يعارض الكثير من سكان إقليم إيرلندا الشمالية التابع للمملكة المتحدة البريطانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون الإبقاء على حدود برية مع الجمهورية الإيرلندية التي ستبقى ضمن الاتحاد، وذلك خوفاً من ضياع مكاسب السلام في هذا الإقليم الذي عاش عقوداً من العنف الدامي بين الجمهوريين «سكان جمهورية إيرلندا» وبين الوحدويين «سكان إقليم إيرلندا الشمالية» المتمسكين بالبقاء ضمن المملكة المتحدة.
وفي هذا السياق، قال تقرير بثته محطة «سكاي نيوز عربية» الفضائية: حين صوّت أغلبية أعضاء مجلس العموم البريطاني على دعم صفقة رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، البديلة مع الاتحاد الأوروبي، كان شرطهم الوحيد يتعلق ببند الحدود البرية الفاصلة بين جمهورية إيرلندا وإقليم إيرلندا الشمالية التابع للمملكة المتحدة. لكن ما كان يجري في برلمان ويست وينستر في لندن نظر إليه الكثير من الإيرلنديين الشماليين بزاوية مختلفة، فالمزاج في بلفاست عاصمة إقليم إيرلندا الشمالية الذي شهد حرباً أهلية استمرت عقوداً عدة، لا ينسجم تماماً مع توجهات لندن السياسية.
ويتابع التقرير: لولا ما يسمى بـ«اتفاق الجمعة العظيمة» قبل عقدين من الزمن لما تحقق الاستقرار الحذر والنماء النسبي في إيرلندا الشمالية.
وينقل التقرير عن الخبير الاقتصادي في الإقليم مارك مكلوفين قوله: لقد تحقق الكثير بالتأكيد منذ «اتفاق الجمعة العظيمة»، فأبناؤنا ولدوا وترعرعوا في أجواء غاب عنها العنف الذي هددنا في حياتنا وهذا مكسب حصلنا عليه بعد معاناة ولهذا لا نريد إضاعته نتيجة للتوجهات السياسية الأخيرة.
ويؤكد التقرير أن الشباب في الإقليم يخشون الوقوع في شباك البطالة، إذ يقول أحدهم: لقد رفضت «بريكست» منذ البداية خاصة أنني لا أثق بما جرى التصويت عليه وأظن أن الاقتصاد سوف ينهار حينما يُنفذ «بريكست» بالفعل.
ويختم تقرير «سكاي نيوز» قائلاً: إن سكان إيرلندا الشمالية يتضرعون في السر والعلن ألا تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأن يكف السياسيون عن مزايداتهم التي يشبهها سكان الإقليم بصراع الأرانب والثعالب!.
The post مخاوف «بريكست» تجتاح سُكان إيرلندا الشمالية appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.