بدأت في العاصمة الروسية موسكو أمس أعمال مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي الذي تنظمه وزارة الدفاع الروسية بمشاركة وفود من 95 دولة بينها سورية ممثلة بالعماد محمود الشوا نائب وزير الدفاع.
وفي كلمة سورية خلال المؤتمر، أكد الشوا أن وجود أي قوات عسكرية أجنبية على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واحتلال وسيتم التعامل معه على هذا الأساس.
وقال الشوا: إن القضاء على الإرهاب في سورية شكل ضربة للمشروعات الغربية المرسومة للمنطقة ومهد انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه عسكرياً الطريق نحو إنجاز حل سلمي يقرره السوريون بأنفسهم وقدم المسار السياسي مساراً بديلاً لأن الميدان هو الذي يحدد توجهات القرارات السياسية المحلية والإقليمية والدولية.
سورية ماضية في مسيرة الانفتاح والحوار السوري ـ السوري
وأشار الشوا إلى أنه في الوقت ذاته الذي يحارب فيه الجيش العربي السوري والقوات الرديفة الإرهاب ويجتث جذوره فإن سورية ماضية في مسيرة الانفتاح والحوار السوري- السوري والمصالحة الوطنية وإعادة الإعمار، وأنه انطلاقاً من انتصارات الميدان السوري تراجعت الكثير من دول العالم عن مواقفها وغيرت من قناعاتها وسجل المواطن السوري بصموده واستبساله في الدفاع عن تراب أرضه وثقته بدولته الخطوات التي تنبئ بحتمية الانتصار على القوى العدوانية بمتلازمة تكتيك عسكري وسياسي ما زالا حتى اللحظة يسيران وفق خطين متوازيين هما مكافحة الإرهاب حتى دحر آخر مرتزقته من الأرض السورية والمسار السياسي والانفتاح على كل الحلول السياسية التي تحترم السيادة السورية ووحدة الأرض السورية ولا تفرض الإملاءات الخارجية تحت عباءة التبعية.
وأوضح الشوا أن الحكومة السورية استجابت لاجتماعات أستانا برعاية الضامنين الروسي والإيراني وكان لهذه الاجتماعات آثار إيجابية نسبية وكان من الممكن أن تكون لها نتائج أفضل فيما لو التزم الضامن التركي للمجموعات الإرهابية بما نتج عن هذه الاجتماعات من مقررات، كما وافقت سورية على حضور جولات مؤتمر جنيف التي كان من المفترض أن تلتزم فيها الأطراف كافة بقرارات الشرعية الدولية لكن «المعارضات» كانت في كل مرة تعطل هذه المباحثات وفق أوامر وتوجيهات مشغليها ومموليها الإقليميين والدوليين.
الحل السياسي يرعب ثالوث الإرهاب الأمريكي ـ الفرنسي ـ البريطاني
وبيّن الشوا أنه مع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري -السوري في سوتشي ازدادت حالة الهذيان لدى أقطاب منظومة العدوان وقادتهم أوهامهم إلى الغوص أكثر للعب بالجغرافيا السورية وبات من الواضح أن الحل السياسي يرعب ثالوث الإرهاب الأميركي – الفرنسي – البريطاني وأدواته في المنطقة وهذا يفسر أيضاً محاولاتهم الحثيثة لإجهاض المؤتمر قبل أن يبدأ وتزامن ذلك بجملة أكاذيب أمريكية وغربية تهدف للتغطية على الانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري وللتغطية على الصواريخ التي قدمتها دول غربية لمنظمات إرهابية أسقطت طائرة السوخوي الروسية في منطقة يسيطر عليها إرهابيو «جبهة النصرة» بريف إدلب.
وأضاف الشوا: منذ اجتماعنا الأخير في العام الماضي تحقق الكثير من الإنجازات على صعيد محاربة الإرهاب ويمكننا القول: إن العام 2017 عام الانتصارات الميدانية الكبرى في سورية ضد الإرهاب ما أدى إلى اندحار تنظيم «داعش» الإرهابي إلى غير رجعة بجهود الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة، حيث لعب سلاح الجو الروسي دوراً كبيراً في القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي وخاصة بنوعية وكثافة ودقة ضرباته.
وبيّن الشوا أنه مع بداية عام 2017 تابع الجيش العربي السوري عملياته العسكرية نحو أرياف حلب ووصل إلى الضفة الغربية لنهر الفرات مسيطراً على كامل ريف حلب الشرقي وبنهاية شهر أيار أطلق بالتعاون مع الحلفاء عمليات عسكرية استطاع خلالها وفي وقت قياسي تأمين مناطق وسط سورية واقترب من القاعدة التي أقامتها أمريكا في التنف وتمكن من تطويقها وكسر إرادة الأمريكيين بلقائه مع الجيش العراقي الشقيق على الشريط الحدودي بين البلدين.
