وجهة نظر.. في قفص الاتهام

فتحت أجهزة الإعلام الإسرائيلية في سابقة تعتبر الأولى من نوعها النار, ومن كل الجهات، على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إثر صدور توصية من الشرطة الإسرائيلية بتوقيفه مع زوجته سارة على خليفة قضية الفساد المعروفة بالملف رقم 400, وقالت الشرطة في مذكرتها إلى النيابة العامة إنها توصلت إلى أدلة تؤكد حصول نتنياهو وزوجته على الرشوة إضافة إلى الخداع وخيانة الأمانة, ومحاولة تشويش مجريات التحقيق, وعنونت صحيفة «يديعوت أحرونوت» حكاية نتنياهو بالقول: «نتنياهو في قفص الاتهام ومعارضوه يصفونه بالمجرم الفار من وجه العدالة».
في الواقع, وعند البحث عن إجابات متوقعة أو محتملة لخيارات نتنياهو بعد هزيمته أمام المقاومة الفلسطينية في غزة أو ما عرف بحرب الصواريخ الفلسطينية نجد اليوم أنه لم يعد لديه أي خيارات يمكن له أن يتخذ قراراً بشأنها, ولاسيما على المستوى العسكري باعتباره وزيراً للحرب بعد استقالة ليبرمان من الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو والليكود, إضافة لذلك فإن نتنياهو وكوزير للخارجية أيضاً إضافة إلى رئاسة الوزراء سيجد نفسه مشلولاً حيال التداعيات التي يمكن أن تحدثها التوصية بتوقيفه إلى حين تقديمه للمحاكمة في ضوء لائحة الاتهام التي باتت جاهزة, ولا شك في أن هجوم نتنياهو اللاذع على الشرطة يكشف عن أبعاد لا يمكن تجنب تأثيراتها على تحالف نتنياهو الحكومي الذي أصابه التشظي والتآكل, حيث قال: إن «مفتش الشرطة قد انحاز ضده, وتوصياته تؤكد أن الأمر يتعلق بخطة مسبقة أعدت للإطاحة به».
ولا شك هنا وفي ضوء الاتهامات والاتهامات المضادة ما بين نتنياهو والشرطة, وكذلك مع ما يسمى «أحزاب المعارضة» أن المخرج يكمن في التعجيل بانتخابات مبكرة, وفي أسرع وقت ممكن, وليس على نتنياهو إلا أن يقوم بتسليم المفاتيح, لأنه ووفق ما يتردد في الرأي العام الإسرائيلي «فقد الصلاحية الأخلاقية لاتخاذ القرارات, بل إنه حاول جعل الكذبة حقيقة, وجعل من الحقيقة كذبة», وذلك في إشارة إلى ما تعرضت له «إسرائيل» من مخاطر وأضرار بسبب هزيمتها في غزة, وعدم قدرتها على تنفيذ ولو جزءاً يسيراً من تهديداتها سواء للبنان أو إيران أو سورية أو المقاومة الفلسطينية, لأن نتنياهو يعرف قبل غيره ماذا تعني معادلات الصراع المستجدة في المنطقة وماذا تعني معادلة الدم بالدم, والصاروخ بالصاروخ, في ظل ما تحقق من انتصارات باهرة وملموسة على كل المشروع الأمريكي – الصهيوني – السعودي في المنطقة, ولاسيما بالنسبة للقضية الفلسطينية.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the وجهة نظر.. في قفص الاتهام on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.