لا نعرف ماذا نسمي المبادرات الجديدة لأنديتنا التي تتعاقد مع لاعبيها وتعقد مؤتمرات صحفية لإشهار هذا اللاعب أو ذاك قبل بداية الموسم الكروي بخطوة احترافية جديدة على طريق الاحتراف الرياضي الذي تمارسه هذه الأندية اسماً فقط، ولا ينطبق 1% كنسبة مئوية من مستلزمات العمل الاحترافي الرياضي.
لاشك في أن هذه الخطوة كظاهرة دعائية وإعلامية مجانية مفيدة للأندية التي تريد أن تشهر لاعبيها بطريقة الأندية الأوروبية، وحتى لا يظن الآخرون أننا ضد هذه الظاهرة، بل على العكس نؤيدها ولكن بأصول احترافية لأندية تملك مقومات الاحتراف الرياضي.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنديتنا تملك مقومات الاحتراف الرياضي من ملاعب وصالات وميزانية خاصة يحق لها التصرف في وارداتها؟.. وهل اللاعبون والإداريون والمدربون ينطبق عليهم ولو جزء من حقوق الاحتراف؟
قبل أن تأخذ الأندية بظاهر الأمور وتتعلق بالقشور والبهرجة الإعلامية والدعائية للاعبيها في بداية الموسم الكروي وفي نصف المشوار وتشتكي القلة والعوز على مبدأ المثل الشعبي القائل «بتكسر إيدها وتشحد عليها» يجب أن تؤسس للاحتراف الرياضي بما يضمن كرامة لاعبيها وحقوق مدربيها، وتعمل من أجل استثمار ناجح يدر عليها أموالاً تغنيها عن العوز والسؤال، ويضمن لألعابها تدريباً مثالياً وناجحاً يساهم في تحقيق نتائج واعدة في المشاركات الخارجية.
ويبقى السؤال الأهم في ظل العشوائيات الاستثمارية التي تطول أنديتنا، وتعتمد على مستثمر تحت مسمى الراعي: لماذا لا تتخذ القيادة الرياضية المتمثلة بالمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام إجراءات إدارية ومالية بشأن الاستثمار في الأندية حتى تكون على بينة من صادراتها ووارداتها وتبعد تحكم ما يسمى الراعي الذي يأخذ «البصلة وقشرتها»، والذي لا يهمه إلا جني الأموال على حساب ألعابنا الرياضية والتي تتحكم الأحوال المادية في اعتمادها أو إلغائها، كما حصل لبعض الألعاب التي تعد الأقل شعبية والتي لا تدرّ أرباحاً مالية تعود بالنفع على إدارة النادي ومستثمريها كما يحصل لألعاب القوة كالمصارعة والملاكمة وحتى الكرة الطائرة وغيرها من الألعاب التي تخلّت الأندية عن إدراجها بسبب تكلفتها المادية والتوجه إلى كرة القدم والسلة.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.