وأضاف الشوا: بعدها تمكن الجيش والحلفاء من فك الحصار عن مدينة دير الزور الذي استمر 1043 يوماً كما انتهى وجود تنظيم «داعش» الإرهابي في ريف حمص الشرقي لتنطلق عمليات تحرير كامل أحياء مدينة دير الزور والتحرك نحو الميادين وتمت استعادة البوكمال آخر معاقل «داعش» الإرهابي عبر عمليات متوازية بين الجيشين السوري والعراقي على طرفي الحدود وبذلك انتهى وجود التنظيم الإرهابي وكان يوم 12/7/2017 يوم سقوط «داعش» في سورية وفي الوقت نفسه سيطرت القوات العراقية على معظم الحدود العراقية- السورية.
وجود «داعش» الإرهابي حالياً يقتصر على عدة جيوب معزولة ومطوقة
وبيّن الشوا أن وجود تنظيم «داعش» الإرهابي حالياً في سورية يقتصر على عدة جيوب معزولة ومطوقة بالكامل وتمثل ما نسبته أربعة بالمئة من مساحة أراضي الجمهورية العربية السورية أي نحو سبعة آلاف كيلومتر مربع موزعة في عدة مناطق شمال شرق سورية وعلى الضفة الشرقية لنهر الفرات ومساحات مشتركة من مخيم اليرموك والحجر الأسود قرب دمشق وعلى الحدود مع الأردن وفلسطين المحتلة في الجنوب.
ولفت الشوا إلى انه عندما بدأ تحالف المقاومة بحسم المعركة ضد الإرهاب على الأرض السورية وخرجت الحرب من دائرة حرب الاستنزاف التي فرضها «الحلف» الذي تقوده واشنطن وجندت له قدرات تركيا والسعودية و«إسرائيل» وبعض الدول الأوروبية وشاركت فيه «القاعدة» و«داعش» تحت إطار هذه الرعاية جن أسياد هذا الإرهاب وبدؤوا بزج قواتهم سواء الأمريكية التي أتت لتحل محل المجموعات الإرهابية في شمال سورية أو التركية الغازية وترافق ذلك باعتداءات أمريكية وإسرائيلية على الأراضي السورية بانتهاك واضح للقانون الدولي بدعم المجموعات الإرهابية والتغطية على هزائمها في الميدان وهو ما يفسر الخطوة الأميركية الجديدة باختلاق ذرائع مختلفة لتبرير وجودها على الأرض السورية والإبقاء على قواعدها وقواتها غير الشرعية للسيطرة على حقول النفط وتقسيم سورية من خلال ما يسمى «مشروع الفيدرالية» خدمة للمشروع الصهيوني.
وبيّن الشوا أن واشنطن بدأت بترميم أذرعها الإرهابية عبر تشكيل قوة جديدة تسمى «معارضة مسلحة» تديرها مباشرة وتشرف على تدريبها باستثمار ما تبقى من خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي وفلوله ونفخ الروح فيها وإعادة تدويرها ونقلها والمناورة بها من مكان لآخر وفقاً لمصالحها للضغط على الأنظمة والحكومات كما حصل في دعمها لتنظيم «القاعدة» الإرهابي في أفغانستان ضد القوات السوفييتية والذي ما زال العالم يدفع ثمنه حتى الآن.
منطقتنا تتعرض لأخطر هجمة استعمارية عبر التاريخ
وقال الشوا: إن منطقتنا ما زالت تتعرض لأخطر هجمة استعمارية عبر التاريخ تشنها دول وحكومات تعمل جاهدة لتحقيق مصالحها المتجسدة في السيطرة على المنطقة ونهب خيراتها وذلك عبر تأجيج النزاعات ودعم الإرهاب وشن الحروب فيها ما يشكل سمة لحقبة جديدة في العالم يستعمل فيها الإرهاب لتنفيذ أجندات سياسية، مبيناً أن سورية أكدت مراراً أن الإرهاب لا حدود له ولا يتوقف عند دولة معينة بل يهدد خطره الجميع دون استثناء وبالتالي فإن ملف مكافحة الإرهاب يجب أن يكون أولوية بالنسبة لدول العالم بأسرها.
