تحدث موقع «زيرو هيدج» في مقال له عن استعداد كل من واشنطن والشبكات الإعلامية الرئيسية لاحتمال وقوع مواجهة بين الولايات المتحدة من جهة وسورية وحلفائها في محور محاربة الإرهاب من جهة أخرى، رداً على عملية تحرير إدلب المرتقبة، آخر معاقل الإرهابيين في سورية.
وقال المقال: ولكن واشنطن تتناقض مع نفسها كالمعتاد من أجل أهداف سياسة خارجية أكثر شناعة في الشرق الأوسط، وهذا واضح بشكل جلي في مسألة إدلب، حيث سبق أن وصف بريت ماكجورك، الممثل الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في «التحالف» الدولي المزعوم «لمحاربة داعش»، حقيقة ما يجري على أرض الواقع في تعليقات صريحة غير معتادة، إذ رأى أنه ومنذ أحداث الحادي عشر من أيلول لم يوجد أي ملاذ آمن لتنظيم «القاعدة» الإرهابي كما هو اليوم في إدلب، مشيراً إلى أن إرهابيي التنظيم في تلك المدينة على ارتباط مباشر مع متزعم التنظيم الإرهابي المدعو أيمن الظواهري. و«هذه مشكلة كبيرة».
ولفت المقال إلى أن ماكجورك قدّم هذا التقييم النزيه والصادق والنادر منذ ما يزيد قليلاً على سنة، تحديداً في 27 تموز 2017، خلال جلسة نقاش أقيمت في واشنطن العاصمة، حيث كان ماكجورك أحد أعضاء الفريق الذي استضافه «معهد الشرق الأوسط»، وخلال حلقة النقاش، جادل المبعوث الأمريكي قائلاً: «لكن علينا طرح سؤال لماذا وكيف وجد مبعوث أيمن الظواهري طريقه إلى محافظة إدلب. لماذا يحدث هذا؟ كيف يصلون إلى هناك؟ إنهم ليسوا مظليين».
وأوضح المقال أن كيفية وصول الإرهابيين إلى سورية لطالما كانت محط تساؤلات للكثيرين، وخاصة عندما كانت الاستخبارات الأمريكية تساعد مباشرة مايسمى «جيش الإسلام»، من خلال غرفة العمليات في تركيا.
وتابع المقال: في ذلك الوقت، كانت تلميحات ماكجورك موجهة إلى تركيا حليف «ناتو»، حيث أكد أنها قامت بتسهيل دخول الإرهابيين إلى شمال سورية ليحلوا محل وكلاء واشنطن هناك، قائلاً: «إن النهج الذي يتبعه بعض شركائنا المتمثل في إرسال عشرات الآلاف من الأطنان من الأسلحة، لم يكن أفضل نهج». وأضاف: «لقد استفاد تنظيم «القاعدة» بشكل كامل من تركيا التي سمحت بالتدفق الحر للأسلحة والإرهابيين عبر حدودها الطويلة مع سورية».
وأضاف المقال: بالطبع، فقد تغافل ماكجورك عن ذكر أن الولايات المتحدة كانت شريكاً راغباً في كل هذا خلال فترة الأزمة في سورية بمعظمها، حيث سعت واشنطن إلى «إسقاط» الدولة السورية، لافتاً إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تأمل دون شك بأن ينسى الرأي العام الأميركي كلياً هذا البيان.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.