائية ولكن إذا لم يرغبوا في المشاركة فسيشارك آخرون غيرهم، هناك 1600 شخص يجب أن يحضروا وهذا رقم تمثيلي ذو مغزى كما أن هؤلاء المشاركين في المؤتمر يمثلون جميع شرائح المجتمع السوري.
وأعلنت ما يسمى «هيئة التفاوض» في وقت سابق أمس رفضها المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي ما يدل على رفض هذه الهيئة ومشغليها في الرياض أي حل سياسي للأزمة في سورية.
في سياق متصل أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن جميع أعمال ما يسمى «التحالف الدولي» ولا سيما الولايات المتحدة وحلفاؤها المقربون تدل على أن جدول أعمال دول الغرب لا يتضمن أي شيء عن وحدة سورية وسلامة أراضيها.
وأوضحت زاخاروفا في تصريح لها أمس أن الغرب لا يسعى للحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها، مشيرة إلى أن تصريح ممثل فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة بخصوص الوضع في سورية لم يكن زلة لسان، بل ينم عما كان يفكر به الغربيون لسنوات طويلة بهذا الخصوص.
وجدّدت زاخاروفا التأكيد على الموقف الروسي المبدئي بضرورة مشاركة مختلف شرائح وأطياف الشعب السوري في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي بمن فيهم السوريون الأكراد.
وعلى خطا زاخاروفا أكد سفير روسيا الاتحادية لدى إسبانيا يوري كورشاغين أن التدخلات الخارجية المخالفة للقانون الدولي في عدد من دول المنطقة ولاسيما سورية أوجدت الأرضية لظهور التنظيمات الإرهابية.
وأشار كورشاغين في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لاغاثيتا» الإسبانية إلى أن حكومة بلاده تبذل كل ما بوسعها بما يتفق تماماً مع القانون الدولي ليتمكن السوريون من تقرير مستقبلهم سواء عبر دعم محادثات أستانا أو عبر عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
وانتقد السفير الروسي دور وسائل الإعلام الغربية في تغطية الأزمة في سورية عبر قيامها بحملات تضليل حول الأوضاع في هذا البلد والتعامي عن نقل حقيقة تزويد الدول الغربية التنظيمات الإرهابية بالأسلحة تحت مسمى «معارضة معتدلة».
وشدّد على أن الإرهاب تهديد عالمي وليس هناك بلد محصن وآمن منه، وخير دليل على ذلك الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها روسيا وعدد من الدول الأوروبية بما فيها إسبانيا.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.