| وكالات
أكدت روسيا أن «الضربة الثلاثية» لن تمر دون عواقب، في إشارة إلى العدوان الذي قامت به أميركا وبريطانيا وفرنسا ضد سورية، السبت الماضي، بينما اعتبرت الصين العدوان «تصرفاً عديم المسؤولية»، على حين رات فيه إيران هزيمة أخرى للولايات المتحدة الأميركية، وسط دعوات في فرنسا لتطبيع العلاقات مع الروس وبلدان الشرق الأوسط.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا شنوا عدواناً على مواقع سورية فجر السبت الماضي بحوالي 110 صواريخ كروز تصدت الدفاعات السورية لها وأسقطت نحو 71 منها.
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بحسب وكالة «سبوتينك» الروسية أن «الضربة الثلاثية» لن تمر دون عواقب. وأضاف لافروف لقناة «بي بي سي»: «سيكون هناك عواقب بالتأكيد للضربة الثلاثية، وفي الواقع، نحن نفقد آخر بقايا الثقة بأصدقائنا الغربيين».
وتابع وزير الخارجية الروسي: «البلدان الغربية تنفذ، منذ البداية، عقاباً في دوما في سورية، ثم ينتظرون حتى يقوم خبراء المنظمة بإجراء تفتيش»، مضيفاً: «يتم تطبيق الأدلة من خلال العقاب من قبل الدول الغربية الثلاث».
من جانبه نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف وجود أي مباحثات في الوقت الراهن للقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، معرباً عن أمله مع مرور بعض الوقت في تكثيف الاتصالات بين الجانبين، «بعد أن ينتهي الأميركيون من بحث قضاياهم الداخلية».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بيسكوف قوله رداً على سؤال إن كان الحلفاء قد أخبروا روسيا عن الاستعداد للاعتداء على سورية أو أن ذلك كان غير متوقع بالنسبة لموسكو: «يجري تبادل معين للمعلومات عبر القنوات العسكرية».
بدوره حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، من تكرار العدوان معتبراً أنه «في حال حدوث شيء من هذا القبيل مستقبلاً، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة ترابط القوى السليمة في المجتمع الدولي وستنضم إلى مجموعة الدول، التي تنظر بمسؤولية إلى القانون الدولي، أطراف أخرى. وهذه المجموعة من القوى السليمة سترفض بحزم مثل هذه المحاولات على أساس العلاقات الدولية».
وفي سياق مشابه أكدت السفارة الروسية في لندن، أن العدوان الثلاثي لا يمكن اعتباره «تدخلاً إنسانياً»، معتبرة أن تسمية لندن للعدوان بهذا الاسم «يعتبر دليلاً قاطعاً ومباشراً على عدم شرعية هذه الضربة. (وأن) الحجج التي استخدمها الجانب البريطاني لدعم موقفه ليست إلا دليلاً إضافياً على عدم شرعيته».
بدورها انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ إعلان مسؤولين بارزين في الدول الثلاث المعتدية أنه «من المرجح أن الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيميائي» وأنهم «يبحثون حالياً عن أدلة على ذلك»، معبرة في مؤتمر صحفي لها أمس عن اعتقادها أن الافتراض المسبق لجريمة ترتكبها دولة ذات سيادة بهدف ضربها، تصرف عديم المسؤولية.
وشددت على ضرورة «تحقيق المجتمع الدولي، وبصورة عادلة في حادث الاستخدام المفترض للسلاح الكيميائي في سورية وأن تكون نتائج التحقيق نزيهة قبل إطلاق الاستنتاجات».
ومن طهران أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي في تصريح له: أن «الأميركيين كانوا المخططين للحرب المفروضة على سوريه طيلة السبع سنوات الأخيرة محاولين بتعاون ومؤازرة من الكيان الصهيوني وحلفائهم الأوروبيين والإقليميين إثارة الأزمات في المنطقة»، موضحاً أن هذا التحالف وبعد هزيمته واندحاره في العراق سعى إلى إشعال حرب بالوكالة من خلال تدريب آلاف الإرهابيين بعد استقطابهم من دول مختلفة إلى سورية لكنه أخفق في بلوغ مآربه فيها، مشيراً إلى أن وجود روسيا وإيران الداعمتين لجبهة المقاومة على الأراضي السورية أفقد العدوان قيمته العسكرية وسجل للولايات المتحدة هزيمة أخرى في الشرق الأوسط، وفقاً لوكالة «سانا».
من جانبه اعتبر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي في تصريح له أمس أن العدوان الثلاثي على سورية كشف إفلاس السياسة الأميركية والدول المتعاونة معها.
أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، فجدد موقف بلاده الرافض للعدوان ووصفه بأنه «عمل جبان وغير شرعي ومخالف لجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية».
وقال قاسمي في تصريح له: لقد صمد الشعب والحكومة في سورية على مدى سبع سنوات في مواجهة الإرهابيين التكفيريين وحققوا انتصارات كبيرة، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يرى بشكل جلي أنه كلما حققت جبهة المقاومة إنجازات وانتصارات تقوم بعض القوى الدولية بالتدخل في محاولة لجعل الإرهابيين في سورية يستردون أنفاسهم من جديد ومشدداً على أن العدوان الثلاثي على سورية لم ولن يحقق أي جدوى.
في الأثناء اعتبر السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ أن العدوان الثلاثي على سورية «إشارة واضحة لروسيا وإيران».
وأضاف ستولتنبرغ في حديث لقناة «إن تي في» أثناء زيارته لأنقرة إن العدوان «استهدف أيضاً تقليل قدرة دمشق على استخدام السلاح الكيميائي، وهذا ما يسوّغ تعطيل روسيا التحقيق في مجلس الأمن الدولي».
أما وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لو مير فاعتبر أنه «من الضروري إيجاد مخرج من الوضع الحالي، يجب تطبيع العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبلدان منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما تفعله فرنسا الآن»، لكنه اعتبر بالمقابل أن العدوان «شرعي» وذلك في حديث لراديو «أوروبا 1».
More Read
Posted from Al-Watan
Note: Only a member of this blog may post a comment.