حققت وحدات الجيش العربي السوري تقدماً مهماً ولافتاً في بلدتي سقبا وكفر بطنا، حيث قضت على آخر أوكار الإرهابيين في البلدتين بالتوازي مع استمرار تأمين وحدات الجيش العاملة في الغوطة الممرات الإنسانية في القطاعين الأوسط والشمالي لإفساح المجال أمام المدنيين المحاصرين من الإرهابيين بالخروج.
وفي التفاصيل حققت وحدات الجيش السوري تقدماً جديداً نحو تحرير الغوطة الشرقية بريف دمشق من تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات الإرهابية المرتبطة به وذلك بعد اجتثاثها آخر أوكار الإرهابيين في بلدتي سقبا وكفر بطنا في القطاع الجنوبي من الغوطة.
وأفاد مراسل (سانا) إلى الغوطة بأن وحدات من الجيش نفذت أمس عمليات مكثفة استخدمت خلالها تكتيكات مناسبة لطبيعة المناطق السكنية حفاظاً على أرواح من تبقى من مدنيين في منازلهم ينتظرون وصول الجيش العربي السوري ليحررهم من سيطرة التنظيمات الإرهابية.
ولفت المراسل إلى أن العمليات أسفرت عن القضاء على آخر أوكار الإرهابيين في بلدتي سقبا وكفر بطنا وذلك بعد تكبيد الإرهابيين خسائر في الأفراد والعتاد وتدمير أوكارهم وتحصيناتهم.
وأشار المراسل إلى أن وحدات الجيش عملت على تأمين الأهالي في منازلهم داخل أحياء البلدتين، في حين بدأ عناصر الهندسة بتطهير وتمشيط الشوارع والأبنية وشبكة الإنفاق التي عثروا عليها حيث كان الإرهابيون يتحركون عبرها وينقلون الأسلحة والذخيرة إلى مجموعاتهم على خطوط الاشتباك.
وذكر المراسل أن عمليات الجيش تجري بالتوازي مع استمرار تأمينه الممرات في القطاعين الأوسط والشمالي لإفساح المجال أمام المدنيين المحاصرين من التنظيمات الإرهابية للخروج حيث تمكن خلال الأيام الأربعة الماضية آلاف المدنيين من الخروج من الغوطة الشرقية.
وخرج أمس الآلاف من المدنيين المحاصرين الذين تتخذهم التنظيمات الإرهابية دروعاً بشرية في الغوطة الشرقية وذلك عبر الممرات الآمنة حيث قامت وحدات من الجيش العربي السوري بتأمينهم وتقديم التسهيلات اللازمة لهم بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري.
وذكر موفد (سانا) إلى معبر حمورية أن آلاف المدنيين أغلبيتهم أطفال ونساء خرجوا من الغوطة الشرقية عبر الممرات الآمنة، حيث قامت وحدات من الجيش بتأمين وصولهم إلى مناطق آمنة تمت تهيئتها لاستقبالهم.
ولفت الموفد إلى أن وحدات الجيش بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري بدأت على الفور بتقديم التسهيلات اللازمة لهم تمهيداً لنقلهم بشكل آمن إلى مراكز إقامة مؤقتة مجهزة بكل المستلزمات الأساسية لاستعادة حياتهم الطبيعية بعيداً عن الترهيب الذي مورس عليهم منذ سنوات من تنظيمات امتهنت الإرهاب والتنكيل والتكفير.
وأكد عدد من المدنيين الخارجين من مناطق انتشار الإرهابيين في تصريحات لموفد (سانا) أنهم يشعرون الآن بحريتهم الحقيقية والأمان الذي افتقدوه بسبب سطوة الإرهاب والخوف الذي فرضته التنظيمات الإرهابية على أهالي الغوطة لسنوات حيث كانت تحتجزهم كدروع بشرية وتسطو على ممتلكاتهم وجميع مقومات حياتهم.
ويقول أحد الخارجين: قبيل خروجنا بساعات تعرضنا لتهديدات بالقتل والتعذيب من التنظيمات الإرهابية داخل الغوطة، مؤكداً أن أحد الإرهابيين أطلق النار على ابنه وأصابه بجروح خطيرة قبل أن يتمكن مع أفراد عائلته الباقين من الوصول إلى الممر الذي حدده الجيش العربي السوري، حيث قال: شعرنا وكأننا انتقلنا من زمن الأسر والعبودية إلى كنف الدولة التي نعتز بانتمائنا لها.
ويضيف آخر: عندما كنا في الداخل تحت سيطرة الإرهابيين من «جبهة النصرة» كنا نعمل كالعبيد، حيث كان هؤلاء الإرهابيون ينتظرون المحاصيل التي كنا نزرعها لنعتاش من إنتاجها ثم يستولون على المحاصيل وينقلونها إلى مخازنهم، لقد سرقوا منا كل شيء وأذلونا وأرهبوا أطفالنا وعائلاتنا حتى لم نعد نطيق البقاء وانتظرنا بفارغ الصبر اقتراب قوات الجيش العربي السوري من أماكن وجودنا حتى تمكنا من الفرار والتوجه نحو المعبر تحت رصاص قنص الإرهابيين في محاولة أخيرة لمنعنا من الخروج.
امرأة أربعينية روت بلهفة كيف انتظرت سماع هدير الدبابة لتتأكد أنها إحدى دبابات الجيش العربي السوري لتسرع مع أبنائها وأفراد أسرتها باتجاه عناصر الجيش الذين استقبلوها بكل ترحاب وأمنوها مع عائلتها ومئات آخرين إلى منطقة الأمان وقدموا لهم كل التسهيلات اللازمة والمستلزمات الأساسية لاستعادة الحياة الطبيعية.
ودعا المدنيون الخارجون باقي الأهالي الذين لا يزالون رهائن ومختطفين لدى الإرهابيين إلى الانتفاض في وجههم والمغادرة فوراً باتجاه نقاط الجيش حيث الأمن والأمان.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.