وجهة نظر.. حرب «ضرائب» أم أبعد من ذلك؟!

لم ينجُ أحد من سياسة الملاحقة التي تنتهجها الولايات المتحدة في حربها على العالم تجسيداً لمقولة «أمريكا أولاً» التي ظهرت بشكل جلي مع تسلم إدارة ترامب مقاليد السلطة وأخذت على عاتقها الشروع بتطبيق ما سمته «الحمائية» كنهج لتضييق الخناق على الدول إلى أبعد حد، بما يخدم مصلحتها ويضمن بقاء «هيمنتها المطلقة» التي لم يسلم من أذيتها أحد، أكان صديقاً أم عدواً.
حرب «الضرائب» أو «الحمائية» الاقتصادية أو غيرها من المصطلحات التي تطلقها واشنطن بمختلف مسمياتها لتحقيق الهدف نفسه الذي تسعى إليه للتضييق على الدول وتحصيل الأموال بالمسوغات إياها للتعويض عن العجز الأمريكي الذي تسببت به الإدارات الأمريكية السابقة وكرسته، والتي تتحمل وحدها تبعاته، إلا أن إدارة ترامب تعمل على تغطية هذا العجز عبر تكليف الدول بالدفع تحت عناوين «الحمائية» أو الحرب التجارية أو الضرائبية وما شابه ذلك.
تركيا التي وصلت الضرائب الأمريكية إليها بعد الصين وروسيا وإيران ودول الاتحاد الأوروبي وكندا وغيرها من الدول، صعّدت الخلاف مع واشنطن بزيادة الضرائب على السلع الأمريكية على خلفية إصدار ترامب قراراً رفع بموجبه الرسوم الجمركية على صادرات الصلب والألمنيوم منها، وأدى بدوره إلى نشوب أزمة بين البلدين الحليفين تسببت بهبوط الليرة التركية إلى مستويات قياسية، وأجج وتيرتها رفض أنقرة إطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برونسون، بينما ترى أنقرة أن تدهور العلاقات بينهما «ناتج عن لغة التهديد الأمريكية والإملاء والتعالي وعدم احترام واشنطن للآخرين لأنها لاتفكر إلا بمصالحها الخاصة، وأن ما قامت به واشنطن تجاهها هو نتيجة فشل الأخيرة في إرغامها على تنفيذ ما تمليه عليها» على حد قول المسؤولين الأتراك، الأمر الذي دفعها إلى استخدام السلاح الاقتصادي ضدها.
واشنطن التي أعلنت استعدادها لفرض مزيد من العقوبات على أنقرة في حال لم تتجاوب معها في الإفراج عن القس الأمريكي، لم تنفك تفرض زيادة في الرسوم على الدول بمسوغات أو من دونها من أجل تحقيق مسعاها وأهدافها على حساب دول العالم أجمع، بيد أن أياً من هذه الدول لم تتعظ رغم كل ما تفعله واشنطن بها، ولم تتكاتف لمواجهة الهيمنة الأمريكية أو الحد منها، بل تنساق وراءها برغم معاناتها، فإلى متى سيبقى الأمر كذلك؟ وهل تستيقظ تلك الدول من غفوتها؟ وهل ما بينها، كما أنقرة، وبين الولايات المتحدة حرب «ضرائب»، أم إنها أبعد من تلك الحرب؟!.
waddahessa@gmail.com

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the وجهة نظر.. حرب «ضرائب» أم أبعد من ذلك؟! on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.