«لاشمانيا» ليست كالتي يعرفها الناس، بل نوع طوّر نفسه ليصبح أكثر خبثاً، وليترك ندباً على الوجوه والأجساد تفوق ما فعلته هذه الحرب.
ظروف الحياة القاسية سمة عامة لكل مناطق العيش في سورية، لكن حالة العائدين إلى ريفي الرقة الشرقي والغربي المحررين لا تشبه غيرها من المناطق!
الأمر لا يقتصر على حياة بدائية خالية من كل وسائل العيش الحديثة من ماء أو كهرباء وبالتأكيد الهاتف والإنترنت، لكن القصة في هجوم من نوع مختلف يتعرض له سكان تلك المناطق العائدون والمقدرون بنحو مئتي ألف نسمة.
إنها «اللاشمانيا» التي تحصد يومياً وجوه العشرات من الأطفال والنساء وتترك ندباً تفوق ما فعلته الحرب، أكثر من ستة آلاف إصابة حتى الآن انتشرت بين السكان الذين فضلوا العودة إلى مناطقهم بغض النظر عن ظروفها وأحوالها، على عكس المسؤولين المكلفين في إدارة مؤسسات ومقرات تلك المحافظة!
يقال: إن السبب الرئيس لهذا الوباء المنتشر بينهم هو انتشار أنواع من البعوض بسبب تحول قنوات الري التي كانت تروي الهكتارات وتنتج الخير الوفير إلى مستنقعات مياه تنشر الكثير من الأوبئة بعدما توقفت عن العمل والجريان.
صرخات تطلق استغاثة من هناك يخصون بها الزراعة والصحة والبيئة للتحرك ومواجهة هذا الوباء الذي يرعى أجساد ووجوه أهل المنطقة، فالموضوع الإسعافي يعتمد على رش المنطقة بما يقتل البعوض الذي يحمل هذه الإصابة، ولكن للصحة رأي آخر ينتهي بفكرة تريث لا تحتمله الحالة التي يعيشها السكان، والتريث يعدّه المعنيون في وزارة الصحة ضرورة لنتائج أفضل مع الظروف المناخية الحالية التي تعود بنتائج أقل للرش.
قد يكون هذا الرأي صحيحاً، ولكن الأهالي الذين ينامون على عدد من الإصابات يستيقظون على عدد أكبر منه، وبكل تأكيد تكاليف القضاء على الأسباب أقل بكثير من تكاليف العلاج التي تتكفل الدولة بأعبائها ولا تقل عن ست إلى ثماني جلسات.
أما الحالة التي تحتاج كثيراً من الدراسة والتدقيق فهي أن بعض تلك الإصابات لا يستجيب للعلاج، وهذا يعني: إما أنه نوع جديد من الإصابات، وإما حشرات تحمل إصابات تتمرد على الدواء، وفي كل الأحوال عندما يعود السكان يترتب على الجهات المعنية مواكبة ذلك ومتابعة شؤونهم وتلبية احتياجاتهم.
The post غزو مختلف في الرقة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.