جهوزية قصوى أعلنها مجلس الوزراء لمواجهة تداعيات العقوبات الاقتصادية الجديدة على سورية التي فرضتها الدول الشريكة بسفك الدم السوري وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ودرء آثارها عن المواطن في كل المجالات المتعلقة باحتياجاته الغّذائية والصحية والخدمات بمختلف أشكالها، بغية تعزيز عوامل الصمود في مواجهة العقوبات والتحديات القادمة وذلك كأولوية في عمل الحكومة الحقيقي، ما نود التوقف عنده في هذه المسألة هو السؤال الآتي: إلى ماذا تؤشر هذه العقوبات، وما الهدف منها، وإلى أين يريد أن يصل اللاهثون من ورائها؟ بداية نقول: إن ما صدر عن الإدارة الأمريكية من عقوبات جديدة هو إقرار بالهزيمة التي منيت بها مشاريعهم وأحلامهم التي رفضها السوريون رفضاً قاطعاً، هذا من جانب.. ومن الجانب الآخر، نقول: إن قدرة المواطن على الصمود والمقاومة أقوى من أن تنال منه تلك العقوبات.. وهذا كان واضحاً للعدو والصديق خلال سنوات الأزمة، فمن الواضح أن تشديد العقوبات يندرج في إطار معاقبة الشعب في سورية بعد أن هزم وأفشل كل الأساليب التي مارسوها مباشرة أو من خلال المجموعات الإرهابية التي سلحوها وقدموا لها الدعم اللوجستي والاستخباراتي.. أو عبر حروب التضليل الإعلامية المفبركة التي كانت تستهدف الوحدة الوطنية، وإفقاد المواطن السوري بوصلته وتالياً كان لابد من أن يدفع المواطن الثمن ويشدد عليه الحصار الاقتصادي لإنهاكه وإضعافه ومن ثم إركاعه.. ولكنهم مخطئون واهمون ولا يعرفون حجم هذا الشعب ومكامن قوته.. وأن ادعاءاتهم من أن هذه الإجراءات لا تستهدف المواطن حجة ساقطة، لأن إجراءات كهذه لن يكون تأثيرها المباشر إلا على المواطنين الذين صمدوا وضحوا ورفضوا العقوبات الظالمة وتمسكوا بدولتهم الوطنية ذات السيادة وصاحبة القرار الوطني المستقل ومشروعها الإصلاحي المعلن. باختصار، أثبتت التجربة والأزمات التي تعرضت لها سورية في العقدين الماضيين، قدرتها على تجاوز أخطار وتحديات أكثر حدة، فقد عملت الحكومات المتعاقبة على إيجاد نمط إنمائي، يتفق وظروف البلاد، بالاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي، من الناحية الاقتصادية، من خلال تعبئة الموارد المحلية المتاحة والممكنة.. وكما فشل إرهابهم الدموي، سيكون الفشل مصير إرهابهم الاقتصادي من خلال الخطة الوطنية التي تعمل عليها الحكومة للاستفادة من الطاقات والإمكانات الذاتية المتوافرة للتخفيف من آثار العقوبات المؤلمة عن المواطن الذي يعد الهدف المباشر لتلك العقوبات.
The post المواطن هو البوصلة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.