من الضروري جداً، بل من الأهمية بمكان أن يبقى الدور الإسرائيلي تحت المجهر، سواء بالمواقف والتصريحات أو بالسياسة التي تتبعها حكومة نتنياهو، فيما يتعلق بالجنوب السوري، وبالدرجة الأولى بالنسبة للانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب والإرهابيين في هذه المنطقة الحيوية والحساسة في عمر الحرب الإرهابية على سورية ومع سورية، فإذا كانت هذه الانتصارات قد تعززت وتجذرت في مناطق وبقع جغرافية في الجنوب السوري، إلا أن الإصرار على الاستمرار بنهج المصالحات والتسويات لأوضاع المسلحين، بات يقابل في قرى وبلدات توجد فيها جماعات إرهابية ترفض المصالحات، وتتعمد استمرار المواجهات العسكرية وهذه الجماعات على الرغم من أنها تلقت رسالة واضحة المعالم والمؤشرات من الحكومة الأمريكية بالتصرف الذاتي، لأن أمريكا لم تعد مستعدة لدعمها ومساندتها وهو ما شكل بالنتيجة العامة تراجعاً أمريكياً حيال إرادة الانتصار السوري في تطهير كل الأرض من جرائم ودنس الإرهابيين، أي إن هذه الجماعات التي تحاول التهرب من استحقاقات المصالحات، هي بالأساس أدوات تشغيل بيد الإسرائيليين، وتسعى كأدوات عميلة أو ما تطلق عليهم «إسرائيل» تسمية «المتعاونين المحليين» إلى أن تظل أوضاع الجنوب السوري «معلقة» إلى ما يشبه المجهول لحين ترتيب أمور هؤلاء لدى الكيان الصهيوني.
وفي هذا الإطار ينبغي أن يبقى الدور العدواني الضامن للإرهابيين في هذه المناطق من حكومة الاحتلال تحت المجهر وألا نستسلم أبداً لتلك الأقاويل التي تذهب إلى أن «إسرائيل» ترى مشكلتها في التحالف الإيراني ـ السوري، أو التحالف السوري مع المقاومة، إن مشكلة «إسرائيل» تكمن فيها.
إن لم نقل إنها مشكلة وجود لهذا الكيان الغاصب لأن «إسرائيل» تعرف جيداً أن محور المقاومة والتي تمثل سورية ركيزته وقاعدته، وعموده الفقري لا يمكن أن يصاب بعمى ألوان حيال الألاعيب الإسرائيلية.
ومسألة الجنوب باعتباره خط تماس مع الجولان العربي السوري المحتل، فـ«إسرائيل» تخشى من تكرار تجربة تحرير جنوب لبنان بفرار أدواتها إلى الداخل الإسرائيلي، وتخشى أيضاً من ذلك الرصيد النضالي المقاوم الذي تمتلكه سورية وحلفاؤها في محور المقاومة، معتبرة ذلك بالخطر على أمنها ووجودها القادم من الشمال.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.