أطلقت الصين مبادرتها التنموية الاقتصادية والاجتماعية، فأحدثت تحولاً كبيراً في طبيعة العلاقات الإقليمية والدولية، وأصبح مشروع الصين الأكثر نجاحاً وتأثيراً على الاقتصاد. وتمثل مبادرة (الحزام والطريق) مثالاً صارخاً للمفاهيم الدبلوماسية الجديدة لتعزيز التنمية والاستقرار حول العالم.
ورسمت مبادرة الحزام والطريق طريقاً جديداً للتعاون والتنسيق بين الصين وإفريقيا، فمنذ الإعلان عنها عام 2013، دفعت بآفاق التعاون بشمولية أكثر عمقاً كبداية لفترة تاريخية جديدة وشهدت تقدماً بعد زيارات تاريخية للمسؤولين الصينيين الهادفة لبناء مجتمعات متقدمة.
وفي قمة بكين للتعاون الصيني – الإفريقي، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن الصين وإفريقيا بحاجة لتطوير مفاهيم أصيلة من التعايش السلمي والتناغم الثقافي والحضاري لتعزيز مفاهيم مجتمعية متجددة، الأمر الذي حظي بدعم ورضا كبيرين من القادة الأفارقة، بالإعلان عن التقدم بخطى ثابتة، بإقرار خطة عمل المنتدى الثنائي المشترك إلى جانب مبادرات رئيسية قدمتها بكين لتعميق هذه المبادرة.
وبالتالي، عرضت بكين خرائط جديدة للتعاون والعمل الإقليمي بتوقيع قرابة 150 برتوكولاً ومذكرة تفاهم ما سمح بتعزيز التعاون بكافة المجالات الذي شهد تطورات ملموسة. فالصين الشريك التجاري والاقتصادي الأكبر لإفريقيا منذ بدايات العقد الماضي، ووصلت التجارة بينهما لمستوى قياسي بلغ 200 مليار دولار، بنسبة واردات صينية 16% سنوياً حتى 27% على التوالي. وبلغت الاستثمارات الصينية حتى العام الماضي 250 مليار دولار، إلى جانب قيمة العقود الموقعة بقيمة تقريبية 60 مليار دولار. وساهمت مشروعات السكك الحديدية بإيرادات كبيرة للجانبين الصيني والإفريقي كجزء من مبادرة الحزام والطريق. وأتت قمة البريكس التي عقدت في جنوب إفريقيا، لتضيف بعداً أكثر مصداقية لمشروعات الصين التنموية، وإيجاد ظروف مواتية للتغلب على الصعوبات وتوفير فرص النمو والتعاون، وتركز نشاط المبادرة في المشروعات الحيوية المناسبة لاحتياجات البلدان الإفريقية وتطلعات السكان ومتطلباتهم.
ومن المتوقع أن تصبح القارة مجالاً رئيسياً للموجة التالية للتصنيع عالمياً، بفضل الموارد الوفيرة والقوى العاملة الكثيرة. فتسارع التوسع الحضاري وزيادة الاستهلاك جعل آفاق النمو الاقتصادي أكثر إشراقاً.
وبغض النظر عن المجالات التي ستعطي ثمارها فعلياً، تم اكتشاف مسارات جديدة للتعاون والعمل المشترك. فستعمل الصين على تعزيز القدرات الإبداعية للطاقات البشرية ببرامج تدريب وتأهيل واسعة النطاق، والسعي لتحسين البيئة الداخلية الأمنية لتجاوز قضايا النزاعات الإقليمية، وضعف محركات التنمية، إضافة لمحاولة تحسين وتطوير بيئة القوانين والتشريعات لحماية الاستثمارات والمشروعات المنفذة.
مقابل ذلك، تروج الأوساط السياسية والإعلامية الغربية لمزاعم (الديون ونهب الموارد) الذي ستخلقه مجالات التعاون بين الصين وإفريقيا، على الرغم من التزام الصين بالحفاظ على العلاقات الودية الصادقة والسليمة. ومعاملة الشركاء الأفارقة على قدم المساواة، والتمسك بالإصلاح، والتنمية بطريقة براغماتية فعالة.
وبإطلاق مبادرة الترويج الصناعي وربط المنشآت وتيسير التجارة وبناء القدرات والصحة وتعزيز السلام والأمن والتركيز على تطوير قوة الدفع والنمو لابتكار المفاهيم المتجددة، تكون بكين قد خطت المرحلة الأكبر على طريق الانتشار وتحقيق أسمى أنواع التعاون والتنسيق المشترك، بزرع الثقة والمصداقية بين الصين والدول الإفريقية.
عن (غلوبال ريسيرتش)
The post مبادرة الصين الاقتصادية تنير ليل إفريقيا وتفتح آفاقاً واعدة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.