تفجير كيرتش.. هل من رسائل أمريكية؟

أعتقد أنه من غير الصحيح التعامل باستخفاف لأن التفجير الإرهابي الذي أسال دماء عشرات المواطنين الروس في 17 تشرين الأول 2018 قد وقع تحديداً في مدينة كيرتش القُرميّة الروسية، فبالنظر لموقعها فهي تقع على المضيق الذي يصل بين بحر آزوف بالبحر الأسود، ومنها يخرج جسر كيرتش الذي تم افتتاحه في أيار 2018 -كتحد روسي للقوى الغربية- ليربط برياً القرم حيث مدينة كيرتش ببقية أراضي الاتحاد الروسي، لكن من المهم أيضاً التذكير بأن هذه المدينة تقع على شواطئ القرم المقابلة لمقاطعة «كراسنودار كراي»، وهي المقاطعة التي تتبعها مدينة سوتشي التي استضافت قمة فلاديمير بوتين وعبدالفتاح السيسي على مدار 3 أيام بداية من 15 تشرين الأول 2018، وأن المؤتمر الصحفي الأساسي بين الطرفين كان في يوم حصول التفجير ذاته، ما أوجب على بوتين الوقوف دقيقة حداد، وقدم الرئيس المصري التعازي. ببساطة.. كيف يمكن تجاهل التساؤلات التي تصعد فوراً بالنظر إلى أن تجوال بوتين مع ضيفه العربي على كورنيش سوتشي، أعقبه في اليوم التالي تفجير في أقرب نقطة على شواطئ القرم المقابلة..؟!!.. وبرغم أن حسابات الخرائط تشير إلى أنه أمامك نحو 450 كم أوربما أكثر لتقطعها حتى تصل من كيرتش إلى سوتشي، لكن هذه الكيلوّات بالنظر لمساحة روسيا الاتحادية الواسعة البالغة أكثر من 17 مليون كم2، لا شيء إطلاقاً، كما أن قيمة التفجير هو أن يأتي في القرم أولاً، وفي أقرب نقطة ممكنة ثانياً، كذلك فإن سوتشي وكيرتش ضمن نطاق واحد، كأننا، بالضبط وبحسابات المسافة أيضاً، نتحدث عن تفجير حصل في وسط شبه جزيرة سيناء، أثناء انعقاد مؤتمر في شرم الشيخ التي تقع بجنوبها!، أو نتحدث عن تفجير في محافظة البحر الأحمر أثناء انعقاد قمة في مدينة الطور في سيناء على شاطئ خليج السويس المقابل!. بدرجة معتبرة.. ولو تابعنا في الإيمان بتورط المخابرات الأمريكية في دعم وتوظيف الأنشطة الإرهابية بأشكالها المختلفة، فلا بد أن ثمة رسائل من أمريكا تريد إيصالها، عبر تلك العملية التخريبية والضبابية، وهذه الرسائل تتضمن إشعار المواطنين الروس بالتهديد، وضعف الأمن، وكذلك إفهام الإدارة الروسية أن ضم القرم كجمهورية حكم ذاتي لروسيا الاتحادية الذي تم باستفتاء شعبي في آذار 2014 لن يمر، إضافة إلى رسالة غاضبة من الدور الروسي المتنامي على الصعيدين الأممي والعربي الذي يفتح الباب لعالم متعدد الأقطاب، ويفترض أن ينعكس ذلك إيجاباً لدينا خاصة في الملفين السوري والليبي.. كذلك ترغب واشنطن في إيصال رسالة احتجاج على العلاقات المصرية -الروسية، ومخططات التعاون – أياً كانت درجتها أو سياقها -.
وإن لم يكن مرسل الرسائل أمريكياً بشكل مباشر، فربما هو أمريكي بالتبعية، بمعنى أن يكون مهندس العملية والواقف خلفها، عضو الناتو في المنطقة، وصاحب العلاقات المتينة مع الحركات المتطرفة: حزب العدالة والتنمينة التركي.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the تفجير كيرتش.. هل من رسائل أمريكية؟ on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.