بدأ أصحاب السترات الصفراء بالنزول الى شوارع العاصمة الفرنسية باريس للسبت الخامس على التوالي رغم تنازلات الرئيس ايمانويل ماكرون ودعواته للهدوء.
وتجمع المتظاهرون في محيط قوس النصر وسط اجراءات أمنية مشددة، حيث تخشى السلطات من وقوع حوادث جديدة بعدما انتهى السبت الماضي بعدد قياسي من الموقوفين بلغ نحو ألفين، وأكثر من ثلاثمائة وعشرين جريحا، وإلحاق أضرار بالعديد من الممتلكات العامة والخاصة.
ولمواجهة أي فلتان، أعلنت السلطات في باريس نشر ثمانية آلاف عنصر من قوات الأمن، وأربع عشرة آلية مدرعة.
وتسود حالة من الترقب والقلق المدن الفرنسية ولا سيما العاصمة باريس اليوم بانتظار موجة خامسة من الاحتجاجات المناهضة للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الذي حاول احتواء حركة (السترات الصفراء) وإرضاءها بتقديم تنازلات عبر إجراءات اقتصادية عدة بما فيها إلغاء زيادات ضرائب الوقود.
تنازلات ماكرون ومحاولاته الإذعان للمحتجين قوبلت بانتقادات لاذعة حيث أكد خبراء اقتصاديون أن قراراته الأخيرة التي يحاول إنقاذ نفسه بها ستدفع فرنسا باتجاه الهاوية إذ أنها سترفع العجز في الميزانية وستضعف الاقتصاد الفرنسي أكثر لينعكس سلبا على طبقة العمال والموظفين الذين بدؤوا الحركة الاحتجاجية بعد اكتفائهم من سياسات الرئيس الفرنسي الفاشلة.
صحيفة ديلي تلغراف البريطانية اعتبرت أن ماكرون فشل في خطابه المتلفز قبل أيام قليلة في إقناع الفرنسيين بإمكانية نجاح إجراءاته الجديدة لإرضاء المحتجين وخسر فرصته لاستعادة الثقة وإزالة المخاوف لديهم فقد أنفق في 13 دقيقة أمضاها في خطابه ما يعادل 10 مليارات جنيه استرليني في تخفيض الرسوم والضرائب المختلفة بهدف وقف الاحتجاجات في أنحاء فرنسا.
السلطات الفرنسية أعلنت أمس أنها ستنشر عشرات الآلاف من عناصر الشرطة لمواجهة الموجة الجديدة من الاحتجاجات فيما أكدت حركة (السترات الصفراء) إصرارها على مواصلة الحركة الاحتجاجية ضد ماكرون التي تصاعدت في مطالبها إلى حد المطالبة باستقالة الأخير من منصبه رغم إذعان الحكومة الفرنسية لبعض مطالب المحتجين.
وبينما يواجه أزمة الاحتجاجات وحالة الغليان المستمرة ضده في أنحاء فرنسا يتخبط ماكرون أمام حل مشكلة أخرى وهي تراجع شعبيته بين الناخبين إلى أدنى مستوى لها حيث وصلت بحسب استطلاع للرأي نشر قبل يومين إلى عشرين بالمئة فقط .
والسلطات الفرنسية تنشر عشرات الآلاف من الشرطة تأهبا لموجة خامسة من احتجاجات "السترات الصفراء"
كما أعلنت السلطات الفرنسية نشر عشرات الآلاف من الشرطة في أنحاء البلاد منهم ثمانية آلاف في باريس اليوم لمواجهة موجة جديدة من احتجاجات “السترات الصفراء” والمتواصلة للأسبوع الخامس على التوالي تنديداً بسياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته.
وكان خمسة من أعضاء حركة السترات الصفراء قتلوا على هامش الاحتجاجات التي ينظمونها منذ السابع عشر من الشهر الماضي ضد سياسات ماكرون الاقتصادية المتمثلة بارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الضرائب والتي تحولت إلى المطالبة باستقالة ماكرون ذاته بينما واجهتها السلطات الفرنسية بالقمع واستخدام المدرعات وقنابل الغاز المسيل للدموع واعتقلت أكثر من 1700 شخص.
ونقلت رويترز عن قائد شرطة باريس ميشيل ديلبييش قوله للصحفيين أمس: “سوف تتولى شرطة مكافحة الشغب حماية المعالم المهمة وإبعاد المحتجين عن القصر الرئاسي” مضيفا: “يجب أن نستعد للسيناريوهات الأسوأ”.
وأذعنت الحكومة الفرنسية تحت ضغط متظاهري حركة “السترات الصفراء” لبعض مطالب المحتجين وألغت الزيادات في ضرائب الوقود التي كانت مقررة اعتبارا من الشهر المقبل وأعلنت أنها ستعيد النظر في الضريبة على الثروة كما أعلنت أمس الأول أنها ستقدم في الـ 19 من الشهر الجاري تخفيضات في الإنفاق ورفعا في الضرائب على الشركات للمساعدة في “تمويل الحافز الذي يقدم للأسر”.
بالمقابل شددت الحركة المعروفة باسم “السترات الصفراء” قبل يومين على مواصلة الحركة الاحتجاجية في مختلف المناطق الفرنسية حتى تحقيق جميع المطالب ودعت إلى مواصلة التعبئة في جميع أنحاء فرنسا ليكون خامس أسبوع على التوالي يشهد تحركات على مستوى البلاد منذ انطلاق الاحتجاجات فى الـ 17 من تشرين الثاني الماضي .
Posted from Thawraonline.sy
Note: Only a member of this blog may post a comment.