لا العدوان على اليمن، ولا استخدام الإرهاب كأداة للتدمير والتخريب، كانا كفيلين في تأمين الحماية لولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان الذي على ما يبدو يدرك أنه محوط داخلياً بـأخطار قد تقلب الأمور رأساً على عقب، وتغير من مجرى الأحداث في الداخل السعودي.
مناسبة ذكر ما سبق، ما كشفه المغرد السعودي «مجتهد» عن أن ولي العهد قلق تجاه حراسته، ما دفعه لاستبدال الحرس الملكي بمرتزقة مدربين في «إسرائيل» وعلى تنسيق مع «الموساد الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن ابن سلمان يبقى كل وقته في اليخت بالبحر الأحمر..!
ومع التذكير بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في نيسان الماضي، تتسع الدلائل بأن قلق ابن سلمان الحالي يُنِم بشكل لا لبس فيه عن أن دائرة الخصوم والمعارضين له ولسياساته ولوجوده في السلطة إلى اتساع، وكل المحاولات السابقة لتهميش وإقصاء من يخالفه لم تؤدِ إلى ردع أو ترهيب من بقي من خصومه، وحتى من طالتهم الاعتقالات على ما يبدو أن لهم أتباعاً وأذرعاً داخل أروقة القصر السعودي تتابع العمل وتنتظر الوقت المناسب للظهور بالشكل المعلن.
أوضاع ابن سلمان الداخلية غير آمنة ولا مستقرة، ومن الواضح أن «رؤيته الاقتصادية 2030» لم تسجل له أي شيء في رصيده يمكنه من الوصول للحكم بيسر وسلاسة، بل على العكس تماماً، فبالرغم من أنه الحاكم الفعلي، لكن وصوله الرسمي لكرسي الحكم أصبح محوطاً بالكثير من الألغام التي صنعها بيديه والتي لن يدوم الوقت طويلاً لتنفجر.
لم يعد بالإمكان إخفاء أو التستر على صراع الأجنحة الحاكمة داخل أروقة القصر السعودي، الذي بلغ ذروته حتى وإن تم التعتيم عليه في الداخل السعودي، ما ينبئ بعودة ظهور معارضين لمحمد بن سلمان إلى المشهد السياسي السعودي، لنجد أن بن سلمان جنى على نفسه ويبدو كالجالس على الجمر.
لابد من الإشارة، إلى أن ما تم كشفه إنما يعد دليلاً إضافياً على حال التماهي والاندماج بين الكيان السعودي وكيان الاحتلال الإسرائيلي، لكونه حلقة جديدة من سلسلة التطبيع الذي وصل إلى مراحل متقدمة، ورغم ذلك لم يقدم ذلك أي حماية لولي العهد كما كان منتظراً، كما أن ما يزعم عن «الحماية» الأمريكية للأنظمة الخليجية بما فيها السعودية، هي فقط لاستمرار سرقة مال الشعب العربي في نجد والحجاز.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.