من جديد، عرّى دونالد ترامب «بقراره» الباطل بخصوص الجولان السوري المحتل؛ حقيقة العربدة الأمريكية وغطرستها على الصعيد الدولي، ووضعها في قفص العزلة الدولية، بعد أن جرّد بلاده من كل القواعد الأخلاقية في إطلاق هيمنتها على الدول، متخذاً «قراراً» أحادي الجانب لا أساس له بعيداً كل البعد عن المواثيق الدولية، فضلاً عن كونه لا يمت للقواعد القانونية الناظمة للعلاقات الدولية بصلة.
ففي المعركة الدبلوماسية التي شهدها مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة الطارئة لمناقشة قرار ترامب غير القانوني واللاشرعي والذي يزعم فيه «ضم» الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي الموجود أصلاً في أراض عربية احتلها واغتصبها بشكل غير قانوني ولا شرعي، لقي «القرار» إياه اعتراضاً من بقية الدول الأعضاء لما فيه من زعزعة للاستقرار في المنطقة ولا يمكن القبول به جملة وتفصيلاً لأنه تهديد للأمن والسلم الدوليين.
واشنطن لم تنصت لحقائق التاريخ والجغرافيا التي تؤكد سوريّة الجولان هوية وانتماء، وذهبت في غيّها وغطرستها لأبعد ما لا يمكن أن يتقبله عقل أو منطق، في انحيازها الكبير للكيان الإسرائيلي، فأعلنت ووقّعت على ما لا يحق لها وبما لا يحق أصلاً للكيان الصهيوني الاحتلالي في انتهاك فاضح للقوانين الدولية التي تؤكد أن الجولان أرض سورية محتلة.
وأثار قرار ترامب الأرعن موجة عاصفة من الرفض المحلي والإقليمي والدولي، حذّرت من تداعياته الخطرة على المنطقة والعالم، الأمر الذي دفع دول العالم بما فيها أعضاء مجلس الأمن إلى الاعتراض والتحرك الجدي لمواجهة الهيمنة الأمريكية التي وجدت نفسها في عزلة جديدة عن بقية دول العالم التي أكدت بدورها مواصلة احترامها التام لوحدة الأراضي السورية وسيادتها.
لا شك في أن التحرك الأمريكي المشبوه هو تجسيد واضح وفاضح للغة العربدة، وأحدث فصول التآمر الأمريكي على العرب وقضاياهم، وهذا بدوره يؤكد ضرورة تعزيز فكر المقاومة وقدراتها لمواجهة كل أشكال الهيمنة الأمريكية والاحتلال الصهيوني للأرض واغتصابه للحقوق العربية، فالحق السوري الذي وضع واشنطن في عزلة دولية، واضح ويزيدنا إصراراً وعزيمة على استعادة جولاننا الحبيب بكل الوسائل والسبل رغم أنف كل المعتدين.
waddahessa@gmail.com
The post الجولان يعزل أمريكا دولياً appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.