أشار موقع «نيو إيسترن آوت لوك» إلى أن الهجمة الأميركية الاستعمارية على دول آسيوية بدأت بعد النهضة الشاملة التي شهدتها المنطقة، فتحولت تلك الدول من اقتصادات زراعية فقيرة إلى دول تصنيع وإنتاج لمختلف قطاعات العمل. واستفادت كل من الصين واليابان والكوريتين من الثورة الصناعية الغربية، لتبدأ مرحلة جديدة للنهوض الاقتصادي والتكنولوجي.
وجاء في الموقع: طرحت الصين استراتيجية التحول الاقتصادي الشامل تحت شعار (صنع في الصين 2025) والتي أثارت مخاوف أميركية كبيرة، وأصبح الهدف الصريح للهجوم الأميركي على كل من الصين وكوريا الديمقراطية واضح الأهداف، فمن المهم الإشارة إلى أن «الصين 2025» سيكون مشروعاً مستقبلياً حيوياً واستراتيجياً لنشر المنتج الصناعي الصيني حول العالم، على الرغم من العزلة الكبيرة التي فرضتها دول أوروبية على المشروعات الصينية.
وأضاف الموقع: نشرت الصين مبادرة «الحزام والطريق»، كشبكة واسعة من مشروعات البنية التحتية الجديدة القادمة من الصين عبر آسيا وأوراسيا إلى المنطقة العربية والاتحاد الأوروبي. وعرضت بكين مبادرتها الاقتصادية في اجتماعاتها في كازاخستان عام 2013. وعادت لطرحها عام 2015 بتشجيع ودعم الرئيس الصيني شي جين بينغ. فشجعت الصين على إحداث نهضة صناعية شاملة، وأتت هذه الاستراتيجية لتستبدل بوثيقة سابقة تمت صياغتها بين الصين والبنك الدولي والولايات المتحدة تحت إشراف روبيرت زوليك الرئيس السابق للبنك الدولي، وكانت الخطوة الأهم في تطور استراتيجية الصين، وضوح السياسة العامة للبلاد، والعلاقات المتكافئة مع جميع الدول، والتصميم المتواصل للمؤسسات والشعب الصيني لإنجاز هذه المبادرة. فتحولت الصين من ورشة عمل حرفية عالمية لقوة صناعية كبرى.
وقال الموقع: تهدف بكين من خلال استراتيجيتها المستقبلية للتحول إلى التصنيع والإنتاج المباشر المتكامل، فبدلاً من كونها ورشة لتجميع المكونات الأجنبية العملاقة مثل (آبل)، أصبح لديها (آبل) الخاصة بها. ويعتمد المفهوم الأشمل «للصين 2025» بالتشابه بالثورة الصناعية الرابعة في ألمانيا، والتي تهدف للاستفادة من التقدم التكنولوجي للكثير من الصناعات مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي.
وأوضح الموقع أن واشنطن لا تعتبر ذلك صفقة بسيطة وخطوة طبيعية عالمياً. ولهذا يسعى مستشارو ترامب في حربهم التجارية لضرب تلك الاستراتيجيات والخطط الاقتصادية. فلا يروق لعقول الاستعمار الغربي قيام نهضة آسيوية على حساب رؤوس الأموال الأميركية، مشيراً إلى أنه وفي أواخر القرن الماضي، حصلت شركات أميركية على أرباح ضخمة استناداً لإنتاجها الكبير في الصين، وهي حقيقة تجاهلتها واشنطن اليوم.
وختم الموقع بالقول: تتوزع استراتيجية الصين 2025 على مراحل تمتد لعام 2049 الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين، والأهم بأن تصبح قوة رائدة بين القوى الصناعية في العالم لتطوير الابتكار والتكنولوجيا والأنظمة الصناعية، من خلال سياسات اجتماعية واقتصادية متكاملة بين الحكومة والقوى الشعبية، للاستفادة من مخرجات التعلم بكل مراحله، ومن خلال تعزيز الاتفاقات الإقليمية والدولية مع جميع الدول الراغبة بالعمل والاستثمار، وبالتالي مواجهة خطط الغرب الرامية لهدم فرص التقدم والتطور. فالهدف الأميركي بمنع صعود أي قوة أوروبية أو آسيوية يمثل خطوة مهمة في المخطط الأميركي الاستعماري وخاصة لضرب كل أشكال التعاون المتعاظم بين الصين وروسيا باعتباره ذروة التحالفات وأكثرها قوة وحضوراً.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.