الفيلم الوثائقي «أسرار السعودية» هو إنتاج مشترك لشبكة «زد.دي.إف» التلفزيونية الألمانية شبه الرسمية، وشبكة «بي.بي.سي» البريطانية، ويتناول ثلاث قضايا، تلقي نظرة فاحصة على السعودية في العمق، وخاصة التشابكات الإيديولوجية والمالية لـ«بني سعود».
ويقدم الفيلم الوثائقي للمتلقي الألماني والأوروبي عموماً صورة صادمة وغير معهودة لمملكة بني سعود، ككيان فاحش الثراء يوجه منذ عقود مداخيله من أموال النفط للترويج لنمط متشدد من الإسلام، وفي دعم وتمويل الإرهاب إقليمياً وعالمياً.
ويحمل الجزء الأول لهذه السلسلة الاستقصائية عنوان «على خطى الإرهاب»، ويركز على بحث ارتباطات الأسرة السعودية الحاكمة مع داعمين لـ«نمط متشدد من الإسلام»، والمدى الذي ذهبت إليه بتقديم الدعم المالي لـ«المتطرفين» من أجل تأمين استمرار حكمها.
ويتتبع هذا الجزء التمويل الذي قدمته السعودية لمجموعات «جهادية»، بدءاً من حرب البوسنة إلى هجمات أيلول 2001، مروراً بسورية والهند وفلسطين وصولاً إلى اليمن.
ولفت الوثائقي إلى إقرار الحكومة السعودية بتبرع مواطنيها ومؤسساتها «الخيرية» بمبلغ 73 مليار يورو في الأعوام العشرين السابقة لهجمات 11 أيلول لتمويل أنشطة إسلاموية بالخارج، مبيناً إصرار الرياض على نفي مجيء هذه التبرعات من أمراء أو شخصيات رسمية, مشيراً إلى الدور المحوري لرأس النظام السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز خلال عقود مضت بجمع تبرعات داخل الأسرة الحاكمة «للمجاهدين».
ويناقش «أسرار السعودية» في جزئه الثاني «على خطى المال» إمكانية القضاء على الفساد فعلياً بالسعودية، ويتطرق إلى أوضاع داخلية سعودية قاتمة، وحملة ولي العهد السعودي المزعومة ضد الفساد في تشرين الثاني الماضي، وما تلاها من اعتقال 500 من الأمراء وكبار رجال الأعمال والأثرياء.
ويتساءل الفيلم في جزئه الثالث «الصعود والقمع» عن استمرار نظر الغرب للسعودية «كمرساة للاستقرار» بالشرق الأوسط تحت «قيادة» محمد بن سلمان، ويناقش إشارات ولي العهد السعودي المتناقضة بتطبيق إصلاحات، بموازاة استمرار نظامه الصارم بالبطش بلا رحمة بحق كل معارضيه.
وفي نهايته تعرض الفيلم الألماني- البريطاني إلى الحرب السعودية على اليمن، وأبرز قول خبير أمني بريطاني: إن السياسة السعودية الحالية عدوانية وغير مسبوقة ولا أحد يعرف مآلاتها ولا تأثيرها على الاستقرار بالشرق الأوسط.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.