من المفارقات المغضبة أن يرفض صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية التعويض لفلاحي الغاب عن أضرار محصولي القطن و البصل بالموسم الزراعي الماضي الناتجة عن جائحة مرضية حشرية- فطرية تسببت بخسارة الفلاحين الملايين مكتفياً بتبرير رفضه بأن أضرار الأمراض الفطرية بتصنيف الوزارة لا تتجاوز 5 – 15 % على المردودية الإنتاجية بينما مبين في تقارير هيئة تطوير الغاب و فرع الصندوق بالغاب أن أضرار الجائحة المرضية تراوحت بين 90– 95 %..؟! ويروي المزارع بركات محمد بركات أن محصول البصل تعرض بالموسم الزراعي الماضي لجائحة مرضية فطرية نتيجة الظروف الجوية ( رطوبة– فروق حرارية ) أتلفت نسبة كبيرة من المحصول ووصلت الأضرار إلى 90 – 95 % وبلغت خسارة الفلاحين 100 ألف ليرة بالدونم الواحد بينما ترك بعض الفلاحين المحصول بالأرض كمراع للأغنام وأضاف بركات: مع ذلك كان سرورنا كبيراً عندما حضرت لجان من هيئة تطوير الغاب وقدرت الأضرار إلا أن صندوق التخفيف من أثار الجفاف والكوارث الطبيعية لم يعوض ولا ليرة واحدة عن هذه الأضرار، علماً أن لجان الزراعة أكدت في تقاريرها أن المكافحة الكيميائية رغم تنوع المبيدات المستخدمة لم تنفع في وقف الجائحة وكأن الصندوق يتبع سياسة (الحسنة العمياء) فيعوض متى يريد التعويض..!
ولفت المزارع باسل معروف إلى أنه من المؤلم أن شركة تجفيف البصل والخضر في السلمية الذي كان قد تعاقد معها لزراعة البصل زادت الطين بلة، فالشركة لم تكترث للجائحة المرضية رغم علمها بها، فلم ترسل أي لجنة للتقصي عن الجائحة لا بل إنها انتقلت إلى دراسة إمكانية تغريم الفلاحين المتعاقدين معها عن نقص الإنتاج المورد للشركة و الناتج عن تراجع المردودية الإنتاجية بوحدة المساحة بسبب الجائحة المرضية، علماً أن الشركة رفضت استلام كميات كبيرة من البصل المورد إليها بسبب حجومه الصغيره وتعرضه للتلف والشركة على دراية بأن السعر المعتمد بالشركة أعلى بكثير من سعر البصل بالسوق المحلية وليس من مصلحة الفلاحين بيع إنتاجهم للتجار بسعر أقل من سعر الشركة.
هذا وكان محصول القطن قد تعرض في الموسم الزراعي الماضي لجائحة مرضية (حشرية- فطرية) تسببت بتراجع المردودية الإنتاجية إلى 100 – 200 كيلو في الدونم وهي أقل بكثير من تكلفة الإنتاج، وقد وزعت هيئة تطوير الغاب كمية محدودة من الأعداء الحيوية لم يكن لها فائدة لسببين أولها: إنها وزعتها في شهر أيلول عند قطاف القطن ولم يعد لاستخدامها فائدة والثاني: إن الكمية الموزعة لا تغطي 5 – 10 % من المساحة المزروعة ولم يعوض الصندوق عن هذه الأضرار، أضف إلى ذلك أن محصول القمح بالموسم 2016 – 2017 كان قد تعرض لأضرار كبيرة نتيجة غمر الأراضي بالمياه الثلجية وتم التعويض لبعض المناطق فيما لم يعوض لبقية المساحات المتضررة ومنها حقول اكثارية كان قد تعاقد أصحابها مع مؤسسة إكثار البذار وقد بلغ الضرر فيها 75 % وهذا موثق بكشوف ميدانية للجان مؤسسة إكثار البذار.
وفي اتصال هاتفي مع المهندس محمد البحري مدير عام صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية أكد أن إدارة الصندوق على علم بإصابة محصول القطن بديدان اللوز لكن مكتب القطن لم يعتبر الإصابة جائحة مرضية، ويوجد كتاب مرسل من مكتب القطن إلى وزارة الزراعة بهذا الخصوص، ولذلك لم يجر التعويض عن أضرار القطن، أما بخصوص إصابة محصول البصل بجائحة مرضية فطرية، أوضح البحري أنه أبلغ بوجود أمراض فطرية بمحصول البصل لكن لم تصله أي جداول أضرار للمحصول.
المهندس تيسير حسن مدير فرع الصندوق في الغاب قال: عندما تمت مناقشة أضرار محصول القطن أبلغته الوزارة أنه لديها تصنيف لأضرار الأمراض الفطرية على المردودية الإنتاجية في وحدة المساحة وأن الأضرار وفق هذا التصنيف تتراوح بين 5 – 15 %، وبالتالي فإن أضرار محصول القطن نتيجة إصابته بديدان اللوز لا تستحق التعويض وهذا التصنيف ينطبق على أضرار محصول البصل.
اللافت أن المادة 3 من مرسوم إحداث صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية بينت أن الصندوق يتولى التعويض على المتضررين عن الخسائر المادية والأضرار التي تصيب إنتاجهم بسبب الجفاف والكوارث الطبيعية أو الأحوال المناخية.. البيئية.. الحيوية… شدات مطرية.. سيول.. إصابات حشرية.. جوائح مرضية وينجم عنها خسائر تزيد على 50 % من الإنتاج.. فكيف للقائمين على الصندوق استثناء إصابة هذه المحاصيل من التعويض؟!.
The post حكايات مأساوية … الجهات المعنية تخلع عباءة المسؤولية! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.