ودعا الشوا جميع القوى والأطراف الفاعلة دولياً وإقليمياً للعب دور إيجابي وحقيقي في مكافحة الإرهاب والحد من مخاطره التي لن تكون محصورة ضمن الجغرافيا السورية كما يظن البعض وهذا ما يتطلب إجراءات فاعلة ومؤثرة تنعكس نتائجها على الأرض واقعاً ملموساً، ومن هنا نطالب مجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين ووقف جرائم «التحالف» الأمريكي والعدوان التركي بحق المدنيين السوريين وتدمير البنى التحتية والاعتداءات الإسرائيلية ومساءلتهم.
وتساءل الشوا: كيف يمكن للاستقرار أن يترسخ ويتعزز في منطقتنا ما لم يتم لجم التصرفات العدوانية من النظام التركي والكيان الإسرائيلي وحليفه الأمريكي، مؤكداً أن سورية تعتبر وجود أي قوات عسكرية أجنبية على أراضيها من دون موافقة صريحة من الحكومة السورية هو عدوان واحتلال وسيتم التعامل معه على هذا الأساس.
وقال الشوا: إن الجميع مدعو «اليوم» للعمل بكل جدية والتعاون الصادق والبناء للتخلص من آثار الإرهاب وتبعاته الكارثية وتجفيف منابعه ومصادر تمويله واستئصال جذوره وأفكاره الهدامة، مجدداً مطالبة سورية بمحاسبة كل الأطراف الدولية والإقليمية التي تواصل دعم الإرهاب باحتضانه ضمن أراضيها وإقامة معسكرات التدريب خدمة لأجنداتها وأطماعها وسياساتها الاستعمارية وعندها فقط يمكن أن تنعم شعوبنا بالأمن والسلام وتستعيد استقرارها وحياتها الطبيعية كحق من حقوقها الأساسية التي تضمنها جميع القوانين الدولية.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد أكد في كلمة له خلال الافتتاح أن الأوضاع في سورية تغيرت وتم القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، محذراً من حصول الإرهابيين في سورية على أسلحة كيميائية وأسلحة دمار شامل للقيام بأعمال استفزازية وزرع الخوف والفوضى بين السكان وإطالة أمد الأزمة.
وقال شويغو: في عام 2015 وبناء على طلب الدولة السورية قررت روسيا مساعدة الحكومة السورية في دحر «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، مشيراً إلى أن «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة لم يسهم في تحقيق أي نتائج بمحاربة الإرهاب بعد تدخله في سورية، حيث توسع تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى بدلاً من القضاء عليها.
وأكد شويغو أن هدف «التحالف الدولي» كان زعزعة الأوضاع في المنطقة وتعزيز وجوده العسكري والاقتصادي فيها وهو لم يتعاون مع روسيا ولو حدث ذلك لتم القضاء على الإرهاب خلال فترة أقل، مبيناً أن الأوضاع في سورية تغيّرت بعد بدء عملية القوات الجوية الفضائية الروسية وتم تحرير سورية من الإرهابيين وسلمت الكثير من المجموعات الإرهابية أسلحتها وتم القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأضاف شويغو: رغم تشكيل مناطق تخفيف التوتر واصلت التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية استهداف دمشق بالقذائف ومنعت وصول المساعدات الإنسانية والأدوية إلى السكان في الغوطة بل صادرتها وقامت ببيعها وبالتالي كان أمام روسيا وسورية مهمة صعبة وهي إخراج المدنيين، حيث تم إخراج أكثر من 150 ألف شخص ومنذ «يومين» بدأ المدنيون العودة إلى الغوطة مع تأمين المساعدات الإنسانية والأدوية والأغذية.
من جانبه أكد وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي أن بلاده تسعى لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وتقف ضد أي تدخل عسكري خارجي فيها.
وشدّد حاتمي في كلمته خلال المؤتمر على ضرورة التعاون بين دول الإقليم في مواجهة الإرهاب الدولي الذي بات ينتشر بشكل مطرد في العالم.
وأضاف وزير الدفاع الإيراني: إن التعاون مع دول المنطقة وروسيا ساهم في هزيمة التنظيمات الإرهابية لكنه لم ينه الخطر الذي تمثله هذه التنظيمات كما لم يتم بعد تجفيف منابع هذا الإرهاب الفكرية.
رودسكوي: الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء حرر 113 ألف كم2 وقضى على 65 ألف إرهابي
بدوره أكد رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي أمس وجود محاولات لطمس نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري- السوري الذي عقد بمدينة سوتشي الروسية في كانون الثاني الماضي، موضحاً أن عمليات الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة والرديفة أدت إلى تحرير نحو 113 ألف كلم مربع من المجموعات الإرهابية، وتمّ القضاء على نحو 65 ألف إرهابي وإزالة الألغام من 6٫5 آلاف هكتار من الأراضي و1.5 ألف كيلومتر من الطرق و17200 مبنى ومنشأة.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.