في أزمات الدول، وخاصة تلك المفتعلة، تحاول بعض الأطراف الخارجية النفاذ إلى داخل هذه الدول بذريعة المساعدات الإنسانية, شهدنا هذا كثيراً، والأهداف والغايات تكون غير ما هو معلن.
اليوم فنزويلا في أزمة اقتصادية ومعيشية حادة، بسبب الحصار والضغط الأمريكي الذي يريد أن يجعل أزمتها أكبر، بغية النفاذ إلى داخل هذه الدولة وفرض شروط سياسية ونظام حكم يلبي الأهداف الأمريكية.
أمريكا ترسل «مساعدات غذائية وإنسانية» عن طريق رجلها غوايدو لإعطائه مزيداً من الدعم الشعبي، ومن جهة أخرى تسعى لخنق حكومة الرئيس نيكولاس مادورو وشل قدرتها الاقتصادية لزيادة عجزها وتشويه سمعتها.
«المساعدات» مسمومة بكل معنى الكلمة فإذا سمح الرئيس مادورو بدخولها سيعزز موقع رجل أمريكا، أي غوايدو، وإذا منع الرئيس المساعدات سيسبب غضباً شعبياً، لأن ثمة ماكينة إعلامية غربية سوف تقول إن الرئيس يحرم شعبه الذي يعاني من المساعدات الإنسانية، ما يعني أن الخيارات الرسمية كلها للتعامل مع هذا الخنجر المسموم صعبة وحمالة أوجه.
أمريكا ومنذ اللحظة التي فجرت فيها الأزمة في فنزويلا، تعمل من أجل هذه اللحظة، بل تخطط لها، وكل تطورات الوضع هناك تقول هذا وتنذر بما هو أسوأ.
العديد من الدول التي تؤيد الشرعية الدولية، بل الشرعية في فنزويلا ممثلة بالرئيس مادورو تدرك خطورة الخطوات الأمريكية، بل تعتبر إرسال المساعدات بهذا الشكل عملاً استفزازياً.
إن أحداً لا يشك مطلقاً بأن المساعدات مُسيسة، ولو كانت على غير هذه الصورة لكانت جرت بما يتوافق مع القوانين الدولية وعبر مكتب الأمم المتحدة في كاراكاس.
أيضاً لو كانت النيات الأمريكية صادقة في السعي لمساعدة الشعب الفنزويلي بـ«سلع إنسانية معينة»، فمن الأفضل والأجدى رفع الحظر الاقتصادي عن حسابات الشركات المملوكة للدولة الفنزويلية في المصارف الأمريكية بدلاً من محاولة النفاق بإيصال مساعدات.
للعلم إجمالي الخسائر الناجمة عن القيود الأمريكية المفروضة منذ 2013 ضد فنزويلا، والهادفة إلى خنق الاقتصاد يقدر بـ345 مليار دولار.
The post المُساعدات سلاح حرب appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.