على طول مسار الحرب العدوانية على سورية كان العدو الإسرائيلي الشريك الفعلي فيها يزداد جنوناً ويصاب بالهستيريا كلما ألحق الجيش العربي السوري وحلفاؤه الهزيمة تلو الهزيمة بأدواته الإرهابية على الأرض فكان يتدخل مباشرة لحمايتها ورفع معنوياتها المنهارة إما بالقصف المدفعي من خلف الحدود أو الغارات الجوية التي زادت على 220 غارة في السنوات الأخيرة وبعد إسقاط وسائط الدفاع الجوي السورية لإحدى طائراته من طراز «إف 16» قبل ما يقارب العام اعتمد أسلوب إطلاق الصواريخ من طائرات تحلق خلف السماء السورية خشية إسقاطها.
من المعروف للقاصي والداني أن المتضرر الأكبر مِن تَعافِي سورية وصُمود جيشها، واستِعادته مُعظَم الجغرافيا السوريّة إلى سِيادَة الدَّولة هو العدو الصهيوني ولذلك ليس مفاجئاً أن يواصل هذا العدو مسلسل غاراته الصاروخية العدوانية تحقيقاً لأمرين الأول: إظهار أنه لا يزال حاضراً في ساحة الحرب على سورية وأنه لم يتخل عن المجموعات الإرهابية وخاصة تنظيم «جبهة النصرة» المحشور في إدلب والمرعوب من زحف الجيش العربي السوري المنتظر. والثاني: إطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية إلى أبعد مدى ممكن أملاً بمتغيرات تغير موازين القوى أو الحصول على أي مكاسب سياسية لمصلحة رعاة الإرهاب.
على أي حال فإن السماء السورية لايمكن أن تكون مستباحة للطائرات الإسرائيلية، ولذلك لا تجرؤ هذه الطائرات على اختراق الأجواء السورية، ومع ذلك لا يريد العدو الإسرائيلي أن يصدق أن قواعد الاشتباك قد تغيرت وأن قدرات منظومات الدفاع الجوي السورية أكثر بكثير مما توقع حيث ظن أنه يستطيع أن يعوض الغارات بالطائرات بالغارات الصاروخية الموجهة من خارج الأجواء لكنه فوجئ بالرد السريع والحاسم وأن صواريخه فقدت فاعليتها وباتت تتطاير في السماء السورية كلعب الأطفال قبل أن تصل إلى أهدافها.
وما من شك أن تكرار العدو الإسرائيلي لهذه الاعتداءات على سورية في وقت تزداد فيه هزائم العصابات الإرهابية على أيدي الجيش العربي السوري وحلفائه يأتي بالتنسيق التام مع واشنطن الراعي الأول للإرهاب والإرهابيين والحامي الأول للسلوك الإسرائيلي العدواني المحمي أمريكياً من أي مساءلة دولية وهذا ما يشجع مسؤولي الكيان الصهيوني على الاستمرار في ارتكاب الاعتداء تلو الآخر من دون أدنى خشية من محاسبة أو عواقب.
ونقول أخيراً: في حال استمر حكام «تل أبيب» في هذا المسلسل الإجرامي فعليهم أن يتوقعوا ردوداً أكثر صرامة لاتكتفي بإسقاط صواريخهم وإنما تطول الطائرات التي تطلقها حتى لو كانت خارج الأجواء السورية وليعلم العدو الغاشم أن من يزرع الريح سيحصد العاصفة مهما كانت سطوته.
tu.saqr@gmail.com
The post مسلسل الغارات الخائبة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.