كرة القدم والرياء السياسي

أبدى مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» تعجباً من عدم حضور أي من المسؤولين في بريطانيا أو حتى في السفارة البريطانية في روسيا مباراة بلادهم ضد السويد السبت الماضي، الأمر الذي يجسد استهانة السياسيين البريطانيين المطلقة لعامة الشعب البريطاني، علماً أن لعبة كرة القدم مهمة للغاية لدى الشعب البريطاني، وقال فيها المدرب المبدع وأسطورة نادي «ليفربول» بيل شانكلي: «بعض الناس يعتقدون أن كرة القدم هي مسألة حياة أو موت، أؤكد لكم بأنها مسألة أخطر من ذلك بكثير».
وقال المقال: لكن يبدو أن شغف كرة القدم، هو ببساطة أمر لا تدركه رئيسة الوزراء تيريزا ماي ولا زملاؤها في النخبة الحاكمة المليونيرة، ولكن لايخطئن أحد، فإن أبسط البريطانيين يدركون جيداً أن أحداث «ساليسبوري» ليست إلا كذبة استخدمتها ماي ووزير خارجيتها المهرج بوريس جونسون ـ قبل استقالته ـ لمقاطعة كأس العالم.
ولفت المقال إلى أنه في تطور آخر للأحداث، خسرت روسيا مساء السبت الماضي مباراة ربع النهائي أمام كرواتيا في ركلات ترجيحية قاسية، إلا أن المشجعين الروس وغير الروس مازالوا فخورين بالفريق الروسي وبروح لاعبيه التي لا تتزعزع.
ووسط المقاطعة البريطانية العبثية وغير المجدية لكأس العالم، يتساءل المقال مستنكراً: لماذا قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الحليف الأقرب لبريطانيا حضور مباراة منتخب بلاده في الدور قبل النهائي لكأس العالم في روسيا؟ وهل فرنسا لا تأخذ على محمل الجد المقاطعة الدبلوماسية البريطانية للبطولة؟ ويجيب المقال بتأكيد أن الفرنسيين كما يبدو لا يصدقون البريطانيين!
وأضاف المقال: غير أن المسؤولين البريطانيين الرسميين مازالوا يقاطعون البطولة وروسيا، على خلفيّة الاتهامات الباطلة الموجّهة من لندن إلى موسكو بشأن حيثيات محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج سكريبال من دون وجود أي دليل، وقد نفى الكرملين بشدة أن يكون وراء هذا الهجوم الذي استخدم فيه غاز «نوفيتشوك» السام على سكريبال وابنته، والجدير بالذكر أن السم لم يقتلهما وتم نقلهما إلى المستشفى لأسابيع، وقد تعافيا كلياً، فأين هما الآن؟ قد يسأل أحدكم، وللروس أيضاً كل الحق في هذا التساؤل.
وأشار المقال إلى أن الخلاف عاد إلى دائرة الضوء بعد أن مرض اثنان آخران في «ساليسبوري»، مؤخراً وزُعم أنهما تعرضا «للمادة الكيميائية» نفسها، مشيراً إلى أن ماي كانت أعلنت عن مقاطعة رسمية لكأس العالم في وقت سابق من هذا العام وكررت موقفها هذا الأسبوع بعد التسمم الجديد المزعوم، وحذا العديد من حلفاء بريطانيا الغربيين حذو حليفتهم في ذلك الوقت.
وتابع المقال: آيسلندا مثلاً تجاهلت البطولة تماماً، وقامت بتأجيل جميع الاجتماعات مع روسيا إلى أجل غير مسمى، وقاطع مسؤولون من السويد والدنمارك حفل الافتتاح في 14 حزيران على الرغم من أن جميعهم حضروا المباريات منذ ذلك الحين، ومع تجاهل أكاذيب ماي وجونسون، أخذ ملك بلجيكا فيليب أولاده إلى روسيا لمشاهدة بلاده وهي تلعب، وحذا حذوه الملك الإسباني وحضر مباراة بلاده المصيرية أمام روسيا.
وقال المقال: ومن جهة أخرى فقد ألمحت ماي إلى أن مقاطعة أفراد العائلة المالكة والمسؤولين الرسميين لكأس العالم يمكن تخفيفها إذا نجحت بريطانيا في الوصول إلى النهائي، ولكن أين هي «مبادئ» ماي وهي التي كانت تزعم أن روسيا ارتكبت مثل هذا العمل الشنيع في «ساليسبوري»؟!
قد يتساءل المرء لماذا لا تقاطعهم روسيا؟ ويجيب كاتب المقال بالإشارة إلى أن الحكومة الروسية أثبتت للعالم أن لديها مزيداً من الاحترام والتقدير أكثر من البريطانيين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the كرة القدم والرياء السياسي on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.