ثورة أون لاين:
بعد مرور ما يقارب الشهرعلى تطبيق قرار وزارة التربية بتقديم مواعيد الدوام المدرسي لمدة أسبوعين عما كان عليه خلال الحياة المدرسية السابقة، ظهرت ثغرات كثيرة تستدعي التوقف عندها
وظهرت معها تساؤلات عديدة يرافقها الكثير من الدهشة والاستغراب حول هذا القرار الذي لم يأت في وقته ولا يتناسب مع النواقص الكثيرة التي تعاني منها مدارسنا الحكومية بشكل عام من نواقص تتعلق بتأمين بنية تحتية مناسبة لاستقبال الطلبة والمدرسين أو تأمين المستلزمات التعليمية التي تحدثت الوزارة عنها مليا؟ أو توفير الكتب لجميع الطلاب في جميع المراحل، أو تأمين الشعب الصفية من مستلزمات التهوية، فهذه أم أحمد تتحدث كيف يعود ابنها وهو في الصف السابع من المدرسة بحالة صحية مزرية من كثرة ضيق النفس والحر الشديد الذي يتعرض له داخل الصف، وهذه أم سلمان تتحدث عن الكتب المهترئة التي استلمها اولادها من المدرسة، ووسام وفارس وغسان وجعفر وغيرهم من الطلبة تحدثوا بذات المشكلة حول نقص غالبية الكتب، وكثرة أعدادهم داخل الشعبة وعدم وجود مراوح للتهوية.
هذه وغيرها من شكاوى دفعتنا لنقل التساؤلات التي ترد على لسان العامة ومن أهمها: هل يمكن لطالب إن كان في المرحلة الإعدادية أو الثانوية أو في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي الجلوس نحو خمس أو ست ساعات في شعبة صفية تضم ما بين 45 و55 طالبا وطالبة على الأقل وتفتقد إلى أبسط وسائل الراحة؟ كيف يمكن للمعلم أن يشرح درسا لـهذا العدد الهائل فى مكان واحد وموجة من الحر الشديد تطال الجميع، في غرف صفية لا يوجد فيها مراوح تحرك الهواء أوتخفف من ضغط الأجواء الحارة والروائح التي ستظهر حتما من شدة الازدحام والتعرق، وكيف يمكن للمدرس أن يقدم المعلومة وسط هذا الطوفان البشرى؟ هل يجد سبيلا لمقاومة السأم أو الملل، وكيف سيفهم الطلبة ما يقوله المعلم في هذه الظروف التدريسية المؤلمة.
مشكلة الكتب المدرسية
التساؤلات السابقة ما هي إلا جزء من المشكلة، يليه الجزء المتعلق بغياب الكتب في غالبية المدارس وهي إن وجدت إما الكتب القديمة التي تم استلامها مهترئة من الصفوف السابقة أو أنها غير مكتملة، ولا يوجد لدى موظفي مكتبات المدارس سوى الوعود بالانتظار ريثما تصلهم باقي الكتب أوالنسخ الجديدة، متسائلين عن حديث المعنيين في التربية عن جودة التعليم، في ظل قرارات مشابهة للدول المتقدمة لكنها لا تقف على أرضية تتناسب معها.
الوجه الآخر
إن الكثافة الطلابية في المدارس مشكلة يتكرر الحديث حولها وتطل برأسها مع كل عام دراسي، وتشرئب أعناقنا جميعا للبحث عن حل لها، ولا يكاد يمر موسم دراسي من دون تصريحات وزارية بضرورة القضاء عليها، والتوسع فى بناء المدارس، ولكن دائما هناك حديث من قبل أحدهم عن سعر التكلفة والفترة الزمنية الطويلة التي يحتاجها البناء وضيق الأماكن ومشكلات المتعهدين وغيرها .
ويرى الأهالي أن لهذه المشكلات وجها آخر وهو سوء مخرجات العملية التعليمية وتأثيرات نفسية واجتماعية حيث تتسبب في كراهية الطلاب للمدرسة، والتوجه نحو التعليم الخاص وكذلك الدروس الخصوصية التي أصبحت هما تعيشه جميع الأسر السورية.
ميساء الجردي
Posted from Thawraonline.sy
Note: Only a member of this blog may post a comment.