أكد تقرير حديث صادر عن فريق مراقبة العقوبات التابع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنه بعد هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي عسكرياً في العراق وسورية، فإنه في أوائل العام الجاري، بدأ التنظيم الإرهابي يلملم بقاياه، ويحاول إعادة تنظيم صفوفه في شرق سورية بمساعدة واضحة من واشنطن.
في ضوء ذلك أكد أيضاً مقال نشره موقع «مينت برس نيوز» الأمريكي أن جيوب تنظيم «داعش» الإرهابي، موجودة فقط في المناطق التي تحتلها الولايات المتحدة، حيث توضح خرائط شرق سورية أن بؤر التنظيم داخل الأراضي، التي تحتلها الولايات المتحدة، ظلت على حالها منذ تشرين الثاني من العام الماضي، بينما تقلصت بؤر التنظيم بشكل كبير جداً في المناطق التي حررها الجيش العربي السوري بحيث لم يبق منه إلا بقايا فلول مشتتة.
وتابع المقال: علاوة على ذلك، ينص تقرير الأمم المتحدة على أن المناطق التي احتشد فيها «داعش» منذ بداية العام تقع على الحدود السورية- العراقية، حيث شن التنظيم هجمات إرهابية متعددة، بما فيها هجمات عابرة للحدود إلى العراق، ومرة أخرى، تظهر خرائط المنطقة بوضوح أن الأجزاء التي يسيطر عليها «داعش» هي فقط في المناطق التي احتلتها واشنطن شرق سورية قرب الحدود السورية- العراقية، إضافة إلى ذلك، فإنه عندما قام الجيش العربي السوري بمهاجمة مواقع «داعش» في مدينة البوكمال، تعرض للاعتداء من طيران «التحالف» الأمريكي الذي استهدف أيضاً عدة قرى قرب البوكمال، وأكد الناجون من الغارات الأمريكية أن قراهم استُهدفت لرفضها دخول الميليشيات المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تضم عدداً كبيراً من إرهابيي «داعش» السابقين.
وأكد المقال أن اعتداءات «التحالف» الأمريكي السابقة على مواقع الجيش العربي السوري في البوكمال وأماكن أخرى في شرق سورية تأتي في سياق محاولة إنعاش التنظيم الإرهابي، لافتاً إلى أن «محاربة» واشنطن لـ«داعش» ظاهرية فقط، وخاصة أن واشنطن وميليشياتها، كثيراً ما يعلنون على مواقع التواصل الاجتماعي متى وأين سيقومون بـ«مهاجمة» جيوب «داعش» في شرق سورية موفرين بذلك فرصة للتنظيم للاستعداد!.
وقال المقال: بعيداً عن شرق سورية، يشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن منطقة أخرى موبوءة بـ«داعش» في الجنوب السوري تقع أيضاً في المناطق التي احتلتها واشنطن، قرب قاعدة «التنف»، التي انشأتها الولايات المتحدة منذ عام 2016 لمحاربة الدولة السورية، وكما هي الحال مع المناطق الأخرى التي استولى عليها «داعش تحت الحماية الأمريكية»، فقد هاجمت الولايات المتحدة مواقع الجيش العربي السوري انطلاقاً من تلك المنطقة في محاولة لمنعه من محاربة إرهابيي التنظيم.
وأضاف المقال: من خلال الحفاظ على جيوب التنظيم الإرهابي في الأراضي التي استولت عليها الولايات المتحدة يمكنها الاستمرار في «تبرير» وجودها غير القانوني في سورية على المدى الطويل، لافتاً إلى أن الوجود الأمريكي في سورية ساعد بالفعل على تقوية «داعش»، حيث كشف تقرير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية الصادر عام 2012 أن الولايات المتحدة سمحت طواعية بتشكيل «داعش» من أجل زعزعة استقرار الدولة السورية ومحاولة «إسقاطها» من خلال التدخل العسكري الأجنبي، ومنذ ذلك الحين، عدلت الولايات المتحدة ذرائعها لوجودها في سورية، لا سيما بعد فشل «داعش» والميليشيات الممولة من الخارج في «إسقاط» الدولة السورية.